صاروخ إيراني في عرض عسكري (أ ف ب)
صاروخ إيراني في عرض عسكري (أ ف ب)
الجمعة 22 مارس 2024 / 17:24

الانشغال العالمي يضع إيران على طريق القنبلة النووية

نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية عن مارك دوبوفيتش، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الذي زار إسرائيل هذا الأسبوع، قوله إن إيران تتجه إلى امتلاك قنبلة نووية وسط ظروف عالمية ملائمة لها.

وأضافت "يسرائيل هيوم"، أن دوبوفيتش، وهو خبير كبير في المنطقة ومعروف لإسرائيل، ويعتبر اسما مألوفا في واشنطن وقريباً جدا من القادة والشخصيات الرئيسية في الشرق الأوسط، يقول إنه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تستخدم إيران الأسلحة غير التقليدية المتمثلة في المنظمات المسلحة التي تعمل نيابة عنها وتحت إشرافها، بهدف إتاحة مجال هادئ وآمن لها للتقدم في تطوير سلاحها غير التقليدي (القنبلة النووية).

 

 


انشغال عالمي

ويرى دوبوفيتش أن "الجميع مشغولون، الإسرائيليون يقاتلون في غزة ولبنان وقليلاً في سوريا، وليس لديهم وقت ليهتموا بأي شيء آخر، والولايات المتحدة مشغولة بالحوثيين والميليشيات في العراق، وفي الوقت نفسه يفعل الإيرانيون ما يريدون".

وأوضح أن الأمر الأول الذي ينكب عليه  الإيرانيون هو منشأة التخصيب التي تقع تحت الأرض في نطنز، حيث تشير البيانات إلى أنه سيتم الانتهاء من هذه المنشأة بحلول نهاية العام.

كما أوضح أن المنشأة تشيد  على عمق 100 متر، أي خارج مدى القنابل الإسرائيلية، وعلى ما يبدو أيضاً القنابل الأمريكية، مؤكداً أن هناك 9 أشهر تفصلنا عن دخول إيران "الفضاء الآمن".


سلاح تشغيلي

أما عن الأمر الثاني فيتمثل في عمل الإيرانيين على مجموعة من الأسلحة. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، كشف العام الماضي في مقابلة أن إيران جددت سراً هذا النشاط الذي كان الهدف منه تحويل المادة المخصبة إلى سلاح تشغيلي، مؤكداً أن هناك دلائل متزايدة في الآونة الأخيرة على أن إيران تسرع النشاط، بل وتتطلع لشراء المكونات اللازمة لاستكمال قنبلة نووية.


التقدم أفقياً

ويقدر دوبوفيتش أن إيران ليست مهتمة بتصنيع القنبلة الآن، فلديها ما يكفي من المواد المخصبة لصنع عدة قنابل، لكنها اختارت التقدم أفقياً عن طريق تجميع المزيد من اليورانيوم المخصب، بالإضافة إلى المعرفة الكافية، وبمجرد اتخاذ قرار بشأن القنبلة، ستكون العملية سريعة وبكمية أكبر لأن إيران لا تريد قنبلة واحدة، إنها تريد أن تحتل الميدان كلاعب رئيسي.
وأضاف أن الأمر سوف يستغرق وقتاً، والتقدير السائد يتراوح بين 18 و24 شهراً، مشيراً إلى أن أولئك الذين يريدون إيقاف إيران لديهم وقت أقل بكثير، لأنها ستصل خلال أشهر قليلة إلى حالة تصبح فيها معتمدة على نفسها وقراراتها فقط. وتابع: "سيكون لديها بالفعل ما يكفي من المعرفة والقدرات لإكمال القنبلة، وحتى إذا تعرضت للهجوم، فستكون قادرة على استعادة ما فقدته بسرعة".


الاستراتيجية الإيرانية

وتقول الصحيفة إن كلمات دوبوفيتش تنبثق منها 4 أمور، الأول هو الاستراتيجية الإيرانية "الشيطانية" المثيرة للإعجاب، والتي تجعل إسرائيل منشغلة بالجماعات المسلحة على مدى 3 عقود في لعبة شطرنج معقدة بين إيران وإسرائيل تمتلك فيها طهران اليد العليا حالياً.

انشغال إسرائيلي

أما عن الأمر الثاني فهو انشغال قادة المؤسسات الإسرائيلية  مثل رئيس الموساد دافيد بارنيع، في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. ويتعلق الأمر الثالث بتنظيم "حزب الله" اللبناني، الذي يعتقد الخبراء أنه غير مهتم بدخول حرب شاملة مع إسرائيل، لعدة أسباب بينها الخوف من وقوع أضرار مماثلة في لبنان، كما أن إيران، التي بنت ومولت حزب الله وتشارك إلى حد كبير في إدارته، ليست مهتمة بالحرب الآن.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر الرابع منبثق من الثالث، ويتعلق بإضفاء الشرعية الدولية لإسرائيل على القتال في جنوب لبنان،  وقت لا تتمتع إسرائيل بدعم دولي. ولكي يكون هذا ممكناً هناك حاجة إلى تنسيق وثيق مع واشنطن التي ستوفر للجيش الإسرائيلي مظلة دولية وكذلك الذخيرة وقطع الغيار للأسلحة، وقبل كل شيء دعماً واسع النطاق في حال أشعلت الحرب قطاعات إضافية.