أطفال ينتظرون الغذاء في قطاع غزة (رويترز)
أطفال ينتظرون الغذاء في قطاع غزة (رويترز)
الثلاثاء 19 مارس 2024 / 14:30

غزة تدخل مرحلة "المجاعة" حسب تصنيف الأمن الغذائي

تزايدت التحذيرات الدولية بشأن الوضع في غزة، حيث أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية وبعض الحكومات الأجنبية عن مخاوفها بشأن الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع حيث يتعرض أكثر من مليوني فلسطيني لحملة عقابية إسرائيلية ضد حركة حماس.

وتم إطلاق التحذيرات لأسابيع، حيث أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية وبعض الحكومات الأجنبية عن مخاوفها بشأن الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، حيث وقع أكثر من مليوني فلسطيني في مرمى الحملة العقابية الإسرائيلية ضد حركة حماس المسلحة.

ولا يزال الغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى شحيحة، في حين تعرقل السلطات الإسرائيلية التي تطوق حدود غزة عمليات تسليم المساعدات.

ووصلت هذه التحذيرات إلى ذروتها مساء أمس الاثنين مع إصدار تقرير جديد من قبل نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC " وهي مبادرة عالمية متعددة تعمل على تحليل الأمن الغذائي والتغذية، ووجدت أن 1.1 مليون شخص في غزة أي ما يقرب من نصف سكان المنطقة المحاصرة، من المتوقع أن يواجهوا مستويات كارثية من الجوع والمجاعة من الآن وحتى يوليو (تموز) المقبل.

ما هو نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي؟

يعمل في هذا التصنيف خبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة بداية من منظمة الصحة العالمية إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، و4 بلدان مانحة تساهم معاً في جمع البيانات وتحليلها لقياس انعدام الأمن الغذائي وتوجيه الاستجابات الفعالة بشكل أفضل.

وهذا النظام هو وسيلة لتبسيط البيانات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية والوفيات بطريقة يمكن لصناع القرار استيعابها من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة.

وبالنسبة للوكالات الإنسانية، يعد نظام التصنيف المتكامل عنصراً أساسياً في تشكيل خطط الاستجابة الإنسانية.

ويستخدم التصنيف الدولي نظام تصنيف من 5 مستويات حيث "المجاعة" هي المستوى الخامس و"الطوارئ" هي المستوى الرابع.

غزة في أعلى تصنيف

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه مقارنة بالتحليل السابق الذي أجراه المركز الدولي للأمن الغذائي في ديسمبر (كانون الأول) 2023، فقد تفاقم واتسع انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة، مع ما يقرب من ضعف عدد الأشخاص الذين من المتوقع أن يواجهوا تلك الظروف بحلول يوليو (تموز).

وقالت نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بيث بيكدول "في التصنيف المكون من 5 مستويات للأزمات الغذائية، فإن غزة لديها الآن أكبر نسبة من السكان تحصل على أشد تصنيف لها منذ أن بدأت الهيئة تقديم التقارير في عام 2004".

وما يجعل هذه الكارثة أكثر إثارة للدهشة هو أنها نتاج قرارات إنسانية بالكامل: فالسكان المدنيون في غزة يتضورون جوعاً بسبب الحصار الإسرائيلي، وليس بسبب زلزال أو جفاف ممتد أو غيرها من الكوارث الطبيعية التي ابتليت بها أجزاء من العالم المعرضة للمجاعة، وهذا الواقع مؤلم بالنسبة لمسؤولي الأمم المتحدة.

وقالت كاثرين راسل، رئيسة وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة، على شبكة سي بي إس نيوز يوم الأحد الماضي “لم نشهد هذا المعدل من الوفيات بين الأطفال في أي صراع آخر في العالم تقريباً”، وأضافت "لقد كنت في أجنحة الأطفال الذين يعانون من فقر الدم الشديد وسوء التغذية، والجناح بأكمله هادئ تماماً، لأن الأطفال والرضع… ليس لديهم حتى الطاقة للبكاء”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في مؤتمر صحافي أمس "هذا هو أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون جوعاً كارثياً يسجله نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي - في أي مكان وفي أي وقت". وأضاف "أنها كارثة من صنع الإنسان بالكامل".

وقال مارتن غريفيث، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن أكثر من مليون شخص معرضون للخطر بسبب انقطاع المساعدات عنهم، وانهارت الأسواق ودُمرت الحقول. "يجب على المجتمع الدولي أن يحني رأسه خجلاً لفشله في وقف هذا الأمر."