خلال تشييع أحد عناصر "حزب الله" في لبنان
خلال تشييع أحد عناصر "حزب الله" في لبنان
الإثنين 15 يناير 2024 / 15:34

"المحور الإيراني".. استراتيجية محفوفة بالمخاطر

"المحور الإيراني"، شبكة من المجموعات المتشددة المستقلة تستخدمها إيران في بسط سلطتها وتحديد مسار الأحداث، هكذا عرَّفت صحيفة "غارديان البريطانية" شبكة الميليشيات التابعة لإيران والتي تنشط في الشرق الأوسط.

إيران تريد محاربة الولايات المتحدة وإسرائيل من دون أن تدخل مباشرة في النزاع

وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في القدس جيسون بوركي، أن هذا المحور يعتبر مسألة مركزية بالنسبة إلى النزاع الحالي القائم منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، ومع دعوة القائد العسكري لحماس محمد ضيف قوى "المحور" إلى الانضمام إلى المعركة.

ومنذ 7 أكتوبر، انضم هؤلاء الحلفاء إلى نزاع إقليمي أوسع، بحماسة متفاوتة، ومعاً، هم يشكلون ائتلافاً قوياً وغير تقليدي، يمتد بجذوره إلى الثورة الإيرانية عام 1979، التي أوصلت إلى السلطة رجال دين راديكاليين يطمحون إلى تصدير نسختهم المتشددة إلى الدول الإسلامية.

 


وبحسب الكاتب، فإن  الأزمة الحالية هي المرة الأولى التي تجري فيها تعبئة المحور على جبهات متعددة.

ويعتقد معظم الخبراء أن إيران تريد محاربة الولايات المتحدة من دون تدخل مباشر في النزاع، وهذه الاستراتجية قد تحد من العنف، لكنها في الوقت نفسه  مبنية على المخاطرة، فأدنى خطأ في الحسابات من قبل أي لاعب قد يثير اشتعالاً إقليمياً لا يمكن وقفه، بحسب الصحيفة. 
 

 ترسانة ضخمة

وحزب الله، الذي تأسس في الثمانينيات، هو الفصيل الأكبر والأكثر قدرة في "المحور"، ويملك قوات برية كبيرة أثبتت قدرتها في إلحاق الضرر بإسرائيل في الحرب المفتوحة.
ومنذ هجوم إسرائيل على غزة، يخوض حزب الله الاشتباكات الأعنف منذ 20 عاماً. وقُتل نحو 15 إسرائيلياً معظمهم جنود، بنيران الصواريخ التي تطلق على إسرائيل، بينما قُتل 150 من مقاتلي الحزب، بينهم قادة كبار، في غارات جوية وقصف إسرائيلي انتقامي.

 


لكن على رغم القلق العميق من التصعيد على حدودهم الشمالية، فإن المسؤولين الإسرائيليين لا يزالون يعتقدون أن قيادة حزب الله تخشى كلفة حرب واسعة، وأنها ستسعى إلى الحد من أي تصعيد.



أما الحوثيون الذين برزوا في الثمانينات فهم ميليشيا يمنية سميت تيمناً بمؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، ولديهم 20 ألف مقاتل ويسيطرون على معظم غرب اليمن والساحل المطل على البحر الأحمر.
وبعد بدء حرب غزة، بدأ الحوثيون بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على سفن في البحر الأحمر، وتم اعتراض معظمها بواسطة إجراءات مضادة أمريكية وإسرائيلية، لكن الهجمات على السفن التجارية تصاعدت إلى حد شعرت واشنطن بأنها يجب أن ترد.
ومنذ بدء الحرب في غزة، شرعت الميليشيات المدعومة من إيران باستهداف القوات الأمريكية وفي غالب الأحيان في قواعد نائية في العراق وسوريا.

وأنشئت هذه الميليشيات وسط الفوضى التي تلت الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وإبان الحرب الأهلية السورية. وتهدف هذه الميليشيات إلى بسط النفوذ الإيراني وتعزيز الحلفاء.

وعلى رغم قلة عددها، فإنه على الغالب أثبتت هذه الميليشيات في البلدين، أنها بلا كلفة عالية وأداة ذات فائدة في يد طهران.

ولم تؤدِّ الهجمات من قبل هذه الميليشيات إلى قتل أحد مباشرة، لكنها تسببت بجرح بعض الجنود الأمريكيين. وتصاعد الرد الأمريكي، مما يهدد بجر الولايات المتحدة إلى نزاع إقليمي يرغب الرئيس جو بايدن في تجنبه بقوة.