الدكتور عبد العزيز المسلم (أرشيفية)
الدكتور عبد العزيز المسلم (أرشيفية)
الثلاثاء 27 فبراير 2024 / 19:01

باحثون لـ24: الأسرة ركيزة أساسية في ترسيخ اللغة العربية لدى الأطفال

أكد عدد من الباحثين والمختصين، على أهمية ربط الأطفال بلغتهم الأم، والاستناد على التراث كمصدر يثري معرفتهم باللغة العربية، ويؤثر إيجابياً على تفكيرهم.

وفي تصريحات خاصة لـ24، أشاد باحثون ومتخصصون بجهود المؤسسات الثقافية بالدولة في تعزيز حضور اللغة الأم في التعليم والثقافة، ومنها مركز أبوظبي للغة العربية، الذي أحدث نقلة نوعية وأثراً كبيراً في تعزيز حضور لغة الضاد، كما أكدوا على دور الأسرة التي تقع على عاتقها المهمة الأولى والركيزة الأساسية في تعليم الطفل لغته الأم.

التراث واللغة

وأوضح رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم: "أن التراث يعتبر من أهم مصادر الهوية الوطنية، وإذا تمكن الجيل من التعرف على التراث واستزادوا منه، بالتأكيد سيؤثر ذلك إيجاباً على لغتهم الأم وعلى طريقة تفكيرهم، فالاهتمام بالمصادر والتراث هو اهتمام بالهوية الوطنية، وباللغة العربية التي هي لسان الهوية والثقافة الأصيلة، وفي الإمارات لدينا العديد من المؤسسات الثقافية التي تحرص على ربط الأجيال بتراثهم وتحرص على انخراطهم في الورش العملية والنظرية، التي يتم تنظيمها في معظم أنحاء الدولة، ومنذ فترة تم إدخال الأنشطة التراثية في المناهج المدرسية، ومن المعروف للجميع أنه بقدر ما تزيد الكتب المنهجية والمصادر المتعلقة بالتراث، بقدر ما يزيد الانتماء الطبيعي لدى الأطفال والشباب، وليس الانتماء المفتعل".

جهود عظيمة

ولفتت رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الدكتورة عائشة الشامسي إلى جهود الدولة في تعزيز حضور اللغة الأم في التعليم والثقافة، موضحة أن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تدعم تدريس اللغة العربية، وجميع التخصصات فيها باللغة العربية الفصحى، كما أن الموظفين ناطقون بالفصحى، والجامعة لديها مبادرات لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، داخل الدولة وخارجها.

وأضافت: "لا بد من الإشادة بجهود مركز أبوظبي للغة العربية، الذي أحدث منذ افتتاحه نقلة نوعية وأثراً كبيراً في تعزيز حضور اللغة العربية ليس على الصعيد المحلي فقط ولكن على الصعيد الدولي، وقد شاهدنا وتابعنا العديد من الفعاليات التي ينظمها المركز، كيف تم تطويرها بما يخدم الثقافة واللغة العربية، ومنها معرض العين للكتاب الذي تحول إلى مهرجان جماهيري يتسابق على حضوره الجميع من الأطفال والكبار، بعد أن كان جمهوره من النخبة فقط".
 وقالت الدكتورة الشامسي: "مبادرات مركز أبوظبي للغة العربية، سواء على مستوى مشاريع الترجمة أو ما ينظمه المركز من مسابقات في الأدب الشعبي و مسابقات في الأدب الفصيح، جميع هذ الجهود تصب في صميم تعزيز اللغة الأم وتقوية مكانتها وحضورها ورفع شأنها عالياً".

الركيزة الأساسية

وأكدت رئيسة مركز زاي لبحوث اللغة العربية في جامعة زايد لبحوث اللغة العربية، الدكتورة هنادا طه، على أهمية دور الأسرة في غرس اللغة الأم بنفوس أطفالها، موضحة أن الأسرة تقع على عاتقها المهمة الأولى والركيزة الأساسية في تعليم الطفل لغته الأم.

وأضافت: "اللغة لا تكتسب من المدرسة فقط، وإنما تكتسب من الأسرة أولاً، فإذا كانت الأم والأب والأخوة لا يتحدثون باللغة العربية، كيف سيتعلمها طفلهم، ينبغي التحدث معاً بالعربية حتى لو كان الحديث باللهجة المحكية، لا ضير في ذلك، المهم أن يلعب الطفل ويتكلم في منزله ومع أفراد عائلته بلغته الأم خاصة خلال سنوات عمره الأولى، سنوات تأسيس معجمه اللغوي ومفرداته التي يلتقطها من بيته وعائلته، من أخبارهم وحكاياتهم وحكايات الأقارب، ويتعرف على أسماء الأشياء".

وتابعت: "يجب أن ننسى فكرة أن الطفل سيذهب إلى المدرسة ويتعلم العربية، لن يكون الطفل جاهزاً لتعلم اللغة العربية في المدرسة، الوقت محدود جداً، ولكن واجب الأسرة والمتوقع منها أن تتكلم العربية، طالما أنها أسرة عربية، وصدقا لا أفهم سبب تحدث العديد من الأسر العربية مع أطفالها باللغة الإنجليزية، ما الذي يكسبونه من ذلك، وهم غير متحدثين أصليين باللغة الإنجليزية، ويجب أن نتكلم اللغة العربية مع أطفالنا".