اتهامات إسرائيل للوكالة الأممية ليست الأولى من نوعها (أرشيف)
اتهامات إسرائيل للوكالة الأممية ليست الأولى من نوعها (أرشيف)
الإثنين 29 يناير 2024 / 15:00

بعد قرار 11 دولة وقف تمويلها.. تعرف على أبرز الدول المانحة لـ "الأونروا"

24 - شادية سرحان

في ظل الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ حوالي 4 أشهر، والتي تركت آلاف الفلسطينيين أمام مخاطر حقيقية مع غياب أدنى مقومات العيش كالماء والغذاء، أعلنت دول رئيسية مانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تعليق تمويلها في أعقاب اتهام إسرائيل موظفين في الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالضلوع في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7  أكتوبر.

11 دولة من أكبر المانحين للأونروا توقف تمويلها للوكالة الأممية

السلطة الفلسطينية تؤكد أن تعليق تمويل الأونروا "عقاب جماعي وازدواجية بائسة"

علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة، تدهورت إلى أدنى مستوياتها في الأشهر الأخيرة

وجاءت الإعلانات الغربية عقب ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى "الإبادة الجماعية" في غزة التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا وحكمت مؤقتاً بإلزام تل أبيب "بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية".

ويتعيّن على الوكالة الأممية، التي تعد شريان حياة أكثر من 5.5 ملايين لاجئ فلسطيني، والتي لطالما تعرضت لانتقادات إسرائيلية، أن تحقّق في دور عدد من موظفيها في هجوم 7 أكتوبر.

وطالت الاتهامات الإسرائيلية 12 موظفاً من أصل ما يزيد على 30 ألف موظف وموظفة، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم يعملون لدى الأونروا، بالإضافة إلى عدد قليل من الموظفين الدوليين.

وهذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها، فمنذ بداية الحرب على غزة، عمدت إسرائيل إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح "حماس"، في ما اعتُبر "تبريراً مسبقاً" لضرب مدارس ومرافق المؤسسة في القطاع التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.

وقالت إسرائيل، التي تأمل في "منع" جميع أنشطة الوكالة"، إنها تهدف إلى ضمان "ألا تكون الأونروا جزءاً من المرحلة" التي تلي الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وأمس الأحد، جددت فلسطين، تنديدها بتعليق عدد من الدول تمويل وكالة غوث، ورأت في ذلك "عقاباً جماعياً وازدواجية معايير بائسة".

وأكدت السلطة الفلسطينية، أن الأونروا بحاجة إلى "الدعم" وليس إلى "وقف الدعم والمساعدات"، فيما انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفتها بأنها "حملة إسرائيلية على الأونروا".

بدوره، أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الأونروا هي الوكالة الإنسانية الرئيسية في غزة، مؤكداً أن الكثيرين "يشعرون بالجوع في الوقت الذي تدق فيه عقارب الساعة نحو مجاعة تلوح في الأفق".

من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، فصل 9 موظفين من بين 12 طالتهم الاتهامات، وأضاف في بيان إن المنظمة الدولية "ستحاسب أي موظف متورط في أعمال إرهابية"، موضحاً أنه من بين 12 شخصاً وجهت إليهم اتهامات، "تم التعرف على 9 منهم وإنهاء خدمتهم"، مشيراً إلى وفاة موظف من بين الذين تدور حولهم المزاعم، فيما يجري العمل على كشف هوية الاثنين الآخرين.

يذكر أن علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة، تدهورت إلى أدنى مستوياتها في الأشهر الأخيرة، بعد أن انتقد مسؤولون كبار في الأمم المتحدة ممارسات إسرائيل وحربها والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني، وفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة. 

تعليق التمويل

ورغم التحذيرات من تأثر عمل الوكالة، وخصوصاً في قطاع غزة الذي يعاني من كارثة إنسانية بالفعل، علقت مجموعة من أكبر المانحين، على رأسهم الولايات المتحدة، دعمها للأونروا، تلتها كندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا والنمسا.

وأعلنت اليابان أيضاً تعليق تمويلها للأونروا، وقالت وزارة خارجيتها في بيان، اليوم الإثنين، إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء المزاعم المتعلقة بضلوع موظفين من الأونروا في الهجوم الإرهابي على إسرائيل".

وبينما أعلنت النرويج، إحدى الدول المانحة الرئيسية للأونروا أنها ستواصل تمويل الوكالة، تريثت سويسرا حتى الحصول على مزيد من المعلومات قبل اتخاذ قرار بشأن مساعدتها للوكالة.

التأسيس والدور

وتقدم الأونروا، التي تأسست لمساعدة اللاجئين من حرب عام 1948 التي صاحبت إعلان تأسيس إسرائيل، خدمات تعليمية وصحية، ومساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وتساعد الوكالة الأممية أيضاً نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ولها دور محوري في تقديم المساعدات خلال الحرب الجارية.

أهم الدول المانحة من بينها دول عربية

وتعتمد الأونروا بشكل كلي على مساهمات دول أعضاء في الأمم المتحدة، وقدرت ميزانيتها عام  2022 بنحو 1.17 مليار دولار، قدمت الولايات المتحدة النسبة الكبرى تليها ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وكشفت الوكالة في بياناتها الرسمية، أنه في عام 2022، جاء 44.3 % من إجمالي تعهدات الوكالة، من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (520.3 مليون دولار) بما في ذلك المساعدات التي أتت من خلال المفوضية الأوروبية.

وكانت الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والسويد أكبر المانحين الأفراد، حيث تبرعوا بنسبة تراكمية بلغت 61.4 %  من إجمالي تمويل الوكالة.

وأضافت بيانات الأونروا أن الولايات المتحدة هي أكبر الحكومات المانحة، حيث وصل إجمالي المساعدات للأونروا خلال عام 2022 نحو 344 مليون دولار، وجاء بعدها في المرتبة الثانية ألمانيا بمساعدات تصل إلى 202 مليون دولار خلال نفس السنة.

ويأتي الاتحاد الأوروبي ثالثاً بإجمالي مساعدات قيمتها تتجاوز 114 مليون دولار، وبعده السويد بنحو 61 مليون دولار، والنرويج بأكثر من 34 مليون دولار، ثم اليابان بما يزيد قليلا عن 30 مليون دولار، وبعدها فرنسا بإجمالي تبرعات تصل إلى نحو 29 مليون دولار.

وتحتل المملكة العربية السعودية،  المرتبة الثامنة في قائمة المانحين لعام 2022، وذلك بدعم وصل 27 مليون دولار.

وتأتي سويسرا في المرتبة التاسعة بدعم يصل إلى 25.5 مليون دولار، ثم تليها تركيا في المرتبة العاشرة بقيمة 25.1 مليون دولار.