الخميس 14 مارس 2024 / 20:28

هل تُغيّر إسرائيل في خططها لغزو رفح؟

تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ما إذا كان التحرك الإسرائيلي في رفح الفلسطينية اقترب، مشيراً إلى أن مسؤولين كباراً في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نقلوا رسالة إلى زملائهم في إسرائيل مفادها أن واشنطن ستدعم العملية الإسرائيلية في رفح بشرط أن تركز على أهداف ذات قيمة عالية لحماس، وتتجنب توغلاً واسعاً.

 وتناولت الصحيفة الإسرائيلية كلاماً منسوباً إلى 4 مسؤولين أمريكيين كبار عن رسالة تم نقلها إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين في محادثات خاصة، على خلفية تحذيرات أمريكية متكررة من عملية في رفح دون خطة منظمة لإجلاء السكان المدنيين هناك. 

 خط بايدن الأحمر

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، صرح الأسبوع الماضي، بأن العملية في رفح خط أحمر بالنسبة له، كما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وادعى بأنه "يسبب ضرراً لإسرائيل" من خلال عدم القيام بما يكفي لجلب المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي ظل المطالبة بخطة لإجلاء السكان، قال مسؤولان كبيران إن إسرائيل لاتزال تطور  أفكاراً من شأنها ضمان سلامة 1.3 مليون فلسطيني في جنوب البلاد وحولها.

تقليل الأضرار

وبحسب تقرير نُشر في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن "العمل الأكثر استهدافاً" سيقلل بشكل كبير من الضرر الذي سيلحق بغير المتورطين، ويقضي على جزء كبير من قيادات حماس، ويتجنب مشاهد مماثلة لتلك التي أدت إلى الاحتجاجات ضد إسرائيل.
وكتبت "بوليتيكو"، أن المحادثات الخاصة التي نقلت فيها الرسالة أوضحت بشكل خاص التصريحات العلنية للمسؤولين الأمريكيين في الآونة الأخيرة، الذين خرجوا ضد "العمل الواسع النطاق في رفح".
وأشارت إلى أن إدارة بايدن تحض منذ أشهر إسرائيل على النظر في خطة عسكرية تتطلب نشر قوات متخصصة ومحترفة لمحاربة ما يقارب 3000 من مسلحي حماس المقيمين في المدينة الجنوبية.

وبحسب المصادر فإن الولايات المتحدة تريد منع الجيش الإسرائيلي من تحويل رفح إلى "خرائب"، وتجنب قتل المدنيين الفلسطينيين.

الحد من نقل الأسلحة

المجلة الأمريكية أفادت أيضاً أن بايدن قد يفكر في الحد من نقل الأسلحة إلى إسرائيل إذا شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح، كما ورد في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة تدرس حظر استخدام الأسلحة الأمريكية في رفح.
وتقول يديعوت إنه على الرغم من أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان نفى هذه التقارير ووصفها بـ"التكهنات"، إلا أنه يبدو أنه سيكون هناك "عملية جراحية" في رفح قد تجنب الحد من نقل الأسلحة، وفي الوقت نفسه ستساعد في التعامل مع  الانتقادات الأمريكية الداخلية ضد الإدارة ودعمها لإسرائيل.

غزو رفح "حتمي"

وقال مصدر إسرائيلي آخر، رفض الكشف عن هويته، حول هذه القضية الحساسة، لـ"بوليتيكو" إنه "ليس هناك شك في أن القوات الإسرائيلية ستشن في وقت ما عملية من نوع ما في رفح"، وفي نهاية المطاف، لا يمكننا أن ننتصر في الحرب دون هزيمة كتائب حماس في رفح". 

 إسرائيل تأخذ التحذيرات الأمريكية في الاعتبار

ووفقا لمصادر في البيت الأبيض مطلعة على التفاصيل، يقدر الأعضاء الرئيسيون في فريق بايدن أنه من غير المتوقع أن تطلق إسرائيل عملية واسعة النطاق قريباً. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إنه "سيتعين عليهم إعادة نشر  القوات، وهذا لم يحدث بعد"، معتبراً أن العمل لم يبدأ بعد في رفح مما يشير إلى أن إسرائيل تأخذ في الاعتبار التحذيرات الأمريكية.
ولفتت يديعوت إلى أن إسرائيل في هذه الأثناء لا تزال تنتظر رداً مكتوباً من حماس على الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح المختطفين التي أمكن التوصل إليها في باريس، مشيرة إلى تقارير أفادت بأن تل أبيب تلقت رسائل متفائلة من الوسطاء مفادها أن "شيئًا ما يتحرك مع قيادة حماس".