أثناء الجلسة (وام)
أثناء الجلسة (وام)
الثلاثاء 13 فبراير 2024 / 12:05

القمة العالمية للحكومات تطالب بدعم الفنون والإبداع

 أكدت جلسة "دروس في الابتكار.. من القطاع الخاص للحكومات" أن الثقافة كفيلة بتعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب، وطالبت الجلسة بتوجيه الدعم لقطاع الفنون والإبداع، حتى تتمكن الحكومات من تحقيق التواصل مع شعوبها.

وشارك في الجلسة التي عقدت ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، كل من عازفة البيانو العالمية، فنانة "اليونسكو" من أجل السلام، رئيسة لجنة الثقافة في البرلمان الجورجي، آليسو بولكفادزه، ونائب الرئيس لشؤون التصميم في العلامة الرياضية "نايكي" سيريفكان أوزكان، حيث ناقشا العلاقة بين الفن والحوكمة، موضحاً أن الفن استُخدم على مر التاريخ كوسيلة لإبراز مفاهيم الحوكمة والإدارة، وظهر ذلك على شكل سجلات أدبية أو لوحات جدارية.
وأكدت آليسو بولكفادزه  أن الحكومات مطالبة بدعم المبدعين، لكونهم قادرين على أن يكونوا حلقة وصل بين أفكارها والناس.
وقالت: "إن الفنانين هم أقدر من غيرهم على الوصول إلى الشباب بوجه خاص"، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن هناك حاجة ماسة إلى الإبداع في هذا العالم، الذي يمضي بخطوات واسعة نحو تبني المعايير المادية.
وأضافت "رغم أنني عازفة بيانو، إلا أنني أنخرط في لجان برلمانية متعددة، كما أظن أنني أديت دوراً لا بأس به في دعم التعليم في بلادي، فمن الجميل أن يعمل الفنان وفق رؤية تستهدف مصلحة وتطور وطنه".
وتابعت أن "حكومة بلادها ترفع شعار "الثقافة للجميع"، وتهتم اهتماماً كبيراً بدعم تراثها الفني والثقافي باعتباره قضية هوية، وفي الوقت ذاته فإن جورجيا منفتحة على التيارات الثقافية في مختلف دول العالم".
وأضافت "أن الثقافة لا تسهل مهمة التواصل بين الحكومات والشعوب فحسب، بل تساعد على إقامة حوار بين الشعوب وبعضها البعض، وهي تحقق في هذا المجال منجزات أوسع وأهم من السياسة".
وذكرت آليسو بولكفادزه أن الثقافة قد تكون كذلك من مصادر الدخل، حيث قالت إن حكومة بلادها تنظم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، التي تستقطب اهتمام مواطنيها، كما تستقطب السياحة من الخارج، وبذلك تساهم الثقافة في الدخل القومي إذا وُضعت في اعتبار صنّاع القرار.
وقالت الفنانة الجورجية: "إن تأثير الفن في الإنسان والارتقاء بذائقته يُعد أمراً في غاية الأهمية"، وأضافت: "هناك واقع جديد بعد جائحة "كوفيد - 19 "، إذ تراجع التفاعل البشري وجهاً لوجه إلى حد كبير، الأمر الذي يستلزم استغلال الوسائط التكنولوجية استغلالاً أمثل، ليس في عمليات التجارة الإلكترونية أو إنجاز المعاملات الحكومية فقط، وإنما في الثقافة أيضاً".
وأوضح سيريفكان أوزكان أن سر نجاحه في مهنته، يكمن في أنه رياضي يعرف ما يريده الرياضيون في المنتجات التي يشترونها، وقال: "هذا المزج بين كوني مصمماً لعلامة من أبرز علامات الملابس الرياضية، وكوني أمارس الرياضة أيضاً قد ساهم في تعزيز تجربتي، التي أستطيع القول إنها خاصة جداً".
وأكد أن أية شركة تفكر دائماً في رضا المستهلكين، وبالمثل فإن الحكومات عليها أن تفكر في رضا الشعوب، وما إن تنجح في ذلك فهي حكومة ناجحة، "هذا هو المعيار الأول لقياس كفاءة الحكومات".
وبين أن رضا الشعب عن الحكومة، وإيمانه بأنها تعمل من أجله سيحرر طاقات الجماهير لدعم مسيرة التنمية وحركة التقدم، قائلاً: "حين تتعامل الحكومات مع مواطنيها كما تنظر شركات القطاع الخاص للمستهلكين، تكون قد خطت خطوة كبيرة نحو التواصل الناجح".
ودعا إلى الأخذ بروح التطور الذي يمثل حجر زاوية في نجاح أي حكومة، وقال: "ليس ممكناً في القرن 21 أن تغمض الحكومات عيونها عن التطور التقني الهائل الذي يحدث في العالم، والمفترض أن تسعى كل حكومة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في تسهيل حياة الناس وجعلها أكثر راحة وانسيابية".
وختم: "كلما كانت الحكومات مؤمنة بضرورة تحرير طاقة الإنسان، مضى المبدعون فيها إلى آفاق أرحب، وهكذا تتحقق الحضارة وتتقدم الإنسانية".