الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (أرشيف)
الإثنين 15 يناير 2024 / 16:05

هل تتجهز أغلبية جمهورية صامتة للتخلي عن ترامب؟

طرح الأستاذ في جامعة جورج تاون إي جي ديون جونيور السؤال التالي: "هل الحزب الجمهوري ملتزم بترامب بشكل لا عودة عنه؟"

وسيبدأ ناخبو الحزب الجمهوري بالإجابة على هذا السؤال في ولاية أيوا اليوم الاثنين، وبعد 8 أيام في نيو هامبشير.

وكتب ديون جونيور في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "صدقوا أو لا تصدقوا، ثمة احتمال أن يسقط الجمهوريون ترامب".

ويوضح الكتاب أن هناك فرقاً بين الاحتمال والحتمية، تماماً كما أن هناك فرقاً كبيراً بين قلة من الجمهوريين يؤيدون ترامب بشدة، ومجموعة أكبر  ترغب في إخراجه من العمل السياسي إذ وجدت فرصة مناسبة أو بديلاً أفضل.

 

الفهم الأفضل

وبحسب الكاتب فإن المرشحة التي فهمت هذا الفرق بالشكل الأفضل هي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.

وهذا هو السبب وراء استعدادها للحلول في المرتبة الثانية بعد ترامب في ولاية أيوا، ووراء تمتعها بفرصة حقيقية للتغلب عليه في نيو هامبشير.

وترى حملة ترامب هذا التهديد بوضوح، فانتقلت من مهاجمة حاكم فلوريدا رون ديسانتيس إلى مهاجمة هايلي بشدة.

وقدمت مستطلعة الرأي الجمهورية كريستين سولتيس أندرسون محاولة مناسبة لقراءة ناخبي الحزب، بقولها: "لا توجد أغلبية مناهضة لترامب، لكن قد يكون من الممكن بناء أغلبية تتجاوز ترامب".

 


وقالت أندرسون إن مجموعة الحزب الجمهوري الحاسمة هي الناخبون الذين "يقولون إن هناك أشياء يحبونها في ترامب، وأشياء لا يحبونها في ترامب، والبعض، وربما كثر، سيصوتون له لأنهم يحملون الأمل في أن يتمكنوا من الحصول على ترامب الجيد". 

 

مشاعر متضاربة

إن الاستطلاع الرأي الذي أظهر تقدم ترامب القوي في ولاية أيوا قدم أيضاً لمحات من المشاعر المتضاربة حياله، إذ وجد استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي إس نيوز بالتعاون مع يوغوف في ديسمبر (كانون الأول) أن 76% من المشاركين المحتملين في المؤتمرات الحزبية كانوا يفكرون في التصويت لصالح ترامب بسبب مجموعة متنوعة من الدوافع، بما فيها، وبفارق كبير، شعورهم بأن "الأمور كانت أفضل في عهد ترامب" وأنه "يمثل قيم ولاية أيوا".

لكن 54% فقط قالوا إن دعمهم يعكس الرغبة في "إظهار الدعم لمعاركه القانونية"، وقال 40% فقط إنهم يدعمونه لأنهم "يريدون الثأر من (انتخابات) 2020"، بعبارة أخرى، رفض نحو نصف الناخبين المحتملين لترامب اثنين من المبررات الأساسية التي يقدمها لترشحه.

 

سير على حبل مشدود

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية أيوا ديفيد بيترسون، أدركت هايلي أن هناك سوقاً لمرشح جمهوري يختلف من حيث الأسلوب عن ترامب، ويمكنه جذب المزيد من الناخبين الوسطيين في تشرين الثاني (نوفمبر) ونقل البلاد إلى ما بعد "الفوضى" في عهد ترامب.

لكن على عكس حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي الذي جعلته انتقاداته المباشرة لترامب محبوباً لدى العديد من الديمقراطيين ولدى الدائرة الجمهورية الصغيرة نسبياً من مناهضي ترامب، عرفت هايلي أنها لا تستطيع أن تطلب من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح ترامب مرتين الاعتراف بأنهم كانوا على خطأ.

وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري وايت أيريس للكاتب: "لقد تمكنَت من السير على حبل مشدود".

وتابع: "هي تجنبت رسالة كريس كريستي بأن ترامب غير لائق للمنصب بينما كانت في الوقت نفسه تؤكد أن الوقت قد حان للمضي قدماً".

ولهذا السبب تتمتع بفرصة ممتازة للحصول على المركز الثاني في ولاية أيوا ودفع ديسانتيس إلى غياهب النسيان السياسي.

 

 


وأكد استطلاع (دي موين ريجستر/ إن بي سي نيوز/ ميديكوم) لولاية أيوا، والذي صدر مساء السبت، تحرك الأرقام باتجاه هايلي.

وأعطى الاستطلاع ترامب 48% وهايلي 20% وديسانتيس 16% وراماسوامي 8% من الأصوات.

وحققت هايلي مكاسب منذ استطلاعات ديسمبر، في حين تراجع أداء كل من ترامب وديسانتيس قليلاً.

 

فكرة من ابتكارهم

وأضاف الكاتب أنه بعد ولايتي أيوا ونيوهامبشير، سيكون الطريق أكثر صعوبة بالنسبة الى هايلي، ومن ضمنه ولايتها كارولاينا الجنوبية حيث يتمتع ترامب بشعبية كبيرة.

لكن إذا فازت بولاية نيو هامبشير بمساعدة أنصار كريستي السابقين، فإنها ستمنح المشككين الهادئين ضمن حزبها في أماكن أخرى فرصة التعبير عن مخاوفهم بشأن ترامب.