تشييع أحد ضحايا الهجوم على مطار كابول عام 2021.
تشييع أحد ضحايا الهجوم على مطار كابول عام 2021.
الإثنين 25 مارس 2024 / 14:21

مخاوف متزايدة من تهديد داعش للألعاب الأولمبية في باريس

قبل 5 سنوات، نجحت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة في طرد مقاتلي "داعش" من قرية في شرق سوريا، كانت قطعة الأرض الأخيرة التي يسيطر عليها التنظيم.

ومنذ ذلك الحين، تحول التنظيم بحسب تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى جماعة إرهابية تقوم على شبكة سرية من الخلايا من غرب أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا تشارك في هجمات حرب العصابات والتفجيرات والاغتيالات المستهدفة.
ولكن أياً من التنظيمات التابعة للجماعة لم يكن بقسوة تنظيم "داعش خراسان"، الذي ينشط في أفغانستان وباكستان وإيران، ويضع نصب عينيه مهاجمة أوروبا وخارجها.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الجماعة نفذت الهجوم بالقرب من موسكو يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة كثيرين آخرين.

تفجيرا إيران

في يناير (كانون الثاني)، نفذ "داعش خراسان" تفجيرين مزدوجين في إيران أديا إلى مقتل العشرات خلال حفل تأبين لقائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني.
وقال أفريل دي هاينز، مدير الاستخبارات الوطنية أمام لجنة بمجلس الشيوخ هذا الشهر إن "التهديد الذي يشكله داعش، لا يزال مصدر قلق كبير في مجال مكافحة الإرهاب". 

بدوره، لفت قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إي. كوريلا أمام لجنة بمجلس النواب يوم الخميس، إلى أن داعش-خراسان "يحتفظ بالقدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية في الخارج في أقل من 6 أشهر دون سابق إنذار ".

أسلوب عمل داعش

ونفى متخصصون أمريكيون في مكافحة الإرهاب يوم الأحد تلميحات الكرملين بأن أوكرانيا كانت وراء الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بالقرب من موسكو. وقال بروس هوفمان، الباحث في شؤون الإرهاب في مجلس العلاقات الخارجية: "إنه أسلوب العمل الكلاسيكي لداعش".

ولفت إلى أن الهجوم كان ثالث مكان  للحفلات الموسيقية في نصف الكرة الشمالي يهاجمه داعش في العقد الماضي، بعد الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وتفجير انتحاري في حفل أريانا غراندي في مانشستر  عام 2017.
وتوسع داعش خراسان" الذي أسسه أعضاء ساخطون من حركة طالبان الباكستانية في عام 2015، على الساحة الدولية بعد أن أطاحت حركة طالبان بالحكومة الأفغانية في عام 2021.

وأثناء الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد، نفذ التنظيم تفجيراً انتحارياً في مطار دولي في كابول في أغسطس 2021 (آب)، أدى إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً وما يصل إلى 170 مدنياً. 

ومنذ ذلك الحين، تقاتل حركة طالبان التنظيم في أفغانستان، وحتى الآن، منعت الأجهزة الأمنية التابعة لطالبان الجماعة من الاستيلاء على الأراضي أو تجنيد أعداد كبيرة من مقاتلي طالبان السابقين، وفقًا لمسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين.
لكن الوتيرة االتصاعدية ونطاق هجمات التنظيم ازداد في السنوات الأخيرة، مع شن ضربات عبر الحدود في باكستان وعدد متزايد من المؤامرات في أوروبا تم احباط معظمها مما دفع المخابرات الغربية إلى تقييم أن المجموعة ربما تكون قد وصلت إلى الحدود الفتاكة لقدراتها.

اعتقالات في أوروبا

وفي يوليو (تموز) الماضي، نسقت ألمانيا وهولندا اعتقالات استهدفت 7 أفراد من الطاجيك والتركمان والقرغيز المرتبطين بشبكة داعش- خراسان الذين يشتبه في تخطيطهم لهجمات في ألمانيا.
وألقي القبض على ثلاثة رجال في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية بسبب خطط مزعومة لمهاجمة كاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة عام 2023. وارتبطت المداهمات بثلاثة اعتقالات أخرى في النمسا وواحد في ألمانيا يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) مرتبط بداعش-خراسان.
ويقول مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون في مجال مكافحة الإرهاب إن هذه المؤامرات نظمها عملاء على مستوى منخفض، وتم اكتشافهم وإحباطهم بسرعة نسبية.
ولفتت كريستين إس أبي زيد، رئيسة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، أمام لجنة بمجلس النواب في نوفمبر (تشرين الثاني): "حتى الآن، اعتمد تنظيم داعش في خراسان بشكل أساسي على عملاء عديمي الخبرة في أوروبا لمحاولة تنفيذ هجمات باسمه".
وأعرب عرب متخصصون في مكافحة الإرهاب عن قلقهم يوم الأحد من أن الهجمات في موسكو وإيران قد تشجع تنظيم داعش- خراسان على مضاعفة جهوده لضرب أوروبا، خاصة في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا ودول أخرى تعرضت لهجمات متقطعة خلال العقد الماضي.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة أن "بعض الأفراد من شمال القوقاز وآسيا الوسطى يسافرون من أفغانستان أو أوكرانيا باتجاه أوروبا يمثلون فرصة لتنظيم داعش ولاية خراسان، الذي يسعى لشن هجمات عنيفة في الغرب".

وخلص إلى وجود أدلة على "مؤامرات عملياتية حالية وغير مكتملة على الأراضي الأوروبية نفذها تنظيم داعش ولاية خراسان". 

ويثير أحد الأحداث الكبرى هذا الصيف قلق العديد من مسؤولي مكافحة الإرهاب.

ويقول إدموند فيتون براون، المسؤول الكبير السابق في مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة  إدموند فيتون براون،  الذي يشغل الآن منصب مستشار كبير لمشروع مكافحة التطرف: "أنا قلق بشأن دورة الألعاب الأولمبية في باريس... سيكونون هدفاً إرهابياً ممتازاً".