عناصر من كتيبة "نيتسح يهودا" الإسرائيلية (أرشيف)
عناصر من كتيبة "نيتسح يهودا" الإسرائيلية (أرشيف)
الأحد 21 أبريل 2024 / 13:15

"نتساح يهودا" الإسرائيلية على قائمة العقوبات الأمريكية.. كتيبة توراتية متورطة في المذابح ضد الفلسطينيين

24 - جيسيكا كرام

تتوجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لفرض عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية، حيث رجحت مصادر أمريكية، إعلان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قريباً، عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" الإسرائيلية.

جنود من الذين رفضت كتائب الجيش الأخرى ضمهم إليها

ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أمريكية أن "العقوبات ستمنع الكتيبة وأعضاءها من الحصول على أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأمريكي"، مضيفاً أن سبب قرار الخارجية الأمريكية ضد الكتيبة الإسرائيلية سلوكها العدواني، وتورطها في حوداث وقعت قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، خاصة في الضفة الغربية.

وترجح المصادر أن تفرض العقوبات بموجب قانون ليهي، في 1997 الذي يحظر وصول المساعدات الأمريكية إلى وحدات الأمن والجيش التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.

كما أوضحت المصادر أن الخارجية الأمريكية بدأت التحقيق مع الكتيبة أواخر 2022 بعد تورطها في حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين.

وأثارت الخطة الأمريكية غضباً رسمياً في إسرائيل، بما في ذلك من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي هاجم  الإدارة الأمريكية بشكل غير مسبوق، إذ قال إن فرض أمريكا عقوبات على وحدة في الجيش الإسرائيلي "قمة السخافة والتدني الأخلاقي".

وكتب نتانياهو على موقع "إكس" "لا يجب فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي.. كنت أعمل في الأسابيع الأخيرة ضد فرض عقوبات على الإسرائيليين، بما في ذلك في محادثاتي مع الإدارة الأمريكية. في الوقت الذي يقاتل فيه جنودنا تأتي نية فرض عقوبات عليه!.. هذه قمة السخافة والانخفاض الأخلاقي"، معلناً التزامه بمحاربة هذه الخطوة.

كتيبة مارقة

و"نيتسح يهودا" وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة في الضفة الغربية، وأصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم تقبلهم أي وحدة قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.

وتعني "نيتسح يهودا"، يهودا الأبدي، وكانت تعرف باسم "ناحال حريدي"، وهي كتيبة تسمح لليهود المتدينين بالانخراط في الجيش الإسرائيلي، في جو يتوافق مع معتقداتهم الدينية.

ولا تضم الكتيبة في صفوفها نساء، وتعتمد على "الكوشر" الطعام الحلال وفقاً للشريعة اليهودية، وتتبع عسكرياً  لواء كفير  الإسرائيلي، منذ تأسيسها في 1999.

وكانت الكتيبة تعمل في رام الله وجنين في الضفة الغربية، وهي جوهر "الخدمة الحريدية" في الجيش الإسرائيلي، ويخدم فيها حوالي 1000جندي في جميع الأوقات، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

ويخدم جنود الكتيبة ما مجموعه عامين و8 أشهر في الجيش الإسرائيلي، وتستمر الدورة التدريبية حوالي 8 أشهر، تليها الخدمة كجنود لمدة 16 شهرا إضافية.

وعلى مر السنوات أصبحت هذه الوحدة وجهة للعديد من "شباب التلال"، المستوطنين اليمينيين المتشددين حسب موقع "أكسيوس".

و"شباب التلال" أو "شبيبة التلال" تيار يميني متطرف متهم بشن هجمات ضد الفلسطينيين، وفق"فرانس برس".

وتركزت أعمال "نيتسح يهودا" في الضفة الغربية خاصة في مخيم جنين، و اشتهرت بأنها الكتيبة "الأكثر عنفاً".

مثيرة للجدل

ولطالما كانت كتيبة "نتساح يهودا" سبب العديد من الخلافات المرتبطة بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين المثيرة للجدل، خاصة بعد تورطها في مقتل الأمريكي من أصل فلسطيني عمر أسد، 80 عاماً، في يناير (كانون الثاني) 2022، حيث اعتقله جنودها  عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية في وقت متأخر من الليل وبعد أن رفض فحصه، قيد الجنود يديه وكمموا فمه وتركوه على الأرض في البرد، ليعثر عليه ميتاً بعد ساعات من اعتقاله.

وفي يناير (كانون الثاني) 2023، نقلت الكتيبة من الضفة الغربية إلى هضبة الجولان، حيث ذكرت صحيفة "هآرتس" وقتها أن القرار كان بسبب الحوادث العديدة التي استخدم فيها جنودها العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، ولكن في مطلع العام الجاري نقلت الكتيبة للقتال في غزة، وفق  "جيروزالم بوست" الإسرائيلية.

يشار إلى أن العديد من المهتمين بشؤون الجيش في إسرائيل طالبوا بتفكيك الكتيبة غير العادية، فهي تحت إشراف الحاخامات، وتسمح بالخدمة العسكرية، إلى جانب مواصلة الدراسة التوراتية، والدينية الأخرى التي لا علاقة لها بالجيش والحياة العسكرية.