الإثنين 25 مارس 2024 / 12:02

"نعمة الأفوكاتو".. مسلسل يعبث بعقل المشاهد بأحداثه وهذه نهايته

الانتقام والصراع بين الخير والشر، ثيمة متكررة يعتمدها المخرج المصري محمد سامي في أغلب أعماله، ومؤخراً في مسلسله مع زوجته مي عمر "نعمة الأفوكاتو" الذي يعرض حالياً خلال شهر رمضان.

وسواء كان بطل عمل محمد سامي، رجلاً كصديقه محمد رمضان، أو امرأة كزوجته مي عمر، يواصل سامي اللعب في المنطقة ذاتها، حول البطل القادم من رحم الحارة الشعبية، والمراهنة على التعاطف مع بساطته وطيبته، وجذب المشاهد من خلال قوة البطل والذكاء الشديد في الانتقام عند تعرضه للخيانة.

وهذا ما عاشه المشاهدون بالفعل مع "نعمة الأفوكاتو".

مي عمر أو "نعمة سعيد أبوعلب" في المسلسل، امرأة شعبية ومحامية ذكية لا تخسر قضية ونصيرة للمظلومين، إنسانة مثالية وإيجابية، وزوجة عاشقة لزوجها وداعمة له لأقصى الحدود، تنفق عليه وعلى منزلهما من الألف للياء، وتحاول بشتى الطرق ألا تُشعره بعجزه في تحمل المسؤولية، ولا تفكر إلا في السعادة وراحة البال بعيداً عن المال والجاه.
وبشخصية شريرة وأنانية، يجسد أحمد زاهر أو "صلاح"، زوج "نعمة" العامل البسيط في محل لبيع المنبهات، العاشق للمال بجنون، الذي يتصرف بسلبية تجاه زوجته بعدما يصبح ثرياً، ويحصد 8 ملايين جنيه منحتها إياه نعمة من أموالها التي كسبتها في قضية لمليونير، بحجة أنه كسب قضية إرث والده، دون أن تعلمه أنها مصدر المال، حفاظاً على مشاعره.
ومع تقنية "الفلاش باك" التي بدأ بها المسلسل، تروي نعمة قصتها للعائلة التي أنقذتها، عن خيانة زوجها وزواجه من "سارة/ أروى جودة"، التي تعمل في مكتب محاماة أستاذ "نعمة" وتخطيطها للتقرب منه، بعدما أصبح مليونيراً، لتبدأ "نعمة" رحلة الانتقام من الثنائي، واستعادة حق "محمد/ محمد الدسوقي" الذي قتل على أيديهما.

قفزات سريعة شهدتها الأحداث بطريقة خلت من المنطقية وابتعدت عن الواقعية، ما دفع بعض المشاهدين لتوجيه انتقادات للعمل، الذين اعتبروه أشبه بمسلسل هندي، بل تجاوزه، بدءاً من لجوء رجل أعمال ثري لمحامية شابة لا تملك حتى مكتباً، تستقبل موكليها حول طاولة داخل مقهى شعبي، متجاوزاً أسطول المحامين في مكتبه، حيث تصبح لاحقاً مديرته للشؤون القانونية، لمجرد كسبها قضية نجله، الذي يقع في غرامها ويساعدها في الانتقام من زوجها.
مشاهد وتصرفات اعتبرها البعض تميل إلى السذاجة والمبالغة وبعيدة عن سياق المنطق.

ومن بين التناقضات، خلو المسلسل الذي يدور أساساً حول مهنة المحاماة، من أي مشهد، يتضمن استخدام قدرات "نعمة" كـ"محامية خارقة الذكاء" في التحري والتقصي لإثبات براءة موكلها، ناهيك عن اللهجة العامية التي تتحدث بها محامية داخل قاعة المحكمة، والإفيهات الشعبية المضحكة التي تقولها أثناء المرافعة.
بالإضافة إلى عدم إبراز الأسباب الجوهرية التي جعلت الزوج كارهاً بشدة زوجته، وناكراً جميلها وتضحيتها الدائمة وعطائها المتفاني من أجل إسعاده وعدم إحساسه بالنقص أو العجز، بل تواجه كل من يتفوه بكلمة سيئة في حقه حتى والدها "كمال أبورية/ سعيد أبوعلب" الأب الذي لم يرض عن هذه الزيجة، فلماذا هذا الزوج المُعترف بأن زوجته رائعة، يتزوج عليها ويتآمر ضدها ويحاول قتلها مرتين؟
كما انتقد البعض كثرة مشاهد مي عمر في المسلسل المبالغ فيها، وأحاديثها التي لا تنتهي، وطول مدة الحلقة التي تتجاوز 58 دقيقة، أي أقل بقليل من فيلم سينمائي، وحواراتها العديدة ومحاضراتها عن الأخلاق وتسميعها للقوانين، فمن بين التعليقات الساخرة: "لا أعرف هل السيناريو المزعج أم طريقة تمثيل مي عمر؟ كان لازم يسموه محاضرات نعمة بدلاً من نعمة الأفوكاتو".

خلطة محمد سامي للتشويق

ورغم الانتقادات لقفزات الأحداث وعدم منطقيتها واستخفافها بعقول المشاهدين، إلا أن هناك من أشاد بخلطة محمد سامي المعتادة على جذب المشاهد وجعله في حالة اشتياق للحلقة التالية، لاعباً دوراً في مخاطبة شريحة كبيرة من الجمهور، من خلال المشاعر والأحاسيس المختلفة والمتنوعة بين الحب والكره والقوة والضعف والانكسار والتحدي والحنين والانتقام والصداقة وبر الوالد، التي حاولت مي التفاعل معها والتوحد مع شخصية "نعمة".

وبجانب الانتقادات، يواجه صناع العمل هجوماً من بعض المحامين، باعتباره يسيء لمهنة المحاماة ويسخر من المحاميات الشابات، إذ أظهرت "نعمة" عدة تصرفات غير لائقة تسيء لهن، سواء خلع الحذاء داخل السيارة أو استقبال الموكلين في مقهى شعبي، والاستعانة بالبلطجية في القضايا.
والمسلسل من إخراج محمد سامي، وتأليف محمد سامي ومهاب طارق، ويشارك مي عمر البطولة: أحمد زاهر، وأروى جودة، وكمال أبورية، وسامي مغاوري، وسلوى عثمان، وعماد زيادة.

الحلقة الأخيرة

وبعد إنتهاء الحلقة الـ15 التي شهدت حمل "نعمة" من "صلاح"، تساءل عدد كبير من الجمهور ما إذا كانت الحلقة الــ15 هي الأخيرة، لترد المنتجة مها سليم، من خلال منشور عبر حسابها على فيس بوك، قائلة: "لكل اللي بيسأل عن نعمة.. نعمة حكايتها في 16 حلقة يا ترى نعمة سعيد أبوعلب هاتعمل إيه في صلاح ابن نوال؟"