فتى فلسطيني يقف عند ركام منزل مدمر في رفح
فتى فلسطيني يقف عند ركام منزل مدمر في رفح
الإثنين 22 أبريل 2024 / 10:46

أزمة إيران تحجب كارثة غزة

قالت صحيفة "غارديان" إن الآمال في وقف إطلاق النار في حرب غزة تبددت، وتجددت المخاوف بشأن الهجوم على رفح، كما لا تزال المساعدات غير كافية على الإطلاق.

الهجوم على رفح سيكون كارثةً للاجئين فيها

وحذَّرَ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس من أن الشرق الأوسط "على حافة الهاوية" وأن "سوء تقدير أو سوء تفاهم أو خطأ بسيطاً يمكن أن يؤدي إلى ما لا تُحمَد عقباه".
ومع ذلك، تقول "غارديان" في افتتاحيتها إن شبح الصراع الإقليمي واسع النطاق، وأعداد القتلى المهولة التي يمكن أن تنجم عنه، يجب ألا تصرف الانتباه عن مقتل 34,000 فلسطيني بالفعل في غزة، وكثير ممن سيلقون حتفهم قريباً دون وقف فوري لإطلاق النار وزيادة كبيرة في المساعدات. 

وأخيراً، زاد جو بايدن، الذي خسر دعماً كبيراً داخل حزبه بسبب ردود أفعاله، الضغوط على إسرائيل في أعقاب مقتل عمال الإغاثة الأجانب في وقت سابق من الشهر الجاري، مما أدى إلى فتح المزيد من نقاط العبور للسلع الإنسانية وتعهدات بزيادة إمدادات الغذاء والدواء، لكن كان التقدم بطيئاً وغير كافٍ في حقيقة الأمر، إذ تزامن التحسُّن في بعض المناطق مع مشاكل في مناطق أخرى.
ويترتب على القيود المفروضة على الشحنات والانهيار الأمني أن المجاعة لا تزال تسيطر على السكان، لا سيما في الشمال. وصرحت الولايات المتحدة بأن مراقبة شحنات المساعدات كانت أولوية لديها، ولكن من الواضح أن بوصلة اهتمامها قد تحوّلت.

وحتى إذا شهدنا غداً نهاية الحرب وتوزيع كميات هائلة من المساعدات في جميع أنحاء غزة، فإن المجاعة التي بدأت بالفعل ستستمر في حصد الأرواح.

انحسار الآمال في وقف إطلاق النار

وقالت الافتتاحية: "انحسرت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فقد صرحت قطر بأنها ستعيد النظر في دورها وسيطاً، مما يشير إلى أنها لم تعُد تشعر بأن استثمار الجهود الدبلوماسية ومصداقيتها يستحقان العناء في ظل تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق".
ويلوح في الأفق احتمال شن هجوم على رفح، حيث فرَّ ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص هرباً من القتال في أماكن أخرى.

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يتأهب لشن هجوم بنشر المزيد من المدفعية وناقلات الجنود المدرعة في مكانٍ قريب. 

وقد يفضل بنيامين نتانياهو مواصلة التهديد بشن هجوم بري على شن هجوم حقيقي. غير أن شركاءه في الائتلاف اليميني المتطرف لم يخفوا رغبتهم في شن هجوم صريح، كما أن استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى يُجنِّب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية كبيرة اللحظة التي سيضطر فيها أن يودِّع السلطة ويواجه قضايا الفساد التي تملَّص منها لفترة طويلة.
وأوضحت الولايات المتحدة معارضتها لهذا الهجوم. وحتى في ذروة خيبة أملها، بيَّنَت الولايات المتحدة أيضاً أنها تتحفظ على الربط بين أي عواقب وخيمة ومطالبها التي تقدمت بها لحكومة نتانياهو. وفي أعقاب هجوم إيران، كثفت دعمها لإسرائيل.

الهجوم على رفح كارثة محققة

ومع ذلك، ترى الافتتاحية أن الهجوم على رفح سيكون كارثة للاجئين فيها وللتوزيع الأوسع نطاقاً للمساعدات التي تصل عبر معبرها إلى مصر.
وأوضحت الافتتاحية أن الحاجة الملحة للحيلولة دون نشوب حريق إقليمي لا تعني بالضرورة أن تكون غزة في مرتبة ثانوية. وعلى النقيض تماماًـ فالقضيتان مترابطتان بشكل وثيق. ويمكن لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والزيادة الموعودة في المساعدات أن تساعد كلها على نزع فتيل التوترات الإقليمية وإيجاد سبيل للخروج من مرحلة الخطر.
والبديل الحتمي، وفق الصحيفة، هو سقوط مزيد من القتلى في غزة، وزيادة المخاطر التي يتعرض لها مَن هم خارجها.