صواريخ إيرانية. (رويترز)
صواريخ إيرانية. (رويترز)
الخميس 15 فبراير 2024 / 20:03

اقتراح إسرائيلي بضربة أمريكية لإيران

رأى الكاتب الإسرائيلي نيتسان ديفيد فوكس الذي خدم في سلاح الجو سابقاً أن الإيرانيين نجحوا في تحقيق "العمق الاستراتيجي" من خلال القوات التي تقاتل بالوكالة، ولكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قادرة على تعطيل تلك الحسابات من خلال الرد العسكري جواً على الأراضي الإيرانية، متسائلاً: "هل يؤدي مثل هذا التحرك إلى اندلاع حرب إقليمية؟".

 

وأضاف في تحليل بموقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي، تحت عنوان "لماذا تخشى الإدارات الأميركية مهاجمة إيران؟"، أنه في عام 1979 اختطف طلاب إيرانيون طاقم السفارة الأمريكية في طهران، وآنذاك أوصى مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، في مذكرة سرية، بشن سلسلة من العمليات العسكرية الدراماتيكية لحمل إيران على إطلاق سراح المختطفين، ولكن رفض الرئيس كارتر، وفشل في إطلاق سراح الرهائن، وخسر الانتخابات أمام رونالد ريغان.
وفي عام 1983، انفجرت شاحنة مفخخة في مقر قوات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، مما أسفر عن مقتل 241 جندياً أمريكياً، ووعد ريغان برد سريع ومؤلم، لكنه امتنع عن مهاجمة إيران.
وفي عام 1988، غرقت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية بعدما اصطدمت بلغم أرضي، وأطلقت الولايات المتحدة عملية "فرس النبي" ضد البحرية الإيرانية، لكنها امتنعت عن مهاجمة الأراضي الإيرانية نفسها، وكان ريغان لا يزال الرئيس.
وخلال احتلال العراق، قُتل أكثر من 300 جندي أمريكي على يد الميليشيات المدعومة من إيران، وكانت الولايات المتحدة تعلم أن الحرس الثوري كان يعمل في العراق ويؤذي الجنود الأمريكيين، وذلك في ظل وجود الرئيس بوش الابن، ولكن إيران لم تتعرض للهجوم.

تهديدات إيرانية

ويقول الكاتب، إنه منذ صعود "الجمهورية الإسلامية" في إيران، نشرت تلك البلاد الرعب في الشرق الأوسط، وحتى اليوم فهي تهدد خطوط الشحن الدولية وتقوم بتطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تهدد جيرانها، مضيفاً أن إيران ليست لاعباً مسؤولاً في النظام الدولي، لأنها تتغذى على الصراعات المحلية وتزعزع استقرار البلدان في جميع أنحاء العالم.
وأشار فوكس إلى أن إدارة بايدن الآن تجد نفسها، مثل الإدارات السابقة، تتعامل مع إيران ووكلائها، ومثل الإدارات السابقة أيضاً ترتكب خطأ تجنب مهاجمة إيران نفسها.

لماذا تخشى الإدارات الأمريكية مهاجمة إيران؟

وعن تفسير الخوف الأمريكي من التصعيد بمهاجمة إيران وهو أمر قد يؤدي إلى حرب إقليمية، فقال الكاتب إنه من الناحية الجغرافية، تبلغ مساحة إيران مساحة أوروبا الغربية بأكملها، ومعظم أراضيها عبارة عن صحراء وجبال، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة، موضحاً أن الغزو البري سيكون بمثابة كابوس، وأن الحرب الإقليمية ضدها ستضع حوالي 50 ألف جندي أمريكي في قواعد في الشرق الأوسط تحت تهديد الصواريخ، وستلحق أضراراً بالغة بصناعة النفط في الخليج العربي.
ومن ناحية أخرى، فإن الحرب الإقليمية ستكون أيضاً كارثة بالنسبة لإيران، حيث يتمتع الأمريكيون بتفوق جوي ساحق، مما سيسمح لهم بالعمل في جميع أنحاء إيران.
وقال الكاتب إنه حال اندلاع الحرب، فمن المرجح أن واشنطن سترغب في إلحاق أضرار جسيمة بالنظام الإيراني وقدراته الهجومية، وستدمر المباني الحكومية وقواعد الحرس الثوري ومواقع الصواريخ والمصانع العسكرية، وربما لن تتمكن معظم القيادة الإيرانية من البقاء، وقد يستغل الشعب الإيراني هذه الساعة للتمرد، وإسقاط النظام الإيراني بشكل نهائي، لذلك، من المحتمل ان إيران ليست وحدها من ترغب في تجنب الحرب الإقليمية، بل إيران أيضاً.
وأضاف أن الهجوم على المنشآت العسكرية في إيران قد يدفع الإيرانيين إلى الرد، لكنه سيكون رداً توضيحياً في الأساس، هدفه أن إيران لا تنحني أمام الولايات المتحدة.

 


حرب الوكالة

وقال إن طهران تدعم القوات الوكيلة في المنطقة بمحاولة إبعاد النار عنها، والفكرة هي أن إيران ستخوض حروبها بعيداً عن حدودها، في أراضي منافسيها، في غزة حيث تتواجد حركة "حماس" الفلسطينية، وجنوب لبنان حيث يتواجد تنظيم "حزب الله" اللبناني، وفي اليمن حيث يتواجد الحوثيون، وفي العراق أيضاً حيث تتواجد ميليشياتها.

استهداف الأراضي الإيرانية

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الهجوم على إيران نفسها سيغير حساباتها، وسوف يُظهر أن دعم الوكلاء يعرضها للخطر بشكل مباشر، حيث سيتم القضاء على البنية التحتية والناشطين في أراضيها، في نطاق قد يتزايد مع مرور الوقت، ولأن الحرس الثوري مسؤول أيضاً عن أمن النظام داخلياً، فإن الهجمات في إيران قد تضر بقدرته، بالإضافة إلى أنها ستهين النظام في نظر الشعب الإيراني وفي نظر دول المنطقة، فضلاً عن أنها ستؤدي إلى قطع المساعدات عن وكلاء إيران، على سبيل المثال من خلال تدمير مصانع الطائرات بدون طيار والصواريخ.

 

هجوم محدود

ووفقاً للكاتب، فإن شن هجوم عسكري محدود على إيران سيؤدي إلى أمرين، الأول، سيوضح لإيران أن هناك ثمناً مقابل دعمها لمحور المقاومة، وهو ثمن سيعرض النظام للخطر، والثاني، أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بهجوم كبير، وخصوصاً أن إيران لن تتوقع مثل هذا الهجوم، مستطرداً: "الهجوم ضدها داخل أراضيها سيكون إشارة واضحة إلى أن الحسابات ستتغير".