الإثنين 26 فبراير 2024 / 19:49

"الثقافة والسياحة" أبوظبي تربط الأجيال بالتراث

أصدرت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مؤخراً "أدلة الأنشطة التعليمية لعناصر التراث الثقافي غير المادي للإمارات، والمدرجة في اليونسكو"، باللغتين العربية والإنجليزية، في إطار حرص إمارة أبوظبي على ربط الأجيال بتراثهم ووطنهم، وهويتهم العربية الأصيلة.

واشتملت الأدلة التعليمة على 10 كتيبات، تتخللها العديد من الصور التوضيحية المعبرة، وهي موجهة لجميع الأعمار خاصة الفئة من 7 – 12 عاماً، بالإضافة إلى أنشطة تعليمة كالتلوين، والرسم لتعزيز معرفة المتلقي بعناصر حفظ التراث.
يقدم أحد الكتيبات فرصة للتعرف على فن العيالة، أحد فنون الأداء التقليدية، التي تحظى بمكانة رفيعة لدى مواطني الإمارات، كونه يمثل جانباً مهماً وأصيلاً من التراث والتقاليد الفنية في الدولة.
كما يقدم الكتيب الثاني فرصة مميزة للتعرف على فن  الرزفة، أحد فنون الأداء التي تقوم على الإنشاد الشعري والحركات المتناغمة، أما دليل النشاط للخط العربي فقد اعتلت غلافه مقولة معروفة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، يقول فيها (من ليس له ماض ليس له حاضر)، ويتطرق الدليل للتعريف بالخط العربي، الذي يعد أحد الفنون التشكيلية التي أبدعتها الحضارة العربية الإسلامية وقدمتها للعالم، وقد أولت الإمارات أهمية خاصة لهذا الفن، ونجحت مساعيها إلى جانب 16 دولة في إدراج الخط العربي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو عام 2021، وأنشأت الدولة "بيت الخط العربي" ليتعلم الأجيال ممارسة هذا الفن الجميل.
كما يسلط كتيب آخر الضوء على الأفلاج، والتي كانت تمثل نظام الري الذي يوصف بأنه من الممارسات التقليدية، التي توارثها أبناء الإمارات جيلاً بعد جيل، أما كتيب فن العازي، فيقدم للقارئ تعريفاً لهذا الفن وتاريخه وأدائه وشعره، وهو فن يعتمد الإلقاء الشعري دون تنغيم أو غناء، يؤديه شاعر مبدع ومتقن لإصول الإلقاء الشعري وحافظ وراو للشعر، كما يتعرف القارئ على تاريخ فن العازي وطريقة أداء شعره، وتسجيله في التراث غير المادي للبشرية، ويقدم أنشطة للرسم.
ويتناول كتيب آخر من أدلة الأنشطة التعليمية لعناصر التراث، القهوة العربية، رمز الضيافة الإماراتية، والتي أدرجت عام 2015 في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في اليونسكو، وتعد القهوة المشروب الرسمي لأهل الامارات، والتي يتم تقديمها في جميع المناسبات الاجتماعية والوطنية وغيرها، ويقدم الدليل نبذة عن فن تحضير القهوة العربية، وآداب تقديمها، ويسرد عدداً من الأمثال الإماراتية التي قيلت في القهوة العربية، مثل "اللي ما عنده دلّه ما حد يندله"، بمعنى أن البيت الذي لا يقدم القهوة لا يعرفه أحد، ولا يقصده الضيوف.
وفي كتيب التغرودة الإماراتية يقدم دليل النشاط تعريف بالشعر البدوي التقليدي المغنى الذي مارسه الآباء والأجداد، والذي تم إدراجه عام 2012 في قائمة اليونسكو، ثم يسلط الضوء على تاريخ التغرودة مبيناً أن أقدم التغاريد الإماراتية تعود للشاعر الماجدي بن ظاهر قبل 300 سنة، والتي أعدها في موت ناقته، ويذكر الدليل عدداً من أشهر شاعرات الإمارات اللواتي مارسن فن التغرودة، وهن صبحة الفلاحية وموزة بنت جمعة المهيري والظبيانية، كما أفرد الدليل كتيباً للمجلس الإماراتي، كفضاء ثقافي واجتماعي، ويذكر تعريفه وأنواعه، ووظائفه وآدابه، وتسجيله في القائمة التمثيلية لليونسكو، كما يتطرق لمجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان مفتوحاً للجميع، ولأنواع المجالس التقليدية في البيئة الصحراوية، والساحلية، والجبلية، والمواد المستخدمة في بناء كل منها.
ويعرّج الدليل على الصقارة وهو تراث إنساني حي، كما أن الصقر كرمز وطني معروف، ثم  دعوة للمناقشة والرسم والكتابة حول هذا الموضوع، ويبين أن الشيخ زايد هو الصقار الأول، وقد أطلق مؤسس الإمارات، طيّب الله ثراه، العديد من البرامج والمبادرات، منها تنظيم مؤتمر الصقارة والمحافظة على الطبيعة في أبوظبي وإنشاء مستشفى أبوظبي للصقور عام 1999، وبرنامج زايد لإطلاق الصقور عام 1995.
ويتناول الكتيب العاشر مهارة "السدو" وهي من مهارات النسيج التقليدية في الإمارات، وتم تسجيلها عام 2011 في اليونسكو.