المتحدثون أثناء الندوة (من المصدر)
المتحدثون أثناء الندوة (من المصدر)
الخميس 22 فبراير 2024 / 16:30

برعاية نهيان بن مبارك.. أبوظبي تحتفل باللغة الأم

تحت رعاية وزير التسامح والتعايش، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، احتفلت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، باليوم العالمي للغة الأم ترجمةً لشعار الفعالية الدولية لعام 2024 "التعليم متعدد الألسن بوصفه أحد ركائز التعليم والتعلُّم بين الأجيال".

أقيمت الاحتفالية مساء يوم الثلاثاء 20 فبراير (شباط)  بالمجمّع الثقافي في أبوظبي.

وأثنت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس، على بلاغة اللغة العربية ومكانتها، "لغةً حيةً تعيش في الوحيِ الخالد في القرآن الكريم، في قصصنا، وترنيماتنا وأُبيات شعرنا بموسيقاها وإيقاعها، تجري في دمنا وعروقنا، إنّها جوهر ثقافتنا بهويّتها وإرثها وأثرها".
واستشهدت أثناء كلمتها الافتتاحية بأبيات شعريةً للمغفور له  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول فيها: "الله عطانا خير وانعام، والحمد له واجب علينا، ياللي عطانا إيمان والهام، ومن فضله الضافي عطينا"، وقالت: "مقولةٌ عظيمةٌ للشيخ زايد تعكس رؤيتَهُ، وتحفّز فينا إرادة تحمُّل المسؤولية الكبرى للحفاظ على نعمة الفكر والفعل، فلنحيِ لغتنا قلب ثقافتنا النابضة بالحياة، نجدّد علومها ومعارفها وآدابها، بتفانٍ لا مُتَناهٍ، بابتكارٍ وإبداع، والتزامٍ وشغف"، لتختم بقولها: "لدينا جميعاً أعمارنا المحدودةُ على هذهِ الأرض، ولكنَّ ثقافتَنا ولغتَنا الأُمُّ لُغة الضّاد باقيتان ما بقي الإنسان".

اللغة التي يحلم بها الإنسان

وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: "من أرق تعريفات اللّغة الأم أنها اللغة التي يحلم بها الإنسان، واللغة التي انتقلت للإنسان من بواكير علاقته بأمه، ولنا أن ندرك أهمية الاعتناء بهذه اللغة"، مضيفاً "إن الحضارة العربية من أوائل الحضارات الإنسانية التي أولت عناية فائقة وتقديراً واحتراماً كبيرين لتعددية الألسن والأفكار والمعتقدات والثقافات، ويُثبت التاريخ أن هذا المزج الفريد المبني على الاحترام والتقدير لفسيفساء الثقافات والألسن الذي أرست دعائمه الحضارة العربية منحها خصوصيتها، وأسهم في جعلها حضارة إنسانية عالمية امتدت ظلالُها، وتغلغلت ثمارُ علومِها وفلسفاتِها ومنجزاتِها إلى كافة أرجاء العالم".
وأضاف: "في ضوء ما توليه القيادة الحكيمة للإمارات من أهمية للغة بتعدد ألسنتها بوصفها خزائنَ الفكر والتاريخ والتراث، نولي في مركز أبوظبي للغة العربية، فكرة التعددية أهمية كبرى، ونعكس ذلك في عدد من المبادرات والمشاريع، منها: جائزة سرد الذهب التي تهدف إلى دعم مسيرة السرد العربي المعاصر بذخائر الذاكرة الشعبية والتقاليد العريقة في سرد القصص باللغة العربية، وجائزة "كنز الجيل" التي تهدف لتكريم الدارسين والمبدعين المهتمين بتناول الموروث المتصل بالشعر الشعبي وقيمه الأصيلة".

تعزيز مكانة اللغة العربية

وتضمنت الاحتفالية ندوةً حواريةً تناولت واقع اللغة العربية كلغة أم من خلال وجهات نظر المشاركين العاملين على رأس جهات حكومية وأكاديمية من المؤسسات الفاعلة في الحفاظ على التراث واللغة العربية وترسيخ مكانتها من خلال تسليط الضوء على روائع موروثها الثقافي وكنوزها المعرفية واستشراف مستقبلها.

وشارك في الندوة رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم،  ورئيسة مركز زاي لبحوث اللغة العربية في جامعة زايد لبحوث اللغة العربية الدكتورة هنادا طه، ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الدكتورة عائشة الشامسي وأدارها الكاتب والناقد علي العبدان، حيث أجمع المتحدثون على الدور المحوري الذي تلعبه لإمارات في تعزيز مكانة اللغة العربية وخاصة لدى الشباب والأجيال الجديدة وأبرزوا أهمية التصدي لمشكلات حقيقية تواجه جمهور العربية والناطقين بها كما في الثنائيات اللغوية والعلاقة بين العامية والفصيحة، مع ضرورة تجويد المناهج وترسيخ العربية لغة للعلوم والمعارف.