مقاتلات حربية إسرائيلية في قاعدة نيفاتيم (أرشيف)
مقاتلات حربية إسرائيلية في قاعدة نيفاتيم (أرشيف)
الأحد 14 أبريل 2024 / 22:00

ماذا استهدفت إيران وكيف أحبطت تل أبيب الهجوم؟

سُمعت صفارات الإنذار والانفجارات في جميع أنحاء إسرائيل في وقت مبكر من صباح الأحد، عندما أطلقت إيران موجة من أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على البلاد، في أول هجوم مباشر لها على إسرائيل.

عدد قليل من الصواريخ الباليستية الإيرانية تجاوز الدفاعات الإسرائيلية

ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريراً صحفي حول أبرز الأهداف التي حاولت الصواريخ والمسّيرات والمقذوفات استهدافها، وكيف تصدت إسرائيل للهجوم، كما أشر التقرير إلى أسباب تم تفعيل أجهزة الإنذار وسماع دوي انفجارات في جميع أنحاء إسرائيل.

الهدف الرئيسي

وبحسب الصحيفة، لم يعلن الحرس الثوري الإيراني "قائمة المواقع" التي حاول ضربها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسّيرة والمقذوفات وأكدت على أن "الهدف الرئيسي" للهجوم كان قاعدة جوية حساسة في جنوب إسرائيل، وهي ذات القاعدة التي تعتبر موطن الطائرة الشبح "F-35" الطائرات العسكرية الأكثر تقدماً والتي تمتلكها إسرائيل في الشرق الأوسط.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، اشتمل الهجوم الإيراني على 170 طائرة بدون طيار، و 30 صاروخ كروز، و 120 صاروخاً باليستياً وتم اعتراض الدفاعات الجوية 99% منها وتم إسقاط جميع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز خارج المجال الجوي للبلاد من قبل القوات الجوية الإسرائيلية وقوات لدول الحلفاء متواجدة في المنطقة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وفقاً لما ذكره للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري.

ومع ذلك، فإن الصواريخ الباليستية لديها وقت طيران أقصر بكثير يصل تقريباً إلى 10 دقائق ويصعب اعتراضها، وبالفعل تمكن بعضها من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية في وقت مبكر من يوم الأحد في حين أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن نظام الدفاع الجوي بعيد المدى "Arrow" تمكن من إسقاط "الغالبية العظمى" من الصواريخ الباليستية البالغ عددها 120 صاروخاً موضحاً أن الهدف من النظام الصارويخ هو تحيي وإخراج الصواريخ الباليستية وهي لا تزال خارج الغلاف الجوي.

مخاوف من الشظايا

وبحسب الصحيفة، يعتبر التعامل مع الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز مختلفاً تماماً، وتم إسقاط الصواريخ الباليستية فوق إسرائيل، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تفعيل صفارات الإنذار بسبب مخاوف من سقوط شظايا على التجمعات والحياء السكينة وكانت الإصابة الوحيدة في إسرائيل جراء الهجوم الإيراني هي فتاة بدوية أصيبت بجروح خطيرة جراء سقوط شظايا في صحراء النقب.

ومن المعلوم أنه سُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء البلاد نتيجة اعتراض صواريخ "آرو" للصواريخ الباليستية، على الرغم من إسقاطها عالياً في السماء، وفي بعض الحالات، وكان ذلك واضحاً بمقاطع الفيديو التي أظهرت "الأضواء الساطعة" التي شوهدت في السماء وكانت ناجمة عن عمليات الاعتراض نفسها، فضلاً عن الشظايا المتساقطة.

وبينّت الصحيفة، أن معظم صفارات الإنذار التحذيرية من سقوط شظايا وصواريخ باليستية انطلقت في منطقة النقب الوسطى والشرقية جنوب إسرائيل، وتحديداً في المنطقة المحيطة بقاعدة نيفاتيم الجوية كما دوت صفارات الإنذار في منطقة القدس والضفة الغربية وهضبة الجولان.

أضرار طفيفة

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى تمّكن عدد قليل من الصواريخ الباليستية من تجاوز الدفاعات الإسرائيلية وأصاب أجزاءً من قاعدة "نيفاتيم" العسكرية ووفقاً للجيش الإسرائيلي، لحقت أضرار طفيفة بالبنية التحتية في القاعدة الجوية، لكنها كانت تعمل كالمعتاد، الأحد.

وأوضحت الصحيفة أن هناك "علامة أخرى" تدفع للاعتقاد أن قاعدة نيفاتيم العسكرية هي هدف الهجوم جاءت قبل ساعات، عندما أقلعت الطائرة الرسمية "جناح صهيون" من القاعدة الجوية وهي خطوة تهدف إلى منع استهداف الطائرة الشبح والتي تعتبر عناد القوة الجوية الإسرائيلية، بالإضافة للتلميحات التي أدلى بها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييال هاغاري الأحد والتي أشارت ضمنياً إلى أن القاعدة نيفاتيم كانت الهدف الرئيسي للهجمات الإيرانية بالإضاقة لعرضه لقطات حية من القاعدة الجوية خلال البيان الصحفي الذي قال خلاله: "اعتقدت إيران أنها ستكون قادرة على شل القاعدة وبالتالي الإضرار بقدراتنا الجوية، لكنها فشلت".

وجاء الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في الوقت الذي وصلت فيه التوترات بين إسرائيل وإيران إلى مستوى جديد في الأيام الأخيرة وتعهدت الجمهورية الإيرانية بالانتقام لـ7 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، من بينهم جنرالان، قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية مزعومة على مبنى بالقرب من قنصلية طهران في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الحالي.