مجلس الأمن الدولي (أرشيف)
مجلس الأمن الدولي (أرشيف)
الأربعاء 21 فبراير 2024 / 12:47

أفشل قرار أممي بشأن غزة.. استنكار عربي ودولي واسع للفيتو الأمريكي الجديد

استخدمت الولايات المتحدة مرة أخرى حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، مما أثار انتقادات عربية ودولية واسعة النطاق.

وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن أسفها من فشل مجلس الأمن في التصويت لصالح وقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين.

وتعليقاً على هذا الفشل، قالت مندوبة دولة قطر في الأمم المتحدة، علياء أحمد سيف آل ثاني، أمس الثلاثاء: إن "دول مجلس التعاون الخليجي تعرب عن أسفها لما جرى في جلسة اليوم".

وأضافت المندوبة أن بلادها "ستواصل طرق باب المجلس إلى أن يتحمل مسؤولياته ويتبنى قراراً بوقف إطلاق النار في غزة"، مؤكدة في الوقت ذاته "استمرار جهود قطر للوصول لاتفاق وهدنة إنسانية جديدة تهدف لحقن دماء الفلسطينيين بغزة وإطلاق سراح الأسرى".

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم الأربعاء، عن أسف دولة الكويت لاستخدام أمريكا حق النقض (الفيتو) مجدداً في مجلس الأمن، أمس، للحيلولة دون إصدار قرار مقدم من الجزائر عن المجموعة العربية يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة "ووضع حد للعدوان الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال على شعب فلسطين الأعزل منذ أكثر من 4 أشهر".

وأكدت الوزارة مجدداً "موقف دولة الكويت الداعي لوقف إطلاق النار الفوري والتام في قطاع غزة لتحذر من مغبة استمرار الوضع الإنساني المتدهور في القطاع ومواصلة إراقة دماء المدنيين من الشعب الفلسطيني".

وتؤكد الكويت أن "فشل مجلس الأمن باعتماد مشروع القرار يجسد بشكل مؤسف حجم التحديات التي تواجه الإرادة الدولية، مما يستدعي التحرك السريع لمواجهتها ومعالجتها لضمان تمكين مجلس الأمن من القيام بواجباته الأساسية في صون الأمن والسلم الدوليين".

ومساء أمس، أعربت دولة الإمارات عن خيبة أملها لفشل مجلس الأمن الدولي، في اتخاذ قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة للاحتياجات الإنسانية.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية، مساء أمس، عن أسف المملكة من جرّاء نقض مشروع القرار، مؤكدة الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير.

بدورها، أعربت رابطة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها، عن استيائها وأسفها تجاه نقض مشروع القرار الداعي للوقف الفوري لإطلاق النار على غزة،  بهدف حماية الأرواح والممتلكات للشعب الفلسطيني في القطاع.

وفي بيان للأمانة العامة للرابطة اليوم، جدّد الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، دعوته للمجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، وإنهاء الكارثة الإنسانية والحرب الهمجية في قطاع غزة، التي تُعدّ انتهاكاً صارخاً لكل قوانينه وأعرافه، وتهدد بهمجيتها وعبثها الثقةَ في منظومته وتماسكها".

كما أعرب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبدالخالق، أمس، عن "إحباط" القاهرة حيال ما جرى في الجلسة، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ومحذراً من المخاطر الكارثية من جراء خطط إسرائيل في رفح.

وفي السياق، أعلنت المجموعة العربية في الأمم المتحدة أنها تدرس الدعوة لعقد جلسة طارئة للأمم المتحدة بعد فشل المجلس في تبني مشروع القرار الجزائري، مضيفة أنها تشعر بخيبة أمل.

وعلى الصعيد الدولي، أعرب مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، عن "خيبة أمله الشديدة واستيائه" من الولايات المتحدة، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وقال تشانغ إن "الفيتو الأمريكي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى وضع أكثر خطورة"، مضيفاً أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة "لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة".

ونقلت شينخوا عنه قوله: "فقط من خلال إطفاء لهيب الحرب في غزة يمكن للعالم أن يمنع نيران جهنم من اجتياح المنطقة بأكملها".

من جانبه، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الفيتو الأمريكي يمثل "صفحة سوداء أخرى في تاريخ مجلس الأمن".

واتهم الولايات المتحدة بمحاولة كسب الوقت حتى تتمكن إسرائيل من استكمال "خططها غير الإنسانية" لغزة، أي إخراج الفلسطينيين من القطاع و"تطهير" القطاع بالكامل.

وأضاف أنه بغض النظر عن مدى مرارة "الطعم"الذي خلفه التصويت، "فنحن لسنا في مزاج يسمح لنا بالاستسلام".

كما أعرب مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير عن أسفه لعدم إمكانية اعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار "نظراً للوضع الكارثي" في غزة.

وأضاف دي ريفيير أن فرنسا، التي صوتت لصالح القرار، ستواصل العمل من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى ومن أجل "تنفيذ وقف إطلاق النار على الفور".

وفي السياق ذاته، قالت بعثة النرويج لدى الأمم المتحدة إنها "تأسف" لعدم تمكن المجلس من تبني قرار بشأن وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأضافت: "من الضروري إنهاء الرعب في غزة".

وكان مشروع القرار يرفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويطالب جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وبالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

كما دعا المشروع إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى غزة وجميع أنحاء القطاع، وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين.

وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة (الفيتو) بمجلس الأمن ضد مشاريع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

يشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مخلفة كارثة إنسانية وصحية، و29 ألفاً و195 قتيلاً، و69 ألفاً و170 جريحاً، وسط تحذيرات من إعلان حدوث مجاعة في القطاع.