كيم جو إي ووالدها كيم جونغ أون (أرشيف)
كيم جو إي ووالدها كيم جونغ أون (أرشيف)
الجمعة 9 فبراير 2024 / 13:17

جو إي "المحترمة" تتهيأ لخلافة كيم جونغ أون

منذ نعومة أظافرها وابنة زعيم كوريا الشمالية كيم جو إي تتهيأ وتستعد خلف الكواليس لخلافة والدها في حكم البلد المنغلق والمتصارع مع جارته الجنوبية، لكن السرية المحيطة بها وبأشقائها ووالدتها جعلت التنبؤ بعمرها وأحلامها أمراً عسيراً، حتى تكرر خروجها للعلن في أكثر من مناسبة بداية من الظهور الكبير في عام 2022.

من تكون كيم جو إي؟

وفي ظل السرية المطلقة المحيطة بعائلة زعيم كوريا الشمالية الجدلي، يصبح التعرف على جو إي أمراً صعباً، لكن وكالات استخبارات مختلفة أكدت في تقارير سابقة، أنها ابنته من زوجته ري سول، إذ أنجبا 3 أطفال في أعوام 2010 و2013 و2017، بعد عام واحد من زواجهما في 2009، وبقي خبر إنجاب جو إي طي الكتمان حتى خرج للعلن لأول مرة في عام 2013، خلال زيارة نجم كرة السلة الأمريكي المعتزل دينيس رودمان المثيرة للجدل إلى كوريا الشمالية، لتصبح حديث الصحافة والصحف. 
ولم يكن الكشف عنها كما يعتقد الجميع، من خلال بث صورها أو إفصاح الإعلام المنغلق في كوريا الشمالية عن هويتها، بل تولى الأمر رودمان، بتصريح لصحفية الغارديان البريطانية قال فيه: "قضيت وقتاً ممتعاً على شواطئ كوريا الشمالية، بصحبة عائلة زعيم البلاد كيم جونغ أون، بما فيهم جو إي، التي حملتها على يدي".
ولا تعرف أمور كثيرة عنها، حتى عمرها ظل مخفياً، وإن رجحت بعض الصحف في يناير (كانون الثاني) الماضي، تخطيها السنة العاشرة، مع إشارات بسيطة إلى ما تحب وتهوى، كركوب الخيل الماهرة به والمحبب إلى والدها، والسباحة والتزلج على الثلج.
والغموض يحيط بأشقائها، لكن ترجيحات وكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية، تؤكد وجود شقيق لها يكبرها ببضعة أعوام، وآخر أو أخرى تصغرها  بسنوات قليلة، لكنهما لم يظهرا للعلن في أي مناسبة تذكر.
ومما يصعّب كشف عمر وهوايات ابنة زعيم كوريا الشمالية، طريقة عيشها وتعليمها، فهي تتلقى دروسها بطريقة مختلفة عن بقية التلاميذ في بلادها والعالم، من خلال حضور المعلمين إلى بيت والدها في بيونغ يانغ.

الظهور الكبير

يعود ظهورها الكبير إلى جانب والدها لأول مرة إلى تاريخ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022، حينما أشرفا شخصياً على تجربة لإطلاق صواريخ باليستية في ممارسة روتينية لزعيم كوريا الشمالية يؤكد من خلالها جهوزية جيشه وشعبه لأي حرب محتملة أو طارئة مع كوريا الجنوبية، حليفة الولايات المتحدة الأمريكية

بعد تلك المناسبة المفصلية في تاريخ جو إي، رشحت أحاديث عن خطة محكمة وطويلة يقودها كيم جونغ أون لتمكين ابنته المحبوبة لخلافته في حكم كوريا الشمالية، ودأبت بعدها باستمرار على الظهور في مناسبات عسكرية ورسمية، وشاركت في أكثر من تجربة إطلاق صواريخ نووية، آخرها في ذكرى تأسيس جيش البلاد، إلى جوار والدها الممسك بيدها وخلفهما قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية. 

وقبل ذلك ظهرت جو إي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وكالعادة إلى جانب والدها، وحضرا إطلاق صاروخ "هواسونغ 18" الباليستي العابر للقارات، ذي الوقود الصلب، الأكثر تطوراً في ترسانة البلاد.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شاركت جو إي والدها في متابعة عملية إطلاق قمر التجسس الاصطناعي "ماليغيونغ 1"، الذي يعطي كيم جونغ أون، نظرة على البيت الأبيض. 

ولا يقتصر ظهورها على المناسبات العسكرية فقط، فهي دائماً حاضرة في المناسبات الاجتماعية والعامة، وشاركت والدها في الاحتفال برأس السنة الجارية بملعب الأول من مايو في بيونغيانغ، وأهدته قبلة على خده. 

       
 محبوبة فمحترمة

في كوريا الشمالية يُتبع تقليد مختلف عن بقية دول العالم في التراتبية القيادية، فأبناء العائلة الحاكمة يُنشّؤون بطريقة مختلفة، وتطلق عليهم أوصافاً تتناسب مع مكانتهم المستقبلية، وجو إي حملت منذ ظهورها الأول "لقب المحبوبة" الحاضرة دائماً إلى جانب أبيها واللافتة بملامحها وبملابسها الأنيقة.

لكن، في فبراير (شباط) 2023، ذكرت إذاعة "آسيا الحرة"، أن الحكومة الكورية الشمالية أمرت كل من تحمل اسم، كيم جو إي، أن تغير اسمها، التزاماً بتقاليد العائلة الحاكمة الصارمة. 

ومع تكرار ظهورها واعتياده من قبل شعب كوريا الشمالية، سارع والدها إلى ترقيتها ووصفها بـ"المحترمة" بدلاً من المحبوبة، وهو لقب سيرافقها إلى الأبد، اتباعاً للتقاليد العائلية القديمة.

ومن وجهة نظر الخبراء في الشأن الكوري الشمالي، فإن لقب المحترم يلحق غالباً بأسماء الشخصيات المهمة والمبجلة في كوريا الشمالية، كما يؤكدون، أن من من يوصف بالمحترم يكون غالباً الوريث الرسمي للحكم، مشيرين إلى ما حدث مع كيم جونغ أون، إذ لم يكن يشار إليه بعبارة "الرفيق المحترم" إلا بعدما حسم أمر توليه سدة الحكم.

والحكم في كوريا الشمالية يقتصر حصراً على عائلة كيم، باعتبارها سلالة مقدسة، ومؤهلة وحدها لقيادة البلاد، لذا فتنشئة الحكام فيها تبدأ من سن مبكرة، وهو ما يفعله كيم مع ابنته، إذ يصطحبها في كل المناسبات المهمة، لإكسابها الخبرة الضرورية للقيادة، إلا أن البعض يرى في الظهور المتكرر للزعيم وابنته محاولة لعكس كيم صورة الأب الحنون في مجتمع يمجد الأسرة والأبوة، وفق "بي بي سي".