الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الثلاثاء 26 مارس 2024 / 12:46

كيف يمكن للولايات المتحدة لجم تحركات إيران في المنطقة؟

قال الكاتب الإسرائيلي ألون بن مئير إنه إذا كان النظام الإيراني في حاجة إلى عدو أبدي، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف حشد الجماهير، يتعين أن يستعد هذا النظام لمواجهة العواقب.

وقال بن مئير في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحت عنوان "على إدارة بايدن أن توقف إيران"، إنه منذ الثورة الإيرانية عام 1979، لم تطور الولايات المتحدة استراتيجية طويلة المدى تجاه إيران، بل اتخذت بدلاً من ذلك خطوات تكتيكية للتعامل مع مختلف القضايا الخلافية معها عند ظهورها.
ومنذ تولي رجال الدين السلطة، طوروا استراتيجية طويلة الأمد لا تقتصر على البقاء في الحكم فحسب، بل وأيضاً على التحول إلى دولة مهيمنة في المنطقة مع تجنب عمليات انتقامية عسكرية كبرى من قِبَل الولايات المتحدة أو إسرائيل على الأراضي الإيرانية، وشدد الكاتب على أن الوقت قد حان لكي تعمل الولايات المتحدة على تطوير استراتيجية فعّالة طويلة الأمد لوقف إيران من خلال اتخاذ تدابير محددة قد تعجل في تغيير النظام. 

 تجميد طموحات إيران

وفقاً للكاتب، فإن الاستراتيجية الأمريكية يجب أن تقوم على توسيع التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي مع دول الشرق الأوسط، موضحاً أن تحقيقها سيؤدي إلى تجميد طموحات إيران الإقليمية ونفوذها في المنطقة، ومنعها من توسيع تعاونها العسكري مع روسيا وعلاقاتها التجارية مع الصين، وبالتالي الحد من نفوذها وبصمتها في المنطقة لتحقيق التوازن.

كما شدد أنه على واشنطن أن تتخذ العديد من التدابير الجيوستراتيجية باعتبارها اللبنات الأساسية التي من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء التحالف.

وأضاف أنه على إدارة بايدن أن تعالج هدف إيران المتمثل في طرد الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط الذي يتيح لها الحرية ويمكنها من زيادة نفوذها.

دعم إيراني

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن إيران تقوم بتمويل وتوفير المعدات العسكرية والتدريب للميليشيات، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، وكتائب حزب الله في العراق، لمهاجمة المنشآت العسكرية الأمريكية، موضحاً أن المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران فشلت. 

الحرب مع الولايات المتحدة

وأشار الكاتب إلى أن إيران لا تريد أن تبدأ حرباً مع الولايات المتحدة، وهي تعلم جيداً أن واشنطن بقوتها العسكرية المتفوقة قادرة على توجيه ضربة مدمرة قد تؤدي إلى إسقاط النظام، مستطرداً: "في هذا الصدد، لا ينبغي لإدارة بايدن أن تكرر أن الولايات المتحدة لا تريد شن حرب ضد إيران على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها خطة لمهاجمة إيران، لأن تكرار ذلك يجعل رجال الدين هناك يشعرون بمزيد من الأمان في سلطتهم، وبالتالي، سيستمرون في زعزعة استقرار المنطقة من خلال وكلائهم وتدخلهم المباشر في الشؤون الداخلية للعديد من دول الشرق الأوسط دون عقاب".

اشتباك حزب الله

وأضاف أن طهران لا تريد أن يشتبك حزب الله عسكرياً مع إسرائيل على نطاق واسع، بل تريد فقط إظهار بعض التضامن مع حماس من خلال إطلاق صواريخ قصيرة المدى على أهداف محددة، موضحاً أن إيران تريد منع إسرائيل من غزو لبنان وإلحاق خسائر فادحة بحزب الله لأنها تريد الاحتفاظ بقدراته العسكرية لحالة طوارئ مختلفة، وخاصة إذا تعرضت إيران لضربة مباشرة من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
واستطرد الكاتب: "ينبغي على الولايات المتحدة أن توضح لإيران أن استمرار إمدادات الأسلحة إلى حزب الله، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، يعتبر  تهديداً واستفزازاً وسيؤدي إلى فرض عقوبات إضافية". 

 استراتيجية طويلة المدى

ولتحقيق هذه الغاية، يجب على إدارة بايدن تطوير استراتيجية طويلة المدى مصممة للحد من نفوذ إيران الإقليمي من خلال اتباع نموذج إقليمي جديد، كما يتعين على الولايات المتحدة التي تتمتع بالفعل بوجود عسكري ضخم في الشرق الأوسط، أن تتحرك الآن لتوسيع ذلك الوجود إلى تحالف أمني إقليمي.