رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)
الجمعة 15 مارس 2024 / 23:29

صحيفة أمريكية: علاقة بايدن ونتانياهو تمر بـ "أزمة خطيرة"

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الحالة التي تشهدها العلاقات بين واشنطن وتل أبيب في الوقت الحالي "نادرة".. رئيس أمريكي قريب من إسرائيل، وفي الوقت ذاته، أكثر خلافاً مع وزرائها.

وتضيف الصحيفة، أنه منذ بداية حرب غزة قبل خمسة أشهر، وصف الرئيس بايدن مراراً وتكراراً العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها غير قابلة للكسر، لكن علاقته التي دامت ما يقرب من 50 عاماً مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تدهورت بشكل مطرد، ممزقة بسبب أجنداتهما السياسية المتضاربة وأهداف الحرب المتضاربة..
علاقة متوترة
ويسلط التقرير الضوء على العلاقة المتوترة بين بايدن ونتانياهو على كيفية تباعد واشنطن وإسرائيل كلما طال أمد الصراع الإسرائيلي مع حماس في غزة، مما يثير تساؤلات غير مريحة حول قوة العلاقات الثنائية على المدى الطويل والتي بدت ذات يوم صارمة.
وقال إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة ومستشار عدد من رؤساء الوزراء: "هناك أزمة خطيرة للغاية في العلاقة".
وفي ما يزيد قليلاً عن أسبوع، تعهد بايدن بإجراء ما أسماه محادثات "تعالوا إلى المسيح" حول الحرب مع نتانياهو، وضغط من أجل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأعلن أنه قد يحجب شحنات الأسلحة الأمريكية ما لم تتخذ إسرائيل المزيد من الخطوات لحماية المدنيين في غزة، وهي خطوة سعى موظفو البيت الأبيض بسرعة إلى التقليل من أهميتها.

يشار إلى أن تعبير "تعال إلى المسيح" (Come to Jesus) في اللغة الإنجليزية تعني الجدية في الاجتماع.
مستقبل نتانياهو
وفي تطور استثنائي آخر، حذر كبار رؤساء وكالات الاستخبارات الأمريكية علناً في شهادتهم أمام الكونغرس هذا الأسبوع من أن مستقبل نتانياهو السياسي في خطر شديد، ودعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك) يوم الخميس إلى إجراء انتخابات إسرائيلية لاستبدال نتانياهو في انتخابات جديدة.
وقال البيت الأبيض إنه كان على علم بالخطاب قبل إلقائه، لكنه لم ينسقه مع شومر، لكن بايدن عاد وأشاد بحديث شومر.
ورداً على سؤال حول تصريحات شومر يوم الجمعة، قال بايدن للصحافيين: "لقد ألقى خطاباً جيداً، وأعتقد أنه أعرب عن قلق جدي ليس فقط لنفسه، بل أيضا مع العديد من الأمريكيين".
ورد نتانياهو متعهداً بمقاومة الضغوط الرامية إلى تقليص هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس.
وقال في خطاب عبر الفيديو أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، إن إسرائيل تحتفظ بدعم "الأغلبية الساحقة" من الجمهور الأمريكي والكونغرس - وهو تذكير غير دقيق للبيت الأبيض بأنه يواجه مخاطرة سياسية، بحسب الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن علاقة واشنطن مع إسرائيل أقرب حلفائها في الشرق الأوسط ظلت مقدسة لسنوات، ومنيعة للغاية لدرجة أن أياً من الإدارات الجمهورية أو الديمقراطية لم تكن على استعداد للمخاطرة بحدوث انتهاك خطير.
وكانت المرة الأخيرة التي انخفضت فيها العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أدنى مستوى لها خلال رئاسة باراك أوباما عندما قال نتانياهو، الذي كان يواجه أيضاً معركة إعادة انتخابه، إنه لن يقبل أبداً بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وندد بالبرنامج النووي الذي تدعمه الولايات المتحدة.
ولدى بايدن انجذاب عميق تجاه إسرائيل، مما دفعه إلى دعم حربها ضد حماس بقوة.
ولكن بدلاً من الرد على مقترح بايدن، رفض نتانياهو خطة ما بعد الحرب التي دعت إلى جلب السلطة الفلسطيني إلى القطاع وإطلاق حملة دبلوماسية لإقامة دولة فلسطينية.
وقال مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل إن العلاقة بين بايدن ونتانياهو كانت "طريقاً ذو اتجاه واحد"، حيث قدم الرئيس الأمريكي دعمه لإسرائيل مقابل بعض التكلفة السياسية، وتم رفض طلباته الخاصة.
وقال إنديك: "لقد كان نتانياهو غير مرن ومواجهاً للغاية لدرجة أن الرئيس اضطر إلى اتخاذ موقف".
عام الانتخابات
وظهرت بعض الدلائل على أن ضغط البيت الأبيض على نتانياهو ناجح، وفقاً للصحيفة.
وبعد أسابيع من الضغوط الأمريكية من واشنطن لحماية الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدينة رفح بجنوب غزة، وافق نتانياهو يوم الجمعة على خطط عسكرية تشمل إجلاء المدنيين، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه دون تقديم تفاصيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون أيضاً إنهم يخططون لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهي أولوية أمريكية أخرى.
ولكن هناك أيضًا دلائل تشير إلى أن نتانياهو يعتقد أنه قادر على تحقيق الفوز في المنافسة مع البيت الأبيض، وأن بايدن قد لا يرغب في مواجهة شاملة في عام الانتخابات الرئاسية.

ولا يحظى نتانياهو بشعبية في إسرائيل، لكن طريقة تعامل حكومته مع الحرب تحظى بتأييد واسع النطاق، بما في ذلك خطتها لإرسال قوات إلى رفح، حتى بدون دعم واشنطن.
وتشير استطلاعات الرأي عموماً إلى أن معظم الإسرائيليين يتفقون مع مواقف نتانياهو، لكنهم يريدون أيضاً رحيله عن منصبه.
وحتى منافسوه، بمن فيهم بيني غانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية وعضو مجلس الوزراء الحربي، يدعمون عملية رفح، مما يعقد جهود البيت الأبيض لتجاوز نتانياهو.
ويقول نتانياهو وأنصاره إن بايدن أصبح الآن عائقاً بسبب رضوخه للضغوط السياسية الداخلية لوقف الحرب، تماماً كما أصبح النصر في متناول إسرائيل.
ويقولون إن انتقاداته العلنية تشجع حماس وميليشيا حزب الله اللبنانية، وتسمح لحماس بتشديد موقفها في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وقال داني دانون ، أحد كبار المشرعين في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو، إن إدارة بايدن "ستكون سعيدة برؤية الصراع في غزة قد تم حله الآن، لكن الوضع هنا أكثر تعقيداً بكثير ويستغرق وقتاً أطول مما توقعه الناس".
ويقول منتقدوه إن نتانياهو عازم على تحقيق نصر واضح على حماس على أمل أن يغير ذلك رأي الإسرائيليين، الذين يتهمون رئيس الوزراء بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل الانتخابات المقبلة في البلاد.