الخميس 29 فبراير 2024 / 19:21

بعد اقتراب تمويل "صندوق النقد".. هل تتجه مصر لتعويم جديد للجنيه؟

يأتي السؤال الأهم في مصر الآن على المستوى الاقتصادي، هل ستتجه الحكومة المصرية لتعويم جديد للجنيه قريباً؟، وذلك بعد اقتراب إتمام تمويل جديد من صندوق النقد الدولي لصالح مصر.

موقف الصندوق

كانت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، قد أعلنت، في تصريحات صحافية، أن الصندوق نجح في حل القضايا الأساسية مع السلطات المصرية، فيما يتعلق بمراجعته لبرنامج قرض مع مصر بقيمة 3 مليارات دولار.




وأضافت جورجيفا أنه من المتوقع وضع اللمسات النهائية على حزمة تمويل إضافية في غضون أسابيع.



 

الدولار يواصل الهبوط

ويواصل سعر الدولار في السوق الموازية بمصر انخفاضه، حيث سجلت أسعار الدولار 47 جنيهاً للشراء، عقب انخفاضه القياسي في السواق الموازي منذ الإعلان عن صفقة "رأس الحكمة" بين الإمارات ومصر، بعد أن فقد أكثر من 16 جنيهاً من قيمته خلال أسبوع.




فيما رجح بنك مورجان ستانلي، أحد البنوك الأمريكية العالمية، أن تمهد الصفقة الاستثمارية الإماراتية في مدينة رأس الحكمة الطريق أمام مصر للتحرك باتجاه تعويم الجنيه، والذي طال انتظاره، متوقعاً أن يكون ذلك الخطوة الرئيسية الأخيرة للحصول على قرض أكبر من صندوق النقد الدولي قبل شهر رمضان.


من جانبه، أكد الخبير المصرفي د. أحمد شوقي، أن توجهات صندوق النقد الدولي في البداية لمصر كانت تتجه نحو تحريك سعر الجنيه، قبل الاجتماع الأخير.



مواجهة التضخم 

قال شوقي لـ24: "بعد الاجتماع الأخير في تصريحات صندوق النقد الدولي قالوا إنهم سيتعاونون مع مصر في ملف التضخم لتقليل التضخم، وهذا بسبب التغيرات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، السؤال الآن لماذا يعمل الصندوق على التضخم في مصر؟ لأن السبب في ارتفاع التضخم هو انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار".



وتابع "وبالتالي لكي تقوم مصر بعملية تحريك للجنيه لابد أن يكون هناك موارد دولارية حتى تكون هناك مرونة، فما حدث قبل ذلك من الناحية الاقتصادية هو عملية تخفيض لقيمة الجنيه وليس تحريكاً لسعره، فالآن توجد سيولة دولارية مع دخول حصيلة دولارية من مشروع تنمية رأس الحكمة، بجانب ما سيموله الصندوق بقيمة 7 مليارات دولار تقريباً بنهاية شهر مارس (آذار)، وبذلك يكون هناك 24 مليار دولار، بخلاف 11 مليار دولار الاحتياطي المتواجدة حاليا



تحريك سعر الجنيه

وأضاف "وبذلك تستطيع مصر تحريك سعر الجنيه أمام الدولار في القطاع المصرفي الرسمي، وأتوقع أنه مع حدوث تحريك للجنيه لن يكون بالنسبة الكبيرة لسعر الجنيه أمام الدولار بالسوق الرسمي مقارنة بالسوق السوداء، وهنا ستقل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء للدولار، أو قد نصل لعدم تحريك سعر الدولار من الأساس، بسبب توافر المواد الدولارية، وستكون النسبة بين السعر الرسمي وغير الرسمي 10% فقط".




من جهته، أكد الخبير الاقتصادي وليد جاب الله، أن مصر ستتجه بكل تأكيد إلى تحريك لسعر صرف الجنيه المصري قريباً.


تعويم كامل 

وقال جاب الله لـ24: "فمصر تستهدف مرونة سعر الصرف، وهذا أمر معلن، وقامت مصر خلال الفترة الماضية بأكثر من تخفيض لسعر الصرف، ولكن أتصور أنه يمكن القيام بإجراء تعويم كامل للجنيه متكامل الأركان، وليس مجرد تخفيض فقط".



وأضاف "فتوافر السيولة سواء من مشروع تنمية رأس الحكمة الاستثماري أو تمويل صندوق النقد الدولي يدعم عملية تعويم متكاملة وليس مجرد تخفيض، ولكن يتبقى اختيار التوقيت على آليات القيادة الاقتصادية وعلى اتخاذ القرار بذلك".

 



موعد التعويم 

وتابع "أتوقع أن تتم عملية تعويم الجنيه خلال أيام بعد وصول الدفعة الأولى من استثمارات مشروع رأس الحكمة، أو مع وصول الدفعة الثانية من استثمارات رأس الحكمة بعد شهرين تقريباً".




القضاء على السوق السوداء 

واختتم جاب الله حديثه قائلاً: "الفجوة التمويلية في مصر ليست كبيرة، ولكن الأزمة تكمن في اتخاذ الدولار كوعاء ادخاري، ومع حدوث التعويم سيستقر الدولار ما بين 40 إلى 45 جنيهاً في القطاع المصرفي الرسمي مع القضاء على السوق السوداء في مصر بشكل نهائي".