ستارشيب لدى إطلاقها من محطة في تكساس
ستارشيب لدى إطلاقها من محطة في تكساس
الثلاثاء 19 مارس 2024 / 11:45

ما هي خطط البنتاغون لـ"ستارشيب"؟

بلغت المركبة "ستارشيب" التابعة لشركة "سبيس إكس" مدار الأرض قبل أن تتعرض لخلل أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي خلال رحلة الاختبار التي أُجريت الخميس الماضي، لتخطو خطوة أخرى نحو أن تصبح أكبر ناقلة فضائية على الإطلاق.

ستارشيب تفتح الباب أمام استخدام الفضاء بطرق جديدة وغير تقليدية

وبحسب "موقع ديفنس وان"، يتوقع أن يخفِّض صاروخ الفضاء العملاق القابل لإعادة الاستخدام، والذي وُصِفَت رحلته الثالثة بأنها ناجحة من تكاليف الإطلاق بشكل أكبر حتى من صاروخ فالكون 9 الذي تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية لإطلاق معظم أقمارها الاصطناعية إلى الفضاء.
ويشار إلى أن مركبة ستارشيب، التي تتراوح حمولتها بين 100 و150 طناً، قادرة على إطلاق مجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية في آنٍ واحد، وبالتالي زيادة معدل إطلاق قوات الفضاء الأمريكية للأقمار الاصطناعية، خاصة بالتزامن مع بناء شبكة من مئات الأقمار الاصطناعية في مدار الأرض المنخفض.

المنافسة مع الصين في الفضاء

ونقل الموقع عن بريان كلارك، الباحث الرئيسي في معهد هدسون، قوله إن "تكلفة وضع الأقمار الاصطناعية في المدار ستنخفض أكثر  مع استخدام مركبة ستارشيب".
وبمجرد أن تصبح مركبة ستارشيب جاهزة للتشغيل، ستتمكن من وضع حمولات في مدارات أعلى، وهو أمر أساسي لجهود البنتاغون الرامية إلى العمل في البيئة القمرية المجاورة، وهي المنطقة الواقعة بين المدار الثابت بالنسبة للأرض والقمر. 

وأضاف كلارك "بدأ الصينيون بالفعل عملياتهم في الفضاء القمري المجاور ووضعوا مركبات على الجانب الآخر من القمر، وهو أمر لا تملك الولايات المتحدة القدرة على إنجازه حالياً".
ومع ذلك، فإن الميزة التي ستجنيها الولايات المتحدة من استخدام المركبة ستارشيب "لن تدوم إلى الأبد"، وستستغرق عملية بناء أقمار اصطناعية مصممة خصوصاً للاستفادة من قدرة حمولة الصاروخ سنوات، بحسب ما جاء على لسان تود هاريسون، الباحث الرئيس في معهد أمريكان إنتربرايز.
وأضاف هاريسون "بهذه الوتيرة، سينتهون من تشغيل المركبة ستارشيب العام الجاري. ونحتاج إلى أحمال تُوضَع على هذه المركبة إذا كان لنا حقاً أن نستغلها الاستغلال الأمثل خلال هذه الفرصة المتاحة، وإذا أردنا أن تكون هذه الأحمال متاحة العام المقبل، كان ينبغي لنا أن نشرع في بنائها منذ خمس سنوات".

ناقلات وقود ومحطات للطاقة في الفضاء

ومن الممكن استخدام المركبة "ستارشيب" لوضع أجسام عملاقة للغاية في الفضاء مثل ناقلات الوقود أو محطات الطاقة بتكلفة معقولة.
وقال كلارك: "بإمكانك استخدام [المركبة ستارشيب] لوضع حافلة فضائية [في المدار]، ومن ثم يمكنك توصيل حمولات بها، بحيث يكون لديك قمر اصطناعي في المدار هو في الأساس محطة اتصال كبيرة. ويمكنك استخدامها لاختبار أو تشغيل حمولات مختلفة تُطلقها باستخدام عمليات إطلاق أصغر، لذلك يمكن أن تكون هذه طريقة لإنشاء محطة فضائية صغيرة غير مأهولة، ويمكنها حمل حمولات متنوعة".

وينظر البنتاغون أيضاً إلى المركبة ستارشيب بوصفها خياراً محتملاً للمساعدة في نقل البضائع حول العالم بسرعة كبيرة، بحيث تؤدي دور طائرة الشحن العملاقة C-17 Globemasterالتي تعدّ العمود الفقري للنقل الجوي لدى البنتاغون.
وفي يوم من الأيام، يمكن استخدامها لنقل البضائع في الفضاء بهدف توصيلها مثلاً إلى محطات فضائية مختلفة. ويعمل مختبر أبحاث القوات الجوية على هذا المفهوم من خلال برنامج "شحن الصواريخ" الذي منح شركة سبيس إكس عقداً بقيمة 102 مليون دولار في عام 2022 لاستكشاف إمكاناتها  لنقل البضائع. ويعدُّ هذا البرنامج بداية جديدة لطلب ميزانية قوات الفضاء لعام 2025 تحت مسمى جديد، ألا وهو "التوصيل من نقطة إلى أخرى".
وسيركز برنامج البحث والتطوير "على الاستفادة من المركبات التي تمر من أو عبر الفضاء لنقل معدات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أي مكان حول العالم في إطار جداول زمنية "، وفقاً لوثائق الميزانية المنشورة بعد طرح ميزانية عام 2025 في 11 مارس (آذار).

استخدام الفضاء بطرق غير تقليدية

وأوضح التقرير أن المركبة الفضائية ستارشيب تفتح الباب على مصراعيه أمام استخدام الفضاء بطرق جديدة وغير تقليدية، مثل تسليم البضائع من نقطة إلى أخرى، بحسب تصريح كلايتون سوب، باحث أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
قال سوب: "نظراً لأننا نركز أحياناً على إيصال الأشياء إلى الفضاء في مدار أرضي منخفض وفي المدار الجغرافي الثابت، فإننا لا نفكر بضرورة الحال في الفضاء على اعتبار أنه يكفل قدارت التوصيل في المرحلة النهائية أو ما يُعرف بالتوصيل للميل الأخير، إذ يمكن نقل الأشياء في أقل من ساعة من بقعة إلى بقعة أخرى على الأرض، مُستغلاً الفضاء نقطة عبور".
ولفت الموقع إلى أن نظام الرفع الفضائي "حقيقي" وسيعمَّم في غضون سنوات، وسيحتل مكانته بين الرفع البحري والرفع الجوي، بحسب تصريح هاريسون، لكنه من الأرجح أن يخصَّص لـ "الظروف الاستثنائية" عندما تقتضي الحاجة توصيل بضائع وأطقم بسرعة فائقة.
إنزال ستارشيب على سفينة عسكرية في عرض البحر
وختاماً قال هاريسون: "ما أحب أن أراه هو أن نمضي قدماً ونشرع في الاختبار، وفي غضون سنوات نرى ما إذا كان بوسعنا إنزال شيء مثل المركبة ستارشيب على سفينة عسكرية في عرض البحر، بحيث يكون ذلك شكلاً من أشكال إعادة التزود في البحر للبضائع التي يُعدُّ الوقت فيها عاملاً بالغ الحساسية".