عمال الإغاثة في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (إكس)
عمال الإغاثة في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (إكس)
الخميس 4 أبريل 2024 / 13:19

الحزن يخيّم على أصدقاء وأقارب ضحايا عمال الإغاثة في غزة

قالت وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم الخميس، إن أصداء الضربات الجوية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة، ترددت في جميع أنحاء العالم، حيث عم الحزن الأصدقاء والأقارب على مقتل أولئك الذين كانوا يوصلون الطعام إلى الفلسطينيين المحاصرين، بالتعاون مع منظمة "المطبخ العالمي" الخيرية.

وأوضحت الوكالة أن من بين القتلى كان 3 مواطنين بريطانيين، وأسترالي، ومواطن بولندي، ومواطن أمريكي كندي مزدوج الجنسية، وفلسطيني. وقد سافر بعضهم حول العالم للمشاركة في جهود الإغاثة، في أعقاب الحروب والزلازل وحرائق الغابات.

وفي تقرير إخباري، طرحت الوكالة نبذة عن عمال الإغاثة الـ 7، الذين قتلوا بضربة إسرائيلية على قطاع غزة للتعريف بهم:

سيف الدين عصام عياد أبو طه

قال أقارب سيف الدين عصام عياد أبو طه (25 عاماً)، إنه عمل سائقاً ومترجماً في المطبخ المركزي العالمي منذ بداية العام، ووصفه إخوته بأنه شاب مخلص حريص على مساعدة زملائه الفلسطينيين.

وقال شقيقه عبد الرزاق أبوطه، إنه كان أيضاً رجل أعمال ناجحاً أجرى التجارة مع أوكرانيا ومصر والصين وغيرها. وأضاف أن عمله جعله معروفاً على الجانب الإسرائيلي، مما ساعد في التنسيق والموافقة على مساعدة فريق المطبخ العالمي في تفريغ السفينة.

وكان سيف الدين وغيره من العمال متحمسين لتفريغ المساعدات الغذائية التي كانت غزة في أمس الحاجة إليها. في المرة الأخيرة التي تحدث فيها سيف الدين وشقيقه، قال إنهما أنهيا العمل، وكان متجهاً إلى المنزل.

وبعد أن سمع عن الغارات الجوية، قال عبد الرزاق أبو طه إنه حاول الاتصال لمعرفة ما إذا كان سيف الدين بخير، موضحاً أنه بعد محاولات عديدة أجابه شخص غريب وقال له "لقد وجدت هذا الهاتف على بعد حوالي 200 متر من السيارة. لقد قُتل جميع الأشخاص الموجودين بالداخل".

لالزاومي "زومي" فرانكوم

يتذكر الأصدقاء والعائلة لالزاومي "زومي" فرانكوم (43 عاماً)، باعتبارها امرأة شجاعة، جذبها اهتمامها بالآخرين إلى جميع أنحاء العالم. عملت على مدى السنوات الـ 5 الماضية، في مطعم World Central Kitchen، الذي يقع مقره في واشنطن.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز لهيئة الإذاعة الأسترالية: "إننا نحزن على هذه الأسترالية الطيبة التي لديها سجل في مساعدة مواطنيها، سواء كان ذلك على المستوى الدولي أو سواء كان ذلك من خلال الدعم الذي قدمته خلال حرائق الغابات التي حدثت خلال ذلك الصيف الأسود. إنها شخص من الواضح أنه كان مهتماً بإخوانه في الإنسانية".

ولدت فرانكوم في ملبورن، وحصلت على البكالوريوس من جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا، كما عملت لمدة 8 سنوات في بنك الكومنولث الأسترالي، وهو أكبر بنك في البلاد.

وفي بيان، وصف أقارب فرانكوم بأنها "إنسانة متميزة" و"قُتلت أثناء العمل الذي تحبه في توصيل الطعام لشعب غزة". وسلطت وسائل التواصل الاجتماعي، الضوء على زيارات فرانكوم لمساعدة المحتاجين في باكستان وبنغلاديش ورومانيا وهايتي.

ووصفتها دورا ويكلي، زميلة المطبخ المركزي العالمي، التي التقت بفرانكوم أثناء الاستجابة لإعصار دوريان في جزر البهاما في عام 2019، بأنها "أكبر من الحياة".

داميان سوبول

كان داميان سوبول، البالغ من العمر 35 عاماً، معروفاً بأنه مدير مرح وودود وواسع الحيلة، وسرعان ما ارتقى في صفوف World Central Kitchen. وهو ينحدر من مدينة برزيميسل في جنوب شرق بولندا، درس الضيافة هناك، وكان يقوم بمهام مساعدات في أوكرانيا والمغرب وتركيا، وعلى مدى الأشهر الـ 6 الماضية في غزة.

وقالت مارتا ويلتشينسكا، من مؤسسة "Free Place Foundation"، التي تتعاون مع World Central Kitchen: "لقد كان رجلاً استثنائياً حقاً. كنا فخورين به للغاية".

وقال رئيس مؤسسة "Free Place"، ميكولاج ريكوفسكي، إن "سوبول كان الرجل الذي يقوم بكل مهمة - وكان بإمكانه التغلب على كل صعوبة".

وبدوره، قال عمدة برزيميسل، فويتشيك باكون، على فيس بوك، عن وفاة سوبول إنه "لا توجد كلمات لوصف ما يشعر به الآن الأشخاص الذين عرفوا هذا الشاب الرائع".

جيمس كيربي، وجون تشابمان، وجيمس هندرسون

كان الضحايا البريطانيون الثلاثة من قدامى المحاربين العسكريين، الذين كانوا في مواقف خطيرة من قبل، لقد ماتوا أثناء توفير الأمن لمهمة مساعدة المطبخ المركزي العالمي.

وجاء كيربي (47 عاماً) من مدينة بريستول الساحلية في جنوب غرب إنجلترا، وخدم في البوسنة وأفغانستان مع الجيش البريطاني، قبل أن ينتقل إلى العمل الأمني الخاص.

ووصفته إيمي روكسبيرج-باري، ابنة عم كيربي، بأنه "رجل نبيل" كان يخطط لمنح والدته وخالته رحلة بحرية مفاجئة بعد عودته من غزة، وقالت لشبكة سكاي نيوز: "إنه لأمر مدمر أنه شارك في هذه الحروب، وعاد إلى المنزل دون أن يصاب بخدش، ثم خرج ليقوم بشيء مفيد، وهذا ما يحدث".

وأما تشابمان (57 عاماً)، فقد كان من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الملكية، وقالت عائلته في بيان إنها شعرت بالصدمة لفقده. وأضافوا "لقد مات وهو يحاول مساعدة الناس، وتعرض لعمل غير إنساني. لقد كان أباً وزوجاً وابناً وأخاً رائعاً".

ومن جهتها، ذكرت وسائل الإعلام هناك أن هندرسون، الذي كان يبلغ من العمر 33 عاماً ويعرف باسم جيم، كان جندياً سابقاً في مشاة البحرية الملكية من كورنوال في جنوب غرب إنجلترا. وذكرت سكاي نيوز أنه كان من المقرر أن يغادر غزة يوم الإثنين، وهو اليوم الذي قُتل فيه.

جاكوب فليكنجر

كان جاكوب فليكينجر يبلغ من العمر 33 عاماً، وهو مواطن مزدوج الجنسية من الولايات المتحدة وكندا. وقال الجيش في بيان إنه خدم لأكثر من 10 سنوات في القوات المسلحة الكندية، وتم إرساله إلى أفغانستان.

وقالت إحدى صفحات "GoFundMe"، التي تجمع الأموال لمساعدة أسرته إن "لديه شريكاً وابناً يبلغ من العمر عاماً واحداً في المنزل".

وقالت والدته سيلفي لابريك لوكالة أسوشيتد برس: "إنها خسارة فادحة أن أخبركم قبل يومين أنني فقدت ابني، ولكن بطريقة ما لست متفاجئة لأنه كان مهتماً جداً بهذا النوع من المهام، وهذا النوع من العمل". وأشارت إلى أنها تعتقد أن جيش الدفاع الإسرائيلي استهدف قافلة مساعداته عمداً. وأضافت "لقد كان ذلك عن قصد".

وفي أكابولكو بالمكسيك، نشرت المطاعم على وسائل التواصل الاجتماعي أن فليكينجر كان من بين العمال الذين قدموا الإغاثة لأحيائهم في الخريف الماضي، بعد أن ضرب إعصار أوتيس ساحل المحيط الهادئ.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن "حقيقة مقتله أثناء توصيل الطعام للمدنيين المحتاجين، فإن وفاته غير مقبولة على الإطلاق"، وأضاف على منشور في موقع إكس للتواصل الاجتماعي "في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية في غزة، يقع على عاتق إسرائيل التزام بضمان سلامة عمال الإغاثة. العالم – وأحبائه – يستحقون شرحاً لكيفية حدوث ذلك".