الجمعة 19 أبريل 2024 / 13:20

إنفوغراف 24|بعد حروب الظل.. مواجهات معلنة بين طهران وتل أبيب

قالت مصادر إن إسرائيل شنت ضربة على الأراضي الإيرانية، الجمعة، في أحدث حلقة من سلسلة الاحتكاكات المباشرة بين الخصمين الإقليميين اللدودين بعد خروج مواجهات الظل المستمرة بينهما منذ فترة طويلة إلى العلن.

خرجت المواجهة العلنية بين طهران وتل أبيب إلى العلن بعيداً عن الساحات البديلة وحروب الوكالة

سبق أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالرد على إطلاق إيران طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في 13 أبريل(نيسان) وجاء الهجوم الذي شنته طهران، وهو أول هجوم لها على الإطلاق على إسرائيل، رداً على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع سفارة طهران في دمشق في الأول من أبريل(نيسان).

تصعيد أوسع

وهذه المواجهات جزء من تصعيد أوسع منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، لكن العداء بين الجانبين يضرب بجذوره لعقود من الزمن وامتد عبر تاريخ من حروب الظل والهجمات السرية من البر والبحر والجو وعبر الفضاء السيبراني.

ونستعرض في هذا التقرير بعض المحطات الرئيسية في تاريخ العداء بين إيران وإسرائيل والبداية من الإطاحة بحليف الغرب، الشاة محمد رضا بهلوي في 1979 والذي كان يعتبر إسرائيل حليفاً من قِبل ما عُرف بـ"الثورة الإسلامية" التي أقامت نظاماً ثيوقراطياً (دينياً) يعتبر العداوة والمعارضة للوجود الإسرائيلي "ضرورة أيديولوجية".

وبالانتقال للعام 1982 حينما كانت إسرائيل تغزو لبنان، عمل الحرس الثوري الإيراني مع أتباعه هناك على تأسيس جماعة حزب الله اللبنانية واعتبرت تل أبيب هذه الجماعة المسلحة لاحقاً أخطر خصم لها على حدودها الشمالية.

ولجأ حزب الله المدعوم من إيران في 1983 إلى شن هجمات انتحارية لطرد القوات الغربية والإسرائيلية من لبنان، وفي نوفمبر(تشرين الثاني) اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية وانسحبت إسرائيل في وقت لاحق من معظم أنحاء لبنان.

تصفية الحسابات

ومن أبرز الساحات التي شهدت ما يعرف بـ"تصفية الحسابات" اتهام الأرجنتين وإسرائيل للجمهورية الإيرانية وحزب الله بالمسؤولية عن تفجيرين انتحاريين استهدفا سفارة إسرائيل في بوينس أيرس في 1992 والمركز اليهودي في المدينة عام 1994 وأودى كلا الهجومين بحياة العشرات، ونفت طهران وحزب الله مسؤوليتهما عن التفجيرات.

في العام 2002 كشفت إسرائيل عن امتلاك إيران برنامجاً سرياً لتخصيب اليورانيوم، مما أثار مخاوف من أنها تسعى لصنع سلاح نووي، وهو ما نفته طهران وطالبت إسرائيل باتخاذ إجراءات صارمة ضد طهران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن وفرض عقوبات على النظام الإيراني.

من أهم المواجهات بالوكالة كان خوض إسرائيل حرباً مع حزب الله الذراع المسلحة لإيران في لبنان استمرت شهراً خلال 2006 لكنها فشلت في سحق الجماعة المدججة بالسلاح.

ومن أهم الاتهامات المباشرة وصف الزعيم الإيراني (أكبر مرجعية حاكمة في البلاد) آية الله علي خامنئي في خطاب علني لإسرائيل بأنها "سرطان خطير ومميت".

أول هجوم سيبراني

في العام 2010 تم استخدام فيروس الكمبيوتر "ستاكسنت"، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل، لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز النووي الإيراني، ويعد هذا الهجوم أول هجوم إلكتروني معروف علناً على منشآت نووية إيرانية.

ومن أهم "حروب الظل" قيام الموساد الإسرائيلي في 2012 باغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن، في انفجار قنبلة زرعها سائق دراجة نارية بسيارته في طهران، ووجه مسؤول إيراني كبير في المنطقة أصابع الاتهام مباشرة لإسرائيل بعد الحادثة.

في 2018 أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، بعد سنوات من الطعن في أهمية الاتفاق ووصف نتانياهو قرار ترامب بأنه "خطوة تاريخية".

وفي مايو (أيار) من نفس العام قالت إسرائيل إنها قصفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، حيث كانت طهران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، بعد أن أطلقت القوات الإيرانية صواريخ على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

في 2020 رحبت إسرائيل باغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد وردت بعدها إيران بهجمات صاروخية على قواعد في العراق تضم قوات أمريكية، مما أدى لإصابة نحو 100 من أفراد الجيش الأمريكي بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مختلفة.

واتهمت إيران إسرائيل في 2021 بالمسؤولية عن مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اعتبرته أجهزة مخابرات غربية العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية، ولطالما نفت طهران أي طموح من هذا القبيل بالإشارة إلى أن برامجها النووية لأهداف سلمية واقتصادية فقط.

بايدن وخيار القوة!

وبعد نجاح الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2022 وقعت واشنطن وإدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد، على تعهد مشترك بحرمان إيران من الأسلحة النووية، في إعلان للوحدة بين الحليفين المنقسمين منذ فترة طويلة إزاء الدبلوماسية مع طهران.

وجاء هذا التعهد كجزء من "إعلان القدس" الذي توج أول زيارة لبايدن إلى إسرائيل بوصفه رئيساً للولايات المتحدة وتصريحاته على أنه منفتح على استخدام القوة "كملاذ أخير" ضد إيران، في استجابة واضحة لدعوات إسرائيل إلى توجيه "تهديد عسكري ذي مصداقية" من القوى العالمية.

وخلال 2024 خرجت المواجهة العلنية بين طهران وتل أبيب إلى العلن بعيداً عن الساحات البديلة وحروب الوكالة هنا وهناك، حيث أسفرت ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق عن مقتل 7 من ضباط الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اثنان من كبار القادة العسكريين، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفِ مسؤوليتها عن الاستهداف.

وردت إيران بإطلاق وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 13 أبريل(نيسان) في هجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية لم يسبق له مثيل، وهو ما قالت مصادر مطلعة إن إسرائيل ردت عليه بضربة على الأراضي الإيرانية في 19 أبريل(نيسان) بطائرات مسيرة مفخخة.