الخميس 7 مارس 2024 / 15:22

تقرير: واشنطن تحاول منع هجوم رفح

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إدارة الرئيس بايدن، التي تشعر بالقلق من وقوع كارثة إنسانية جديدة في غزة، تدرس سبل منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأمريكية إذا هاجمت المنطقة المكتظة بالسكان حول مدينة رفح.

مع انحسار الصبر الأمريكي، إدارة بادين تدرس فرض قيود على إمدادات الأسلحة ما سيؤدي إلى انقطاع حاد في العلاقات بين البلدين.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس جو بايدن وكبار مستشاريه، لم يتخذوا أي قرار بشأن فرض شروط على الأسلحة الأمريكية.

ولكن حقيقة أن المسؤولين يناقشون هذه الخطوة تظهر قلق الإدارة المتزايد بشأن الأزمة في غزة، وخلافها الحاد مع القادة الإسرائيليين بشأن الهجوم على رفح.

إحباط أمريكي

وقال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مارتن إنديك: "يجب على إسرائيل أن تفهم أن مستوى الإحباط لدى إدارة بايدن، بشأن سوء التعامل مع الوضع الإنساني في غزة قد وصل إلى الحد الأقصى".

وأضاف "إذا شنت إسرائيل هجوماً على رفح دون توفير الحماية الكافية للسكان المدنيين النازحين، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة غير مسبوقة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حتى فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة".

ووفقاً لتقرير صحيفة "أكسيوس"، شككت نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان بـ"حدة" في خطة هجوم رفح في اجتماعات منفصلة يوم الإثنين الماضي مع بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الذي كان يزور واشنطن.

وعلى الرغم من أن غانتس يُنظر إليه على أنه المنافس السياسي الرئيسي، لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إلا أن الزعيمين اتفقا على مهاجمة رفح لتدمير 4 كتائب تابعة لحماس هناك.

خطة غير ناضجة

وحسب "واشنطن بوست"، تخشى إدارة بايدن أن تكون خطة رفح غير ناضجة، وأن تؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي في غزة دون إنهاء الحرب. 

ويقول مسؤولو الإدارة إنهم لم يسمعوا أي خطة واضحة، لكيفية حماية أكثر من مليون فلسطيني تم دفعهم نحو منطقة رفح، على طول الحدود المصرية بسبب القتال في أقصى الشمال.

وأوضح بايدن في مكالمة هاتفية في فبراير (شباط) الماضي، لنتانياهو أن "هجوم رفح لا ينبغي أن يستمر دون خطة موثوقة، وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك".

ومنذ ذلك الحين، لم تؤدي الأحداث إلا إلى تعميق مخاوف الإدارة من أن إسرائيل ليس لديها مثل هذه الخطة لنقل جميع هؤلاء اللاجئين بأمان، وأنها لا تتعامل بشكل مناسب مع محنة المدنيين الفلسطينيين بشكل عام.

قيود على الأسلحة

ورأت الصحيفة أن أي قيود على إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، من شأنها أن تمثل انقطاعاً حاداً في العلاقة بين البلدين وتثير ضجة سياسية.

ومن خلال حظر استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية في الهجوم على رفح، يمكن للإدارة أن تجادل بأنها كانت تتخذ خطوة مماثلة مع أوكرانيا، بأنه لا يمكن استخدام الصواريخ الأمريكية طويلة المدى لاستهداف الأراضي الروسية.

وتزايدت مخاوف الإدارة من أن إسرائيل لم تخطط بشكل مناسب للمدنيين الفلسطينيين في غزة، بعد مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 700 آخرين الأسبوع الماضي، خلال اندفاع قافلة المساعدات قبل الفجر في شمال غزة.

وبينت الصحيفة أن انقطاع العلاقة بين توريد الأسلحة كان أمراً غير وارد ذات يوم.

ولكن مع انحسار الصبر الأمريكي، يبدو أن مسؤولي الإدارة قد بدأوا في النظر في هذا الأمر.

خطة احتياطية

وركزت الإدارة آمالها في وقف التصعيد على خطة إطلاق سراح الرهائن قبل شهر رمضان، لكن حماس رفضت حتى الآن قبول وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة، لذا تدرس الإدارة ما يجب فعله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بداية شهر رمضان.

ومن بين الخيارات: قد تحاول الإدارة مواصلة الضغط على حماس من خلال، مصر وقطر، وربما الضغط على قطر لطرد ممثلي حماس من الدوحة، إذا لم يتمكنوا من إقناع زملائهم في غزة بالإفراج عن الرهائن.

كما تخطط الإدارة أيضاً لتحرك أحادي الجانب لإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية، عن طريق الإنزال الجوي والقوافل البرية ومحطة بحرية عائمة جديدة لتفريغ سفن الشحن قبالة الشاطئ.

طريق ذو اتجاه واحد

وأوضحت الصحيفة، أن التوتر المتزايد مع نتانياهو يكمن في شعور بايدن بأن إسرائيل لم تستمع إلى التحذيرات والنصائح الأمريكية.

وأضافت أن الإدارة الأمريكية تشعر بأنها تدعم المصالح الإسرائيلية، بتكلفة سياسية كبيرة في الداخل والخارج، في حين أن نتانياهو لا يستجيب لطلباتها. كما تجادل إسرائيل بأن أي مسافة بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية لا تفيد إلا حماس. لكن إسرائيل لا تقدم تنازلات لتضييق هذه الفجوة.

وأشارت الصحيفة أنه ببساطة: يريد بايدن أن تكون إسرائيل حليفاً جيداً وتحمي المصالح الأمريكية وحياة المدنيين الفلسطينيين، في الوقت الذي تسعى فيه إلى إنهاء الحرب الرهيبة التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.