اجتماع لغالانت ورئيس الجيش الإسرائيلي هارتسي هاليفي وضباط الجيش (تايمز أوف إسرائيل)
اجتماع لغالانت ورئيس الجيش الإسرائيلي هارتسي هاليفي وضباط الجيش (تايمز أوف إسرائيل)
السبت 16 مارس 2024 / 13:38

تقرير إسرائيلي: غالانت يكشف "خيارات مستقبل غزة السيئة"

فيما لا تزال الخلافات تعصف بالحكومة الإسرائيلية بشأن إدارة الحرب في غزة، شهد المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت" سجالاً بين عدد من الوزراء، ووزير الدفاع يوآف غالانت، عقب حديثه عن "خيارات مستقبل غزة السيئة".

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، أن  "هناك 4 خيارات سيئة لمستقبل غزة بعد الحرب".

4 خيارات 

ورتَّب الوزير تلك الخيارات، من الأسوأ للغاية إلى الخيار الذي يمكن قبوله من جانب إسرائيل، مضيفاً أن "أسوأ خيار على الإطلاق هو استمرار سلطة حماس أعقاب الحرب"، في حال فشلت إسرائيل بالقضاء على الحركة بشكل كامل، وفق الصحيفة.

وأضاف غالانت، أن الخيار الثاني الأقل سوءاً، هو "اضطرار إسرائيل لفرض نظام حكم عسكري على القطاع غزة عقب الحرب، حيث أن هذا الخيار "سيُكلف إسرائيل الكثير من أرواح جنودها، إلى جانب خسارة موارد وطاقات عسكرية كبيرة ستسحب من رصيد جاهزية الجيش على الحدود الشمالية وفي الضفة الغربية".

وتابع الوزير الإسرائيلي "هناك خيار آخر غير مستبعد، ولكنه أقل سوءاً من الخيارين السابقين، وهو أن يشهد قطاع غزة حالة من الفوضى تدفع المجتمع الدولي لبذل موارد طائلة فيه، وتقوده نحو الانشغال المفرط بالقطاع".

وأردف أن "الخيار الرابع والأخير، وهو من وجهة نظره الأقل سوءاً، هو حكم قطاع غزة بواسطة كيان آخر محلي غير حماس"، مضيفاً أنه "طالما يتعين ألا ينتمي هذا الكيان لحماس، وفي الوقت ذاته ينتمي لقطاع غزة، فسيعني الأمر أنه بين الحين والآخر سيكترث بما يُقال في رام الله"، في إشارة إلى ضرورة انخراط السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، حسب هذا السيناريو.

غضب داخل "الكابينت"

وأثار كلام غالانت غضباً داخل "الكابينت"، حيث هاجمه الوزير ياريف ليفين والوزيرة ميري ريغيف، بشدة، وأكدا أن هذا السيناريو الأخير، أي الاستعانة بالسلطة الفلسطينية وتكليف عناصر محلية كخيار حتمي "غير مقبول علينا"، وأضاف الوزيران لغالانت: "هكذا أنت في الواقع تعيد السلطة الفلسطينية"، وفق ما نقلته الصحيفة عن تقارير عبرية.

وردَّ غالانت قائلاً: "كل من يقول (لا) من دون أن يأتي ببديل آخر، فإنه يختار أحد الخيارات الثلاثة الأخرى"، مضيفاً "من يدفع الثمن اليوم بسبب غياب القرار السياسي في هذا الصدد هم جنود الجيش".

وقال أيضاً إن "الضباط الكبار يُبلغون المستوى السياسي في الاجتماعات أن القوات تداهم حياً محدداً في غزة ثم تخرج منه، في هذه الأثناء، وبدلًا من إدخال كيان غير حماس، تعود الحركة مجدداً إلى المكان الذي داهمته القوات، لن ندمّر حماس بهذه الطريقة".

وحذَّر غالانت من أنه في ظل غياب البدائل، فإن الجيش الإسرائيلي سيفشل في القضاء على حماس، داعياً إلى البحث عن عناصر محلية في غزة وتكليفها بإدارة القطاع عقب الحرب بديلًا لسلطة حماس، وإلا سيتحقق السيناريو الأول الأسوأ على الإطلاق، أي بقاء سلطة حماس.

حكم محلي

وكان المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون، قد طرحوا فكرة الحكم المحلي لغزة في يناير (كانون الثاني)، عندما أفادت التقارير أن رؤساء الجيش الإسرائيلي و"الشين بيت" يفضلون تمكين العشائر المحلية لإدارة المساعدات الإنسانية في القطاع المحاصر.

وفي شهر فبراير (شباط)، قدم نتانياهو للحكومة خطة بشأن مستقبل غزة لما بعد الحرب تتضمن فكرة حكم عشائر  فلسطينية لغزة والتي ليست مرتبطة بحماس، كما أكد نتانياهو مراراً وتكراراً  على أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالعودة لحكم غزة، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

ويذكر أن العشائر في قطاع غزة، رفضت، الثلاثاء الماضي، المقترح الإسرائيلي بالتعاون مع إسرائيل في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب في غزة، وفق ما ذكرته  قناة "12" الإسرائيلية.

وأشارت القناة الإسرائيلية، إلى أن فكرة تسليم السلطة في قطاع غزة للعشائر لا تزال حبراً على ورق وبعيدة عن التطبيق.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن بيان منسوب إلى"تجمع عائلات وعشائر غزة"، رفض التجمع أن يكون بديلًا عن أي نظام سياسي في قطاع غزة،  لخلق كيان عشائري في غزة للتعاون مع إسرائيل في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب.