إيرانيون يتظاهرون في طهران
إيرانيون يتظاهرون في طهران
الخميس 18 أبريل 2024 / 11:53

بلومبرغ: الصواريخ الإيرانية أصابت النظام الإقليمي

"لا تدع الضرر التافه الذي تسبب به هجوم إيران بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل في عطلة نهاية الأسبوع يخدعك، كان الإيرانيون يعتزمون إحداث قتل ودمار واسعين، لكن الهجوم أخفق"، بهذه العبارة بدأ الكاتب هال براندس مقالاً تحليلياً للتصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل.

يظهر مستقبل مظلم تغرق فيه المنطقة بالعنف والتنافس

وكتب هال براندس في موقع بلومبرغ الإخباري الأمريكي، "أنه ليس بزمن بعيد، بدت المنطقة وكأنها تدخل عصراً أفضل، فالتوترات بين الولايات المتحدة وإيران كانت تحت السيطرة، وأوقفت هدنة هشة الحرب في اليمن. وكان المنظرون العالميون يبشرون بمستقبل تتغلب فيه الدينامية والابتكار على العنف والنزاع".
 ويتابع "لكن الآن يظهر مستقبل مظلم تغرق فيه المنطقة بالعنف والتنافس فضلاً عن المخاوف الدائمة من التصعيد حتى ولو لم ينفتح الجحيم إطلاقاً".

حرب ظل

أتى هجوم إيران رداً على ضربة إسرائيلية على مجمع دبلوماسي في دمشق، أسفر عن مقتل قائد بارز في قوة القدس بالحرس الثوري، وهذا التحرك ذهاباً وإياباً كان جزءاً من حرب ظل بين اسرائيل وإيران/ وعلى رغم ذلك، فإن هجوم إيران، الذي اشتمل على 300 مسيّرة وصاروخ، يمثل تصعيداً جوهرياً، بحسب الكاتب. 
وعلاوة على كل ذلك، يقول هال إن إيران أطلقت واحدة من أكبر الدفعات الصاروخية الباليستية في التاريخ. وقد تنتقم اسرائيل بضرب إيران نفسها. وحتى لو لم تتحول هذه الضربات إلى مواجهة شاملة، فإنها تدل على أن المنطقة تعاني من انتشار للفوضى. 

ويستمر الصراع في غزة حتى مع تراجع إسرائيل مؤقتاً عن التصعيد للتفكير في خطوتها التالية. هناك الكثير من المواد القابلة للاشتعال في الضفة الغربية، حيث اشتبك المستوطنون الإسرائيليون بعنف مع السكان الفلسطينيين. ويخوض حزب الله وإسرائيل حرباً فتاكة، فبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سُجِّلت نحو 4400 حادثة عنف بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومارس (آذار) 2024، وهذا يكفي لوصف الوضع بأنه حرب صغيرة، على افتراض أن الصراع لن يتحول إلى حرب كبرى بمجرد انتهاء إسرائيل من مهمتها في غزة وتحويل أنظارها نحو الشمال.

الحوثيون يرهبون الملاحة

والوضع في العراق وسوريا، أكثر هدوءاً مما كان عليه عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي تلك الفترة شنت الميليشيات المدعومة من إيران 200 هجوم ضد القوات الأمريكية. لكن الحوثيين اليمنيين لا يزالون يرهبون الملاحة الدولية ويثبتون كيف أن الاضطراب في الشرق الأوسط يمكن أن يؤثر على خطوط الملاحة.
ويضيف الكاتب "في هذه البيئة المحمومة، يعتبر تجنب الكارثة بمثابة نجاح"، وتهدف الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بعدم الرد عسكرياً على الهجوم الإيراني، وهي بذلك تسعى إلى تحقيق خفض قصير المدى للتصعيد، حتى ولو على حساب الردع الإسرائيلي على المدى البعيد. 

ويحسب للردع والدبلوماسية الأمريكيين أن بؤر العنف الكثيرة المتفجرة في المنطقة، لم تتحول إلى كارثة شاملة، لكن حقيقة أن ذلك يعد إنجازاً دليل على بشاعة المشهد الإقليمي.
ولا يتوقع الكاتب تحسناً ملحوظاً في أي وقت قريب، والمجموعات المتطرفة ستستغل الغضب الذي سببته الحرب، وسيخرج وكلاء إيران من هذا النزاع أكثر خبرة وتشدداً، وبينما يتقدم البرنامج النووي الإيراني، فإنه سيمنح النظام –مع ميوله العدوانية والتوسعية- حصانة استراتيجية أكبر.
في الواقع، يعتبر هجوم طهران تحذيراً مما سيحدث عندما تحصل إيران على القنبلة النووية،  إذ ستشن هجمات أكثر جرأة بالوكالة على أعدائها، بينما تستخدم الأسلحة النووية لردع أي رد قوي من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.