حكمت إسرائيل على مروان البرغوثي بالسجن 5 مؤبدات و40 عاماً (وكالات)
حكمت إسرائيل على مروان البرغوثي بالسجن 5 مؤبدات و40 عاماً (وكالات)
السبت 3 فبراير 2024 / 21:09

حماس تفتش عن مكسب سياسي عبر تحرير "مانديلا فلسطين"

لا تخلو تفاصيل الهدنة الجديدة المحتملة بين حماس وإسرائيل، والمجترحة بنودها العريضة بعد مفاوضات طويلة في العاصمة الفرنسية باريس، بوساطة من قطر ومصر، ومدير المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي آيه" ونظيره الإسرائيلي من مطالب محددة، واشتراطات يجد كلا الطرفين صعوبة في الالتفاف عليها، كعدد الأسرى الفلسطينيين الواجب على إسرائيل إطلاق سراحهم، أو مدة وقف إطلاق النار، لكن أبرز ما فيها، هو اسم "مروان البرغوثي".

ورَشح عن بعض المُطّلعين على المفاوضات التي عقدت الأسبوع الماضي، بين المسؤولين القطرين والمصرين والأمريكيين والإسرائيليين، أقاويل عن إصرار كبير من قبل حركة حماس على الإفراج عن أسماء قادة سياسيين بارزين في السجون الإسرائيلية يتصدرهم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبدالله البرغوثي.
ويؤكد المطلعون، أن استثناء عبدالله البرغوثي، أو سعدات قد يكون وارداً أو مقبولاً على مضض بالنسبة لحركة حماس، لكن اسم البرغوثي، لازم كل بنود الاتفاق المحتمل، في تأكيد على أهميته بالنسبة للحركة لما له من رمزية سياسية، وقدرة على توحيد الصف الفلسطيني.

من يكون البرغوثي؟

وتساءل كثيرون عن اسم البرغوثي، وعن السبب في الإصرار على وجوده ضمن قوافل الخارجين من السجون الإسرائيلية فمن يكون؟
يعد مروان البرغوثي، أشهر أسير سياسي فلسطيني في السجون الإسرائيلية، فهو يقبع خلف القضبان منذ عام 2001، نتيجة حكم بحبسة 5 مؤبدات و40 عاماً، لأدواره البارزة في إشعال الانتفاضة الفلسطينية الأولى رداً على الانتهاكات الإسرائيلية. وتتهم السلطات الإسرائيلية البرغوثي كذلك بالتخطيط المباشر لعمليات مسلحة أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين، خلال فترة ترأسه للجناح المسلح لحركة فتح المعروف حينها باسم التنظيم.
وينحدر البرغوثي من قرية كوبر في مدينة رام الله، وقبل سجنه، شغل منصب الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية، ولا يزال واحداً من أعضاء اللجنة المركزية للحركة الأبرز في تشكيلات منظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد انتهاء الانتفاضة الأولى أبعدته إسرائيل إلى الأردن، وعاد إلى الضفة الغربية في التسعينيات، كجزء من اتفاقيات أوسلو التي كان من المفترض أن تمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية.
وينادي باستمرار من داخل سجنه بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

"مانديلا فلسطين"

ويحظى السياسي الملقب بمانديلا فلسطين، بشعبية واسعة، وإجماع كبير، من قبل الأحزاب الفلسطينية، وفي الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة عام 2021، وألغيت بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حقق البرغوثي نسبة تأييد عالية في استطلاعات الرأي، قدّر بعض الخبراء أنها كافية لعبور معترك صناديق الاقتراع بسلاسة إلى سدة السلطة في رام الله.
وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فإن حرية البرغوثي أصبحت الآن قاب قوسين أو أدنى، في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وطالب قادة حماس أمس الجمعة، إسرائيل بالإفراج عن البرغوثي، كجزء من أي اتفاق لإنهاء القتال في غزة.

وقالت الوكالة، إن هذا الطلب يلفت الانتباه من جديد إلى البرغوثي، الذي يلعب دوراً مركزياً في السياسة الفلسطينية حتى بعد أن أمضى أكثر من عقدين خلف القضبان، ومن الممكن أن يمهد إطلاق سراحه الطريق لانتخابه في نهاية المطاف لمنصب وطني مهم.

مكسب سياسي 

وترى الوكالة، أن إصرار حماس لإطلاق سراح البرغوثي بمثابة محاولة لحشد الدعم الشعبي للجماعة المسلحة، فضلاً عن الاعتراف به كشخصية فلسطينية ذات رمزية سياسية فريدة.
ويقول قدورة فارس، رئيس وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين، إن "حماس تريد أن تظهر للشعب الفلسطيني أنها ليست حركة مغلقة، وتمثل جزءاً من المجتمع الفلسطيني".
ويضيف قدورة، الذي شارك منذ فترة طويلة في مفاوضات سابقة حول تبادل سجناء مع إسرائيل، "حماس تحاول البروز كحركة مسؤولة". وبحسب الوكالة، فإن الفلسطينيين يعتبرون البرغوثي خليفة طبيعي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 88 عاماً.
ويأمل عباس، في استعادة السيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، لكنه لا يحظى بشعبية كبيرة "بسبب الفساد داخل السلطة وبسبب سياسة التنسيق الأمني مع إسرائيل"، بحسب الوكالة.
ولم يجر الفلسطينيون انتخابات منذ عام 2006، عندما فازت حماس بأغلبية برلمانية.
وأكد فارس، وهو أحد أنصار البرغوثي، إذا تم إطلاق سراح البرغوثي، فقد يصبح مرشحاً توافقياً في أي انتخابات رئاسية جديدة تجتمع فيها كل الأطياف الفلسطينية بما فيها حماس وحركة فتح.

وأظهر استطلاع للرأي في زمن الحرب نُشر في ديسمبر (كانون الأول) أن البرغوثي هو السياسي الأكثر شعبية بين الفلسطينيين، متقدماً على كل من محمود عباس وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية.

وينظر الإسرائيليون إلى البرغوثي باعتباره إرهابياً كبيراً، لذا سيكون إقناعهم بإطلاق سراحه معركة شاقة.

ورفضت إسرائيل في السابق دعوات كثيرة لإطلاق سراح البرغوثي.

وقال فارس، إن إسرائيل رفضت إدراجه في صفقة تبادل أكثر من ألف أسير فلسطيني عام 2011 مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزاً لدى حماس في غزة، لكنها قبلت حينها الإفراج عن قائد حماس في غزة يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.