القنصلية الإيرانية المدمرة في دمشق (رويترز)
القنصلية الإيرانية المدمرة في دمشق (رويترز)
الثلاثاء 2 أبريل 2024 / 16:41

هل ترد إيران على ضربة دمشق بمهاجمة إسرائيل؟

عندما دمرت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الاثنين، وقتلت جنرالين كبيرين، بددت أي فرضية عن خطوط حمر في صراعها المتنامي مع طهران.

تميل إيران الآن إلى استهداف إحدى البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية

وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن إيران ستضطر إلى الرد.

وفي الأشهر الأخيرة، اغتالت إسرائيل عدداً من جنرالاتها وكبار قادتها في دمشق، لكن هذه كانت المرة الأولى التي تستهدف فيها بعثة دبلوماسية إيرانية.

وتوعد سفير إيران في سوريا، الذي لم يصب بأذى في الهجوم، برد "بنفس الحجم والقسوة".
ويبدو أن هذه هي اللحظة التي كان يخشاها الجميع منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر(تشرين الأول)، والتي أدت إلى اندلاع صراع بين إسرائيل وشبكة من الميليشيات المتحالفة مع إيران، وتهدد بالتصعيد إلى حرب إقليمية. 

مع ذلك، تقول الصحيفة إن "إيران ستخسر الكثير إذا دخلت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. ومن الأرجح أن تعتبر أن الابتعاد عن التصعيد، هو الخيار الأكثر حكمة."
ولم يتضح على الفور السبب وراء التصعيد الكبير يوم الاثنين، لكنه جاء بعد ساعات من إعلان ميليشيا عراقية مدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة إيلات الساحلية.

وفي الأسابيع الأخيرة، صعّدت إسرائيل أيضًا غاراتها الجوية ضد حزب الله في لبنان، مما يشير إلى نفاد صبرها المتزايد تجاه الهجمات التي تشنها الجماعة المسلحة عبر الحدود والتي أدت إلى إفراغ أجزاء من شمال إسرائيل.

معلومات استخباراتية

ومن غير المرجح أن تكون إسرائيل قد شنت هجوماً متهوراً رداً على الطائرات بدون طيار.

وتقول الصحيفة إن الضربة الجراحية، التي لم تترك أي أثر على المباني المجاورة للقنصلية، بما في ذلك سفارة كندية مهجورة، تشير إلى بعض التخطيط، فضلاً عن المعلومات الاستخبارية.
ولم يقتل الهجوم فقط العميد محمد رضا زاهدي، الذي أشرف على العمليات العسكرية والاستخباراتية الإيرانية في سوريا ولبنان، ولكن أيضاً نائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي وعضو في حزب الله اللبناني.
وجاءت الغارة الجوية بمثابة إحراج لطهران، التي ستعيد النظر بلا شك في بعض افتراضاتها حول قواعد حافة الهاوية مع إسرائيل.

وستحتاج إلى تقديم عرض الردع الخاص بها الآن، كما فعلت بعد أن قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني في عام 2020، عندما قصفت قاعدة أمريكية في العراق.

وهذا العام، قصفت أيضاً ما قالت إنها منشأة استخباراتية إسرائيلية في المنطقة الكردية بالعراق، رداً على اغتيال أحد كبار جنرالاتها في سوريا. 

وفي كلتا الحالتين، كان رد إيران محسوباً لحفظ ماء الوجه مع تجنب المواجهة الشاملة.

وقبل مهاجمة القاعدة الجوية الأمريكية في العراق عام 2020، أرسلت طهران تحذيراً للولايات المتحدة بشأن الهجوم الوشيك حتى تتجنب وقوع خسائر بشرية.
وقد تميل إيران الآن إلى استهداف إحدى البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج، لكن هذا أمر لن تسمح إسرائيل بمروره دون هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية.

وفي انهاية، قد تقرر طهران أن إسرائيل هاجمتها لأنها تريد من طهران كبح جماح ميليشياتها، وخاصة حزب الله، وسيكون أفضل انتقام لها هو مواصلة هذا المسار.