الأديب الفلسطيني أسامة العيسة (من المصدر)
الأديب الفلسطيني أسامة العيسة (من المصدر)
الأربعاء 6 مارس 2024 / 17:27

الفلسطيني أسامة العيسة لـ24: الأدب صناعة ثقيلة تحتاج إلى العمل الميداني والتطوير

أكد الأديب الفلسطيني أسامة العيسة،الذي وصلت روايته "سماء القدس السابعة" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، أن المشروع الإبداعي يحتاج إلى صبر، وعمل ميداني، واطلاع، ومعرفة، وتطوير أدوات، فالأدب صناعة ثقيلة.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ:24 أن جائزة "البوكر" وأمثالها تساعد في تسليط الضوء على إبداعاتنا، وثمة أصوات تحاول أن تقدم إبداعًا، لكن العقبات كثيرة، قائلاً: فرحت لوصول رواية الأديب باسم الخندقجي فهو يكتب في عتمة الزنزانة، خلال سنوات طويلة، ولا أمل، أصبح للكلمات أجنحة تخترق القضبان، وأكتب عن الذي أعرفه، هذه أحد قواعد الكتابة الناجحة.

اختراق القضبان

_ كيف تلقيت خبر وصول روايتك "سماء القدس السابعة" للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وماذا يمثل لك ذلك؟.

_بصراحة لا مكان للفرح الحقيقي، حاولت أن أتفاجأ فرحًا، لكن القلب مفطور، غزة حاضرة يوميًا في حياتنا تحت الحصار المشدد الذي نعيشه في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر، هناك أيضًا ألم شخصي، اثنان من الأسرة هما من بين أكثر من 10 آلاف أسير، يعيشون ظروفا صعبة جدا، لا نعرف عن مصيرهما، مثل باقي الأسرى شيئًا، فالزيارات ممنوعة للأهالي والمحامين والصليب الأحمر، لا أحد في محيطي يمكن مشاركتي فرحة النجاح، النَّاس تحب مشاركة النجاح، لكنني أفتقد ذلك، فرحت أكثر لوصول رواية باسم الخندقجي، يمكن تخيل كيف لإنسان يكتب في عتمة الزنزانة، خلال سنوات تكر، ولا أمل، وتصبح للكلمات أجنحة، تخترق القضبان.

صناعة الأدب

_ صرحت أن مشروعك الروائي مُلهم من المكان والزمان الفلسطينيين، والكل يعلم ما تحمله فلسطين من آلام وجراحات متجذرة في الزمان والمكان، ككاتب معايش للواقع الفلسطيني، إلى أي مدى ترى أن الإبداع وليد الألم؟
_ليس شرطًا أن يكون الألم مولداً للإبداع، هذا يمكن أن يكون في البدايات، لكن المشروع الابداعي، يحتاج لصبر، وعمل ميداني، واطلاع، ومعرفة، وتطوير أدوات، أنا لا أتفجع، أو أكتب شعراً لابنة جيران أهملتني مثلًا، الأدب صناعة ثقيلة.

عقبات كثيرة

_الأدب كقوة ناعمة مؤثرة عبر التاريخ، كيف تنظر إلى تأثير الحركة الأدبية الفلسطينية، ومساهمتها بتسليط الضوء على مأساة فلسطين وشعبها؟
_أظن أن الأمر مر بمراحل عدة، بعد اتفاق أوسلو، ضمر الأدب الفلسطيني بشكل واضح، وغلبت على الأصوات الجديدة، الذاتية المفرطة، الآن ثمة أصوات تحاول أن تقدم ابداعًا، لكن العقبات كثيرة، تتعلق بالأجواء في الأراضي المحتلة، حيث القمع اليومي، ومنع الحركة أو عرقلتها والاعتقالات، ومصادرة الكتب والحواسيب التي نكتب عليها، يمتد ذلك إلى مشاكل النشر التقليدية في العالم العربي، ومصاعبه، والترجمات، ليس لدينا عمل مؤسسي، جائزة مثل البوكر تساعد في تسليط الضوء على ابداعاتنا.

تحت الاحتلال

_ كتبت في "سماء القدس السابعة" تاريخ القدس الآخر، تاريخ العاديين المهزومين، إلى متى تظل الرواية العربية منبثقة من سيرة المهزومين، نعم "الرواية تعكس الواقع" ولكن حتى في وسط الظلام الدامس الذي يلف مدناً عربية عديدة، توجد شموع مضيئة نحتاج أن يتناولها الأدب، ما تعليقك على ذلك؟
_أنا ابن أبوين لاجئين، طردا من قريتهما، ولدت في مخيم للاجئين، يفترض أنه مؤقت، نجوت من ظروف المخيم القاسية لأروي حكايتي وحكاياتهم، في فلسطين كتب المنتصرون رواياتهم من العرب إلى الصليبيين إلى العثمانيين، أين رواية ناسنا وأهلنا؟ أين رواية المغلوبين؟ أنا شاهد على حياة لا تنتهي تحت الاحتلال، أكتب عن الذي أعرفه، هذه أحد قواعد الكتابة الناجحة.

ويذكر أن أحداث رواية "سماء القدس السابعة" الصادرة عن منشورات المتوسط، للكاتب الفلسطيني أسامة العيسة،  تدور أحداثها في السبعينات وتتناول حالة المجاعة التي تتعرض لها القدس، بشخوصها على تنوعهم واختلاف قومياتهم، عبر احتفاء بالشخوص وبالمكان، فيقدم الكاتب تاريخاً آخراً للقدس ولناسها العاديين.

وأسامة العيسة صحفي فلسطيني، من مواليد مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، فلسطين، في عام 1963، يقيم في الأردن منذ عام 1987، صدرت أولى أعماله عام 1984 مجموعة قصصية بعنوان "لا زلنا نحن الفقراء أقدر الناس على العشق"، وله عدة روايات منها "المسكوبية" (2010)  التي فازت بالجائزة العربية للإبداع 2013، و"مجانين بيت لحم"  والتي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015، وله 6 كتب علمية وتاريخية مثل "مخطوطات البحر الميت" (2003)؛ و4 مجموعات قصصية؛ وله بعض الأبحاث لأفلام تسجيلية عن السياسية والثقافة في فلسطين، كما نال العديد من الجوائز منها جائزة تقديرية في العودة للتاريخ الشفوي عن بحثه "حكايات من بر القدس" في عام 2008.