جنود أمريكيون يستعدون لمغادرة كابول (أرشيف)
جنود أمريكيون يستعدون لمغادرة كابول (أرشيف)
الإثنين 8 أبريل 2024 / 10:37

كارثة بايدن في أفغانستان أكبر مما هو متصوّر

قالت صحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال" في افتتاحيتها إن الأخطاء القاتلة التي ارتكبها جو بايدن خلال عملية الانسحاب من أفغانستان، عجّلت بتراجع شعبيته تراجعاً لم يتعافَ منه بعد، وتشير تقارير جديدة إلى أن هذه الأخطاء كانت أسوأ مما كان معروفاً.

يستحق الشعب الأمريكي محاسبة كاملة عن الفشل الذريع في أفغانستان

وكان بايدن أعلن في يوليو (تموز) 2021 أن "المهمة العسكرية للولايات المتحدة في أفغانستان ستنتهي  في 31 أغسطس (آب)، وتسير عملية الانسحاب بطريقة آمنة ومنظمة، مع منح الأولوية لسلامة القوات أثناء مغادرتها"، وأصرّ على أن الجيش الأفغاني "مجهز تجهيزاً جيداً" لضمان عدم استيلاء طالبان على السلطة مرةً أخرى وأن الحكومة قادرة على الحفاظ على نفسها.

خطأ كارثي

وقالت "لاس فيغاس ريفيو" إن الواقع أن كل تأكيد أدلى به الرئيس في ذلك اليوم ثبت أنه كان خاطئاً على نحو كارثي، فبحلول منتصف أغسطس (آب)، كانت حركة طالبان قد تقدَّمت بسرعة كبيرة. ومع تدهور الوضع في كابول، قُتل 13 جندياً أمريكياً في هجوم إرهابي بينما كانوا يساعدون في إجلاء الناس، وعندما رحلت آخر الطائرات العسكرية الأمريكية - في مشهد يذكّرنا بسقوط سايغون - تُرك عشرات من الأمريكيين وآلاف الأفغان الذين خَدموا إلى جانبهم، عالقين، وكانت طالبان قد سيطرت على الدولة. 

ويوم الخميس الماضي، أصدرت شبكة "سي إن إن" تقريراً عن الانسحاب من أفغانستان استناداً إلى شهادات مسؤولي وزارة الخارجية أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.

وتكشف نصوص شهاداتهم عن أن ضباط الشؤون الخارجية الذين أُرسلوا إلى أفغانستان كانوا في مهام أخرى عندما أُرسلوا إلى كابول وتم "إيفادهم على عجل إلى أفغانستان دون أي وقت تقريباً للاستعداد والتأهب ودون خطة إجلاء طارئ مُعدَّة لدى وصولهم"، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".

تفاصيل جديدة

وتابعت الصحيفة "تشترط اللوائح على السفارات الأمريكية أن تمتلك خطط إجلاء للطوارئ، غير أن السفارة الأمريكية في كابول افتقرت إلى هذا الإجراء الوقائي".

وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن "التفاصيل الجديدة ترسم صورة للارتباك الذي ساد خارج مطار كابول والطبيعة الارتجالية لعملية الإجلاء، وهو ما كان بإمكان كبار الجنرالات العسكريين الأمريكيين الحد منه، بحسب اقتراحهم، لو كانت وزارة الخارجية قد بادرَت بطلب عملية إجلاء لأفراد غير مقاتلين للمواطنين الأمريكيين المتبقين في أفغانستان". 

ويجادل المدافعون عن بايدن بأنه كان يتبع المسار الذي رسمه سلفه وحسب، فقد أبرم دونالد ترامب إبان فترة رئاسته اتفاقاً وافق بموجبه على سحب القوات الأمريكية تدريجياً من أفغانستان مقابل التزامات من طالبان، لكن يبدو أن بايدن لم يبدِ قلقاً بشأن احترام طالبان لتلك الوعود ومضى قدماً بغض النظر عن ذلك، ومسؤولية هذا القرار تقع على عاتقه، وليس على عاتق ترامب.
ويعتزم النائب مايكل ماكول، الجمهوري عن ولاية تكساس الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية، إصدار تقرير حول كارثة كابول العام الجاري استناداً إلى مقابلات شخصية مع مسؤولين في وزارة الخارجية.
جدير بالذكر أن الديمقراطيين يتهمونه بمحاولة تسييس القضية لإلحاق ضرر ببايدن في عام الانتخابات، لكن بحسب الصحيفة، فإن بايدن ألحقَ الضرر بنفسه، ويستحق الشعب الأمريكي محاسبة كاملة عن الفشل الذريع في أفغانستان، ويجب على الناخبين الأمريكيين التصرف وفقاً لذلك.