وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون (رويترز)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون (رويترز)
الجمعة 8 مارس 2024 / 00:16

بعد عقدين من الحياد.. السويد عضواً في الناتو

أصبحت السويد رسمياً، الخميس، العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الأطلسي، ما يمثّل تحوّلاً كبيراً لدولة بقيت حتى عام 2022 حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا، بعد قرنين من الحياد، وعدم الانحياز العسكري، وعامين من المفاوضات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لدى تسلمه الوثائق الرسمية لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي: "من يصبر يجد".
من جهته، قال رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون، الذي سافر إلى واشنطن للمشاركة في حفل انضمام بلاده إلى الحلف، إنّ هذه الخطوة تمثّل "انتصاراً للحرية".
وتمت المصادقة على هذا الانضمام بعد صراع، ومفاوضات طويلة مع عدد من أعضاء الحلف. وأضاف بلينكن "إذا عدنا خطوة إلى الوراء وفكّرنا في ما كنّا عليه قبل 3 سنوات، لم يكن أي من هذا متوقّعاً".
واعتبر أنه "لا يوجد مثال أوضح من اليوم على الفشل الاستراتيجي الذي تتكبده روسيا، جراء غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: "هذا يوم تاريخي. السويد ستأخذ الآن مكانها الصحيح على طاولة حلف الناتو".
وأضاف "بعد 200 عام على عدم الانحياز، تستفيد السويد الآن من الحماية بموجب المادة الخامسة، الضمان الكامل لحرية وأمن" أعضاء الحلف.
وأورد الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان "عندما شن بوتين حربه العدوانية الوحشية على شعب أوكرانيا، اعتقد أنه يستطيع إضعاف أوروبا وتقسيم الناتو"، مضيفاً "مع انضمام السويد اليوم، أصبح الناتو أكثر اتحاداً وتصميماً ودينامية من أي وقت مضى".
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن السويد "باتت محمية في شكل أفضل من الشر الروسي"، بعد انضمامها إلى الأطلسي.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة إكس "مع السويد، بات الحلف أقوى وشعبنا أكثر أماناً. من الجيد أن نعلم بأنكم الى جانبنا".
ومن المقرر أن يتم، الإثنين، رفع علم السويد أمام مقر الحلف في بروكسل.
ووعدت روسيا الأسبوع الماضي باتخاذ "إجراءات مضادة" رداً على انضمام ستوكهولم، ستكون رهناً "بظروف ومدى اندماج السويد في الحلف الأطلسي".
ويعني انضمام السويد بعد انضمام فنلندا العام الماضي، أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء في الناتو.
وعلى الرغم من أن السويد وفنلندا قريبتان عسكرياً من الولايات المتحدة بحكم انتمائهما إلى الاتحاد الأوروبي، فقد فضلتا تاريخيا الابتعاد عن التحالف العسكري الذي تشكل خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي.
وتساهم السويد في قوات حفظ السلام الدولية، إلا أنها لم تشهد حرباً منذ نزاعها مع النرويج في 1814.

وأعلنت هلسنكي وستوكهولم في وقت واحد ترشحهما للانضمام إلى الحلف في 2022 في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حين انضمت فنلندا رسمياً إلى التحالف في أبريل (نيسان) الماضي، واجه انضمام السويد مفاوضات شاقة مع تركيا التي اتهمت الدولة الاسكندينافية بالتساهل مع ناشطين أكراد لاجئين على أراضيها، تعتبرهم أنقرة "إرهابيين".
وتوجّب على السويد أيضاً معالجة تحفظات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي وافق مبدئياً منذ فترة طويلة على انضمامها الى الحلف، لكنه طلب من ستوكهولم قبل استكمال العملية بعض "الاحترام" بعد سنوات من "تشويه صورة" سياساته.
وفي نهاية فبراير (شباط)، صادق البرلمان المجري على انضمام السويد إلى الناتو.
وكشف استطلاع للرأي أجرته إذاعة "إس آر" الجمعة أن غالبية السويديين يعتقدون أن بلادهم قدمت "تضحيات كبيرة جداً" لتصبح عضواً في التحالف العسكري، لكنهم يعترفون أيضا بأن أمن السويد قد تعزز بهذه الخطوة.
ورافق انضمام السويد إلى الحلف تصلب واضح في خطاب مسؤوليها، إذ أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكائيل بيدن في يناير (كانون الثاني) أن على مواطنيه "الاستعداد معنوياً للحرب".
وإلى جانب ترشيحها للانضمام إلى الحلف الأطلسي، وقعت السويد اتفاقاً في بداية يناير (كانون الأول) يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.