الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)
الجمعة 9 فبراير 2024 / 16:23

بايدن يدافع عن نفسه بغضب بوجه انتقادات حول تراجع ذاكرته

دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن نفسه بشدة أمس الخميس، مبدياً غضبه بعد صدور تقرير في ينفي إدانته في تحقيق بشأن احتفاظه بوثائق سرية عام 2018، لكنه وصفه بأنه "رجل مسن مع ذاكرة ضعيفة".

وبدا بايدن في غاية الغضب لدى ظهوره في بث مباشر من البيت الأبيض، بسبب تقرير ورد فيه أنه غير قادر حتى على تذكر تاريخ وفاة ابنه بو في العام 2015، فضلاً عن محطات رئيسية أخرى في حياته.

وأكد بايدن "ذاكرتي بخير"، وأضاف جاهداً لكبت تأثره " ثمة إشارة حتّى إلى أني لا أذكر تاريخ وفاة ابني، كيف يجرؤ على ذكر ذلك؟"

وما عدا ذلك، حمل التقرير الذي أعده المدعي العام الخاص روبرت هور، أنباء سارة لبايدن إذ تمت تبرأته من أي سوء تصرف في الاحتفاظ بوثائق سرية، استخدمها عندما كان نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما، في منزله الخاص ومكتب سابق له.

وهذا التحقيق مختلف كلياً مع تحقيق جنائي آخر يطال منافس بايدن المرجح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الرئيس السابق دونالد ترامب المتهم بحمل كمية كبيرة من الوثائق السرية لدى مغادرته البيت الأبيض في العام 2021، وبعرقلة المحاولات لاستعادتها لاحقاً.

إلا أن هور ألقى قنبلة سياسية من العيار الثقيل قبل 9 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ كتب في التقرير أن بايدن بدا "رجلاً مسناً بنوايا حسنة مع ذاكرة ضعيفة".

وقال هور في تقريره إنه "نظراً إلى تراجع حدة بايدن الذهنية، فإن أي هيئة محلفين لن تجده في أي حال من الأحوال مذنباً على صعيد هذه الوثائق".

ورداً على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض بعد تصريحه الرسمي، قال بايدن "أنا رجل صاحب نوايا حسنة، وأنا رجل مسن لكني أعرف ما أقوم به!"، وأضاف "أنا الرئيس وأنا أعيد هذا البلد على المسار الصحيح، انظروا إلى ما حققته منذ صرت رئيساً".

واعتبر رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، ومسؤولون جمهوريون كبار آخرون في المجلس أن تقرير هور "مقلق للغاية"، ويظهر أن بايدن "غير مؤهل" لتولي الرئاسة.

وأضافوا في بيان "إن رجلاً لا يمكن محاسبته على سوء التعامل مع معلومات سرية، غير مؤهل بالتأكيد للمنصب".

وفي  قت سابق الخميس، قال بايدن إن تبرئته من جانب هور على صعيد المسائل القانونية يعني أن "هذه القضية طويت".

ولطالما واجه بايدن انتقادات من أوساط اليمين ومن داخل حزبه أيضاً  بأنه أكبر سناً من أن يكون رئيساً.

وفيما يستعد للانتخابات الرئاسية المقبلة في مواجهة ترامب، الذي يعتبره تهديداً وجودياً للديموقراطية الأمريكية، يركز بايدن حملته على خبرته الطويلة وقيادته الحكيمة للانتعاش الاقتصادي بعد أزمة كوفيد-19.

وأكد في تصريحاته في البيت الأبيض "أنا أكثر شخص مؤهل في الولايات المتحدة لأكون رئيساً وأنجز المهمة".

ولكن سيكون من الصعب محو تأثير تقرير هور.

وفي هفوة لن تساهم في تحسين الوضع، خلط بايدن لوهلة بين المكسيك ومصر في معرض رده على صحافي سأله عن الحرب في غزة.

غير دقيق ولا مناسب

وعين ميريك غارلاند وزير العدل في إدارة بايدن، هور العام الماضي بعد العثور على وثائق سرية في منزل الرئيس في ولاية ديلاوير وفي مكتب سابق له.

وجاء في التقرير الواقع في 388 صفحة أن "بايدن احتفظ بإرادته، بوثائق سرية وكشف عنها في الفترة التي تلت تركه منصب نائب الرئيس، قبل فترة طويله من إلحاقه الهزيمة بدونالد ترامب في انتخابات 2020 وتوليه الرئاسة".

وقال هور الذي سبق لترامب أن عينه كبير المدعين العامين في ولاية ميريلاند، إن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) استعاد هذه الوثائق حول الجيش، والسياسة الخارجية في أفغانستان وقضايا أخرى.

وأضاف هور "نخلص إلى أن الدليل ليس كافياً للإدانة ونمتنع عن التوصية بمحاكمة السيد بايدن، لاحتفاظه بوثائق سرية حول أفغانستان"، ومضى يقول "سيكون من الصعب إقناع هيئة محلفين بأنه ينبغي إدانته، بعدما يصبح رئيساً سابقاً في آخر الثمانينات من العمر، بجرم خطر يتطلب حضوراً ذهنياً كبيراً".

واعتبر المستشار الخاص في البيت الأبيض ريتشارد ساوبر، ومحامي بايدن الشخصي بوب باور هذه التعليقات بأنها "غير دقيقة "و"غير مناسبة"، وقالا في رسالة إلى هور "يستخدم التقرير لغة فيها تجن لوصف أمر عادة ما يحدث لدى الشهود: صعوبة في تذكر أحداث جرت قبل سنوات عدة".