مسعفون في محيط القنصلية الإيرانية في دمشق (وكالات)
مسعفون في محيط القنصلية الإيرانية في دمشق (وكالات)
الثلاثاء 2 أبريل 2024 / 14:38

هجوم القنصلية الإيرانية يذكّي الصراع في الشرق الأوسط

يأخذ التصعيد بين إيران ووكلائها في سوريا ولبنان واليمن وإسرائيل منحى آخر، بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، في ضربة هي الأقوى، منذ اندلاع حرب غزة.

وعُدت ضربة الإثنين التي دمرت ملحق القنصلية الإيرانية الواقعة في حي المزة بدمشق، وخلفت 11 قتيلاً، 8 منهم إيرانيين، وسوريان ولبناني واحد، هي الأقسى على كاهل الجمهورية الإيرانية، ما حملها على التهديد بالرد فوراً. 

وأكّد السفير الايراني في سوريا حسين أكبري، أن بلاده "سترد بشكل حاسم على القصف  الذي طال قائدين كبيرين في الحرس الثوري، هما العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي". 

ويرى الخبراء، أن الهجوم الأخير، قد يكون أخطر تصعيد خارج غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني قبل ما يقرب من 6 أشهر.

كما أن الهجوم هو الأحدث في سلسلة الضربات الإسرائيلية غير المعلنة على مواقع الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله في سوريا ولبنان. 

وتقول شبكة "سي أن أن" الأمريكية في تحليل لها، "حتى الآن، لم تثر الهجمات رد فعل خارج نطاق المناوشات المستمرة منذ أشهر على حدود إسرائيل مع لبنان، على الرغم من التهديدات المتكررة من قبل إيران وقيادة حزب الله بالرد المماثل، لكن هجوم القنصلية قد يكون القشة الأخيرة، فمن الناحية الفنية، تعتبر القنصلية الإيرانية أرضاً ذات سيادة إيرانية، مما يجعل هذا الهجوم الأكثر علنية على الأراضي الإيرانية منذ سنوات،  والعميد زاهدي هو الهدف الأكثر شهرة منذ أن أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقتل الجنرال البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد في يناير (كانون الثاني) 2020". 

حرج كبير 

وكتب المحلل الإيراني محمد علي شعباني، على منصة إكس، إن "الأحداث الأخيرة في دمشق تضع المرشد الإيراني علي خامنئي في حرج كبير أمام الحرس الثوري، وتحديداً فيلق القدس، الذي سيواجه صعوبة متزايدة في تبرير تردد خامنئي تجاه حلفاء إيران الإقليميين". 
وتؤكد الشبكة، أنه من الصعب تصور رد إيراني بدون تدخل من حليفها الأبرز في المنطقة، حزب الله، المنخرط في اشتباكات متقطعة مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أسفرت عن وقوع قتلى على الجانبين، لكن وبحكم التصعيد الأخير، يصبح من الصعب على الميليشيا اللبنانية، حصر مجال نيرانها في إطار الحدود المشتركة بين لبنان وإسرائيل، والالتزام بقواعد الاشتباك القائمة منذ الرصاصة الأولى قبل 6 أشهر.

وعلّت مساندة حليفي إيران الأبرز، حزب الله، وميليشيا الحوثي المحدودة لقطاع غزة المستهدف بقصف إسرائيلي مدمر منذ قرابة 6 أشهر، من شعبية الجماعتين، مستفيدتان من تنامي الدعم الشعبي في اليمن ولبنان، لكن صمتهما عن الهجوم الأخير ضد القنصلية الإيرانية، قد يكون موقفاً لا يمكن الدفاع عنه بعد اليوم، بحسب الخبراء.