الإثنين 25 مارس 2024 / 11:52

تقرير: داعش خراسان يذكّر بالقاعدة قبل 11 سبتمبر

دعا الزميل الزائر السابق في معهد الشؤون الدولية بكلية لندن للاقتصاد جواد إقبال، الدول الغربية إلى الاستيقاظ على التهديد الدولي المتزايد لتنظيم داعش خراسان، الذي يُعتقد أنه يقف خلف الهجوم الإرهابي على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو والذي أوقع أكثر من 130 قتيلاً.

وكتب إقبال في مجلة "سبكتيتور" أنه لفترة طويلة جداً، تمت الاستهانة بهذا الفرع من تنظيم داعش المتخذ من أفغانستان مقراً له، والذي تشكل سنة 2015.

زيادة كبيرة

وتتزايد قوة هذا الفرع في أفغانستان تحت قيادة طالبان منذ انسحاب الأمريكيين من البلاد سنة 2021، وقد نجح في جذب عدد متزايد من المقاتلين عبر سلسلة من الهجمات المميتة.

وتشير بعض التقارير إلى أن عدد مقاتليه يبلغ الآن أكثر من 2500 مقاتل، وهي زيادة كبيرة بالنسبة إلى مجموعة بدأت مع بضع مئات من المجندين.

ويريد داعش خراسان إقامة ما يزعم أنها "خلافة إسلامية" في وسط وجنوب آسيا، وهو يأمل في تحقيق هذا من خلال القتل والعنف.

أمثلة لا تحصى

وتقدم الهجمات الإرهابية المنسوبة بشكل متزايد إلى المجموعة، أدلة على قدرتها المتزايدة للقيام بعمليات عابرة للحدود، إذ كان داعش خراسان وراء التفجيرين اللذين وقعا في كرمان الإيرانية في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتسببا بمقتل 90 شخصاً.

كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجمات عدة في باكستان، شملت تفجيراً انتحارياً استهدف مسجداً شيعياً في بيشاور سنة 2022، وهجوماً آخر في منطقة باجور الباكستانية أسفر عن مقتل 60 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين. 

كما زُعم أنه نظم أكثر من 200 هجوم في أفغانستان.

ومما لا شك فيه، وفق الكاتب، أنه وخلال 8 سنوات، تمكن التنظيم من ترسيخ نفسه كإحدى أكثر الجماعات الإرهابية وحشية في منطقة تعج بالمسلحين والمتطرفين.

وبالتوازي مع طموحاته الإرهابية، ثمة عملية دعائية ذكية تروج لنجاحاته العنيفة بهدف جذب المزيد من المقاتلين المتطرفين.

قلة كانت تصغي

وأضاف إقبال أن أجراس الإنذار كانت تدق منذ بعض الوقت بشأن التهديد المتزايد الذي يشكله داعش خراسان، لكن السلطات الأمريكية قررت تجاهل التحذيرات.

وفي مارس (آذار) 2023، أخبر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن داعش خراسان سيكون قادراً على القيام بعمليات خارجية  "من دون سابق إنذار" في أقل من 6 أشهر. 

وكان كوريلا يتحدث  عن قدرة المجموعة على تنفيذ هجمات في آسيا وأوروبا، لكن مسؤولين أمريكيين أشاروا  إلى أن دعاية داعش خراسان كثيراً ما تروج لنواياه شن هجوم على غرار هجمات 11 سبتمبر (أيلول). 

حقيقة مؤلمة

الحقيقة هي أن قرار إدارة بايدن الانسحاب من أفغانستان تسبب عن غير قصد بتعزيز قوة داعش خراسان، إذ تراجعت القدرة على مراقبة التهديدات الإرهابية الصادرة من أفغانستان.
وبحسب الكاتب، فإن الأزمة الإنسانية والانهيار الاجتماعي الأوسع يتركان البلاد مرة أخرى قاعدة مثالية للمتطرفين كي يتجمعوا ويخططوا ويعملوا، ويذكّر ذلك المراقبين بتنظيم القاعدة في السنوات التي سبقت هجمات 11 سبتمبر.