محمد البريكي (من المصدر)
محمد البريكي (من المصدر)
الأربعاء 3 أبريل 2024 / 16:38

الشاعر محمد البريكي لـ24: "الكتب تمنحنا أوكسجين المعرفة وتجدد خلايا الابتكار"

رمضان بكل ما فيه من جماليات وروحانيات يختلف تماماً في عيون الناس عن بقية الأشهر، وتظل له مكانة غالية على نفوس البشر صغيرهم وكبيرهم، فالجميع يجل ويعظم هذا الشهر الكريم، وخاصة المبدعون الذين يتصفون بشفافية عالية تجاه الأحداث والمناسبات، فماذا يمثل رمضان بالنسبة للمبدع، وماذا يقرأ خلاله، وماذا يكتب، وكيف يقضي أوقاته؟.

يقول مدير بيت الشعر في الشارقة الشاعر الإماراتي محمد البريكي: "منذ الطفولة وأنا أنظر إلى هذا الشهر نظرة فرح، يمنح الروح طاقة إيجابية للكتابة والقراءة والتواصل الإنساني والإبداعي، وكم أفرح إن أقيمت أمسية شعرية أو حوار يتطرق إلى قضية من قضاياه، وفيه أسعد بلقاء أديب والتحاور معه، وفيه أشاكس القصيدة وأراودها عن مكنوناتها الروحية، التي قد تفيض على مشاعري نصاً يجسد هذه الحالة، فأنا وللآن وهذه العادة متجذرة في روحي، متشبثة بمواجدي، وقد فعلت هذا الدور في حياتي من خلال عملي بإقامة الأمسيات والندوات الشعرية".

وعن نوعية قراءاته أثناء شهر رمضان يضيف في تصريحات لـ 24: "لأنه شهر عبادة وذكر وأنزل فيه القرآن، فإن من الطبيعي أن يكون كتاب الله في مقدمة القراءات، علاوة على ما يبقيه تحت يدي من كتب تأتي إلي تباعاً من المبدعين، ومنها الدواوين الشعرية الحديثة والكتب النقدية المتخصصة في الدراسات الشعرية، علاوة على ما يدعوني من كتب تقف بشموخ على أرفف المكتبة، فالكتب حياة تمنحنا أوكسجين المعرفة، وتجدد فينا خلايا الابتكار".
وبالنسبة لتوزيع الوقت يوضح البريكي :"قد لا أكون عبثيّاً في توزيع وقتي خلال فترة شهر رمضان، فالعمل من أولوياتي، ويأخذ جزءاً منه، وزيارة الأهل والأرحام، والأصدقاء، وشيء من الرياضة والقراءة".

وعن أعماله في رمضان، يقول: "لا أهتم كثيراً بتواريخ الميلاد، لأن الولادات الحقيقية للقصائد والكتب تبدأ من لحظة الاحتفاء بها، لكني أتذكر أن هناك قصائد كثيرة ولدت في شهر رمضان، أمرر خبرها للأصدقاء فيحتفون بها، كما أن بعضها مناسب للوصول إلى منشد أو باحث أو مطبوعة، لأنها مرتبطة بمضمون الشهر الكريم".
ويوضح: "من خلال اطلاعي على الفعاليات الرمضانية بحكم عملي، فإن العديد من الندوات هنا وهناك تضيء على هذا الجانب، ونحن في حاجة إلى الإضاءة على هذا الجانب أكثر، لغرس محبة العمل والعطاء التي قد تكون سلبية لدى البعض، وهناك جماليات كثيرة وكنوز في التراث الشعري العربي، يمكن الاستفادة منها، من أجل تحقيق هذا الهدف وغرسه في حياة الأجيال".

وبالنسبة لترشيحه كتب كي يطلع عليها القراء في هذا الشهر الكريم، يقول: "لكل إنسان اهتمامه، ولا أستطيع توجيه ذائقة مع هذا الاختلاف، والكتب التي تخدم الإنسانية، وتعبر عن فنونها وتثري معارفها وتجدد فكرها، وتضبط إيقاعها وطريقها الذي لا ينحرف عن الصواب، هي كتب تُبقي هذا الكون متزناً بعيداً عن الشطط والغلو والانحراف، فالجمال هو ما أطمح إليه".