شعار "بايت دانس".
شعار "بايت دانس".
الأربعاء 13 مارس 2024 / 19:41

تيك توك صار أداة دعائية في واشنطن

لقد كان أسبوعاً مذهلاً بالنسبة إلى تيك توك. يوم الخميس الماضي، تقدمت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب بالإجماع بمشروع قانون من شأنه أن يجبر الشركة الأم "بايت دانس" على بيع التطبيق، أو إسقاطه من متاجر التطبيقات في غضون خمسة أشهر تقريباً.

المحتوى الخوارزمي يمثل تهديدًا تلاعبيًا للجمهور

 

وصوّت مجلس النواب الأميركي اليوم على مشروع قانون يجبر  تيك توك على قطع علاقاته بمالكه الصيني تحت طائلة الحظر في الولايات المتحدة.
والتشريع أكبر تهديد حتى الآن للتطبيق الذي اكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم وأثار مخاوف لدى حكومات ومسؤولي الأمن بشأن ملكيته الصينية والتبعية المحتملة للحزب الشيوعي في بكين.

ولا يُعرف بعد مصير مشروع القانون في مجلس الشيوخ حيث تعارض شخصيات كبيرة اتخاذ مثل هذا الإجراء الجذري ضد تطبيق يحظى بشعبية كبيرة جدا مع نحو 170 مليون مشترك في الولايات المتحدة.

ترامب يعارض

وتذكر صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه قبل ستة أسابيع فقط، أدى استجواب شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لشركة "بايت دانس"، إلى جعله نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي. وحتى الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي حاول ذات يوم حظر تيك توك، بحجة مخاوف تتعلق بأمن البيانات، يعارض الآن مشروع القانون، ربما لأن الملياردير جيف ياس، الذي يمتلك حصة كبيرة في "بايت دانس"، مارس الضغوط عليه ضد المشروع.


من ناحية أخرى، يدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أبطل الحظر الذي فرضه ترامب،  محاولة حظر تيك توك مرة أخرى، على الرغم من أن حملته انضمت للتو إلى التطبيق الشهر الماضي (بعد حظره على الموظفين الفيدراليين العام الماضي).
وتقول الصحيفة إن كل هذا يشبه الطريقة التي ينفذ بها قدر كبير من السياسة العامة في سنوات ما بعد 2016: رئيس سابق يتخذ ما يبدو كأنه موقف فاضح فقط ليشاهد خليفته يتبنى نسخة ما منه بمجرد وصوله إلى منصبه.

تحول مفاهيمي

ولكنه يشير أيضاً إلى تحول مفاهيمي مهم جدًا. يتعامل المشرعون في البلاد لأول مرة بشكل علني مع منصة التواصل الاجتماعي كأداة للدعاية، ويخضعونها للتدقيق العام والإجراءات التشريعية على هذا الأساس. من المهم، بالطبع، أن هذه المنصة بالذات مملوكة - على الأقل نوعًا ما - للصينيين، وأن بكين فرضت رقابة فعالة على المحتوى الذي تريد قمعه بينما تروج لمحتوى ربما  يستحسن عدم فرضه على الأمريكيين.


 وإذا كانت المشكلة الأساسية هي أن المحتوى الخوارزمي يمثل تهديدًا تلاعبيًا للجمهور، أو حتى شكلاً من أشكال الحرب النفسية ضد المستخدمين الأصغر سناً فالأمر لا يقتصر على تيك توك  فقط.