قوات الأمن الإكوادورية خارج مبنى سفارة المكسيك في كيتو (أ ف ب)
قوات الأمن الإكوادورية خارج مبنى سفارة المكسيك في كيتو (أ ف ب)
الأحد 7 أبريل 2024 / 14:49

الطاقم الدبلوماسي المكسيكي يستعد لمغادرة الإكوادور بعد قطع العلاقات

يستعد الطاقم الدبلوماسي المكسيكي المتمركز في كيتو لمغادرة الإكوادور، اليوم الأحد، بعد يومين من اقتحام الشرطة سفارة مكسيكو لتوقيف نائب الرئيس السابق خورخي غلاس اللاجئ فيها، وهو ما أثار استنكاراً دولياً وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأوضحت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان أمس السبت، أن 18 شخصاً من الدبلوماسيين وأفراد أسرهم، سيغادرون إلى بلادهم اليوم الأحد، من بينهم السفيرة راكيل سيرور التي أعلنتها الإكوادور "شخصاً غير مرغوب فيه" ورئيس البعثة الدبلوماسية روبرتو كانسيكو.

ودانت الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية من البرازيل إلى فنزويلا مروراً بتشيلي، إضافة إلى الحكومة الأرجنتينية، اقتحام السفارة أول أمس الجمعة، وهو سابقة على مستوى العالم، واستشهدت معظمها باتفاقية فيينا التي تصون حرمة السفارات.

وأبدى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، "صدمته" إثر اقتحام الشرطة الإكوادورية سفارة المكسيك في كيتو، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك في بيان إن "انتهاك حرمة أيّ بعثة دبلوماسية من شأنه أن يقوّض مساعي إقامة علاقات دولية طبيعية".

ومن جهتها، دعت رئيسة هندوراس زيومارا كاسترو التي تتولى الرئاسة المؤقتة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك)، إلى عقد اجتماع طارئ غداً الإثنين. كما أعربت منظمة الدول الأمريكية عن رفضها "كل تحرك ينتهك حرمة مقرات الممثليات الدبلوماسية".

واعتبر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على منصة "إكس"، أن اقتحام السفارة في كيتو يشكّل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة المكسيك"، معلناً عزمه رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية.

وعقب الحادث، أعلنت المكسيك الجمعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإكوادور، وحذت حذوها نيكاراغوا أمس السبت.

خارج عن المألوف

وبدورها، شجّعت الولايات المتحدة التي نددت بـ"انتهاك اتفاقية فيينا"، المكسيك والإكوادور "على حل خلافاتهما بما يتوافق مع المعايير الدولية"، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية.

وتظاهر حوالي 50 شخصاً أمام سفارة الإكوادور في المكسيك مرددين عبارة "فاشيون"، وطوّقت الشرطة الإكوادورية السفارة المكسيكية في كيتو السبت، وأُزيل العلم الوطني عن ساريته في فناء المبنى.

ونقل غلاس البالغ 54 عاماً إلى سجن شديد الحراسة في غواياكيل (جنوب غرب الإكوادور) وفق مصادر حكومية. وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية عناصر شرطة يدخلون حرم السفارة، ورئيس البعثة الدبلوماسية روبرتو كانسيكو يركض خلف مركبات مغادِرة، صارخاً "إنها فضيحة!" قبل حدوث تدافع سقط إثره كانسيكو أرضاً.

وقال كانيسكو لتلفزيون محلي وقد بدا عليه التأثر "إنه أمر خارج عن المألوف، أنا خائف من أن يقتلوا خورخي غلاس".

مخالف للقانون

ومنحت المكسيك حقّ اللجوء إلى غلاس الذي يحتمي في سفارتها في كيتو منذ 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وصدرت بحقه مذكّرة توقيف على خلفية شبهات فساد. واعتبرت كيتو هذا القرار "مخالفاً للقانون" منددة بـ"إساءة استخدام الحصانات والامتيازات" الممنوحة للسفارة وبتدخل في شؤونها الداخلية.

وأشارت وزارة الإعلام الإكوادورية، إلى أن نائب الرئيس السابق "خورخي غلاس كان موضع إدانة نافذة ومذكرة توقيف صادرة عن السلطات المختصة".

وجاء منح المكسيك حقّ اللجوء لغلاس الجمعة، غداة  قرار الإكوادور طرد السفيرة المكسيكية في كيتو راكيل سيرور إثر انتقاد الرئيس المكسيكي الانتخابات الرئاسية الإكوادورية التي أجريت في العام 2023.

وكان لوبيز أوبرادور اتّهم الأربعاء، السلطات الإكوادورية بالاستفادة من اغتيال مرشّح المعارضة فرناندو فيلافيسينسيو في 9 أغسطس (آب) 2023، للدفع باتجاه انتخاب الليبيرالي دانيال نوبوا رئيساً للإكوادور، على حساب مرشّحة اليسار لويزا غونزاليس.

واغتيل فيلافيسينسيو بعد اجتماع خلال الحملة الانتخابية في شمال كيتو قبل أيّام من الاستحقاق الانتخابي في 20 أغسطس (آب). وأوقف 7 مشتبه بهم في الجريمة، لكنهم قضوا كلّهم في السجن.

واتُّهم خورخي غلاس الذي تولّى منصب نائب الرئيس بين 2013 و2017، في عهد الرئيس الاشتراكي رافاييل كوريا (2007-2017)، باختلاس أموال عامة مخصّصة لإعمار مدن ساحلية بعد زلزال مدمّر في 2016. كما أدين في قضيّة أخرى في ديسمبر (كانون الأول) 2017، بالسجن 6 سنوات بتهمة الفساد في سياق فضيحة كبيرة، تورّطت فيها مجموعة المقاولات البرازيلية العملاقة أوديبريشت. وأفرج عنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.