الجمعة 19 أبريل 2024 / 00:56

هل تنجح تركيا في الوساطة "المحتملة" بين حماس وإسرائيل؟

تشير مجموعة متغيرات سياسية إلى أن تركيا قد تلعب دوراً أكبر في الوساطة بين إسرائيل وحماس، مع استمرار تعثر جهود التهدئة، التي قادها الوسطاء، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال زيارته إلى الدوحة ولقائه مسؤولين من حماس هناك، استعداد الحركة الفلسطينية لنزع سلاح جناحها العسكري، مقابل قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مشيراً إلى أن الحركة قبلت بهذا المقترح.
ويعكس هذا التصريح – الذي لم تؤكده حماس - تحولاً في مسار البحث عن حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية، حيث تجمع تركيا بين علاقات قوية مع إسرائيل، كما سيزور رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية تركيا، ويلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من مرة، أن إسرائيل طلبت تدخلاً من تركيا للضغط على حماس للقبول بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها، دون رفع سقف الشروط المرتبطة بذلك، حيث تظهر المفاوضات هوّة واسعة بين الجانبين.
وجاء التحرك التركي بعد إعلان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، أن الدوحة ستعمل على تقييم دورها للوساطة بين إسرائيل وحماس، بسبب "إساءة استخدام لهذه الوساطة، وتوظيفها لمصالح سياسية ضيقة".

علاقات متوترة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن التدخل التركي المحتمل في ملف الوساطة لن ينجح في تحقيق نتائج مختلفة عن الوساطة التي كانت تقودها قطر ومصر، بالتعاون مع واشنطن.
وقال إبراهيم لـ24: "لا أعتقد أن تركيا ستحدث فارقاً في ملف الوساطة، لأن إسرائيل هي من تفشل مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، مشيراً إلى أن العقبة أمام إنجاز اتفاق بشأن غزة ليس مرتبطاً بالوسطاء، رغم تحريض إسرائيل المستمر تجاه قطر. وأضاف "الموضوع يحتاج ديناميكية وتفاعلاً كبيراً، وهو ما ينسفه وجود توتر بين تركيا وإسرائيل على خلفية الحرب في غزة، فضلاً عن تحضير تركيا لسفن تبحر تجاه غزة تحت اسم أسطول الحرية، وهو ما يضيف مؤشراً على توتير العلاقات كما حدث في 2010، حين هاجمت إسرائيل سفينة تركية كانت في طريقها لغزة، وقتلت 10 مواطنين أتراك".
وأوضح أنه رغم تمتع حركة حماس بعلاقات مميزة مع تركيا، إلا أن القضية ليست مرتبطة بالوساطة بغض النظر عن الوسيط، مضيفاً "إسرائيل لا تقدم تنازلات ومتمسكة فقط بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة".

خيار مستبعد

من جانبه، يرى المحلل السياسي عادل محمود، أنه من المبكر الحديث عن دور تركي بديل للدور القطري في ملف الوساطة بين إسرائيل وحماس، لافتاً إلى أن الهدنة لم تعد خياراً مطروحاً في الوقت الحالي.
وقال محمود لـ24 إن "رفع يد قطر عن الوساطة بين حماس وإسرائيل قد يكون مؤشراً أن في الأفق لعملية اجتياح رفح من قبل إسرائيل، ما ينسف عملية التفاوض بين الطرفين".
وأضاف "من المبكر الحديث عن أن تركيا سوف تكون بديلاً قطر في الوساطة، لأن قطر لديها تأثير أكبر على حماس من تركيا"، مشدداً على أن الهدنة غير مطروحة في الوقت الراهن، وكل ما يجري أن الوساطة تبقى "ورقة" لا بد منها في نهاية المطاف.
وحول ما إذا كان دخول تركيا على خط الوساطة، مؤشراً على تهدئة التوتر في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، قال المحلل السياسي إن "الأولوية بالنسبة لتركيا هي قبول وساطتها بين إيران وإسرائيل، أكثر من القبول بها وسيطاً بين حماس وإسرائيل".