الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الجمعة 8 مارس 2024 / 18:55

هل يسعى فيدان لموافقة أمريكا على خلافة أردوغان؟

بدأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارته لواشنطن في 7 مارس (آذار)، والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. وتستضيفه مؤسسة "سيتا" في طاولة مستديرة خاصة اليوم. قد تكون رحلة فيدان مهمة، ولكن ليس للأسباب التي يتوقعها الرئيس جو بايدن، ولا رجب طيب أردوغان.

يسعى فيدان إلى إعادة ضبط العلاقات الرسمية بين أمريكا وتركيا

وفي هذا الإطار، قال مايكل روبين، زميل أول في معهد إنتربرايز الأمريكي ومدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط، في مقاله بموقع "1945" إن رحلة فيدان إلى واشنطن هي الأولى لمسؤول تركي كبير منذ أن رفعت تركيا معارضتها لعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
وكان بايدن تسلم منصبه منتقداً أردوغان. وانتظر ثلاثة أشهر ليتصل به هاتفياً بعد توليه مهماته، متجاهلاً اعتراض أردوغان. ويتناقض موقفه مع موقف الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي وصف أردوغان بأنه أحد أقرب أصدقائه الأجانب.


وكان الرئيس السابق دونالد ترامب أيضاً يحترم أردوغان إلى حد كبير بغض النظر عن الأزمة القصيرة التي أحاطت باحتجاز أردوغان للقس أندرو برنسون. وقبل إعادة انتخابه العام الماضي، اتهم أردوغان بايدن بالسعي لتقويض حكمه.

إعادة ضبط العلاقات

ويسعى فيدان إلى إعادة ضبط العلاقات الرسمية بين أمريكا وتركيا. ويحتل التعاون في مجال الدفاع والطاقة مكانة عالية على جدول الأعمال، وكذلك مناقشة الحروب الحالية في أوكرانيا وغزة. وقد يطلب فيدان أيضاً دعوة أردوغان إلى البيت الأبيض قبل نهاية العام. وخلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، طرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن مثل هذا العرض.

ولفت الباحث النظر إلى أن هناك أجندة أخرى لفيدان خلف الكواليس. وتنتشر شائعات في تركيا حول صحة أردوغان البالغ من العمر 70 عاماً.
وقال الكاتب: من المعروف أن أردوغان يعاني من نوبات مرض السرطان. وفي خضم حملته الانتخابية العام الماضي، أصيب أردوغان بالإعياء الشديد خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة. 
وتكثر التقارير عمن سيخلف أردوغان، وتُعد المؤامرة جزءاً من الثقافة السياسية التركية. وتلقى أردوغان دفعة مهمة لطموحاته ليصبح رئيساً للوزراء عندما قدمه مسؤولون أمريكيون سابقون مثل ريتشارد بيرل في جولة في واشنطن. ولذلك يَفْتَرِض أردوغان أن الآخرين سوف يسعون للحصول على الضوء الأخضر من واشنطن لتولي قيادة تركيا.
وهذا هو أحد الأسباب وراء قيام أردوغان بإزاحة وزراء الخارجية السابقين مثل عبدالله غول وأحمد داود أوغلو بعد أن طرحت أسماؤهم كبديلين محتملين. وكان صهره بيرات البيرق في وقت لاحق هو المرشح الأوفر حظاً، على الرغم من سوء إدارته للاقتصاد وخيانته المزعومة مما أدى إلى تهميش هذه الطموحات.


طموح فيدان

وأوضح الكاتب أن فيدان شخص طموح، ولا يمكن مسه بسوء نظراً لفترة ولايته الطويلة كرئيس للمخابرات التركية. ويقول الأتراك إنه يعرف الكثير عن منافسيه وعن أردوغان والفساد. ويوفر المنصب الحالي الذي يشغله فيدان كوزير للخارجية وسيلة تمويه جيدة تخفف من الصورة القاتمة له.
وبدلاً من الترحيب بطموحات فيدان، أكد الكاتب أنه ينبغي لإدارة بايدن أن تعمل على إخراجها عن مسارها.

ويتمتع فيدان بسمعة طيبة بين الأتراك. وعندما انقلب أردوغان ضد فتح الله غولن، الذي كان حليفاً ذات يوم وتحول إلى عالم دِين منافس، كان فيدان هو العقل المدبر لعملية تطهير أتباع غولن في الحكومة والجيش ووسائل الإعلام والقطاع الخاص.


وأضاف الكاتب: "بدلاً من فَرْشِ السجادة الحمراء لفيدان أو تعزيز طموحاته لخلافة أردوغان، من الأفضل الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة والأمن الإقليمي وحرية تركيا وقدرتها على الازدهار".