جنود أوكرانيون يعدون مدفعاً لقصف مواقع روسية
جنود أوكرانيون يعدون مدفعاً لقصف مواقع روسية
الإثنين 22 أبريل 2024 / 11:09

حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا لن تغيّر مسار الحرب

يوم السبت، أقرّ مجلس النواب الأمريكي تحويل مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار إلى أوكرانيا بعد أشهر من التأخير.

بوتين ربما أمر قواته بالسيطرة على تشاسيف يار قبل 9 مايو

بالتالي، أصبح السؤال الأكثر تداولاً الآن مرتبطاً بمدى تأثير هذه الحزمة على مسار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، لن يكون التأثير كبيراً. فقد كتب كريستوفر ميلر وماكس سيدون في التقرير أنه من المقرر أن تبدأ الأسلحة والذخائر الأمريكية بالتدفق إلى أوكرانيا خلال الأيام المقبلة إذا وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع القانون هذا الأسبوع، كما هو متوقع إلى حد كبير.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي لشبكة إن بي سي الأحد: "ستكون لدينا فرصة لتحقيق النصر إذا حصلت أوكرانيا حقاً على أنظمة الأسلحة التي نحتاج إليها بشدة.. هذا أمر بالغ الأهمية".

إبطاء التقدم لا وقفه

قال مسؤولون غربيون وأوكرانيون إن بعض المساعدات المادية، بما فيها الأسلحة والذخيرة، كانت موضبة فعلاً داخل مستودعات في بولندا وأماكن أخرى في أوروبا مع جاهزية لنقلها، لكن من غير المرجح أن يغير تسليم المساعدات الأمريكية بشكل كبير وضع كييف على خط المواجهة، بحسب مسؤولين وجنود ومحللين عسكريين أوكرانيين.
حذر القائد العام للقوات المسلحة أولكسندر سيرسكي هذا الشهر من أن الوضع "تدهور بشكل كبير"، بعد أن كثفت القوات الروسية أعمالها الهجومية على نقاط عدة ضمن خط المواجهة البالغ طوله 1000 كيلومتر منذ الاستيلاء على مدينة أفديفكا الصناعية في فبراير (شباط). 

وقال جنود على خط المواجهة لصحيفة "فايننشال تايمز" خلال زيارة لهم هذا الشهر إنهم بالكاد صامدون في ظل هجمات روسية لا هوادة فيها، ولم يتمكنوا من الرد عليها بالمثل. غير أن تدفق الأسلحة، وبخاصة قذائف المدفعية وذخائر أنظمة الدفاع الجوي، "سيساعد على إبطاء التقدم الروسي، لكنه لن يوقفه"، كما قال مسؤول أوكراني بارز للصحيفة نفسها شريطة عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن الوضع في الميدان.

الميزة ستبقى لروسيا

وقال ضابط أوكراني سابق يدير مجموعة فرونتليجنس إنسايت: "قد تكون حزمة المساعدات الكبيرة هذه، هي الأخيرة لهذه السنة، علاوة على ذلك، هناك احتمال كبير إلى حد ما في أن تكون جميع حزم المساعدات اللاحقة لأوكرانيا أصغر بكثير".

وجاء في تقييم المجموعة أن "المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة توفر لنا وللاتحاد الأوروبي الوقت، نحو عام واحد".
وقال المحلل العسكري روب لي، وهو زميل بارز في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إنه حتى مع المساعدة الأمريكية الجديدة، "ستظل روسيا تتمتع بميزة على مستوى المدفعية، لكنها لن تكون كبيرة" كما كانت في الفترة الماضية.
من جهته، قال رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا ومقره موسكو، إن الفائدة التي تعود على أوكرانيا من الأسلحة الأمريكية المتقدمة ستعتمد على كمية الأسلحة الموردة. 

ويدرج مشروع القانون الأمريكي فقط التمويل لشراء الأسلحة، لا مقدار كل نظام ستوفره واشنطن.

وأضاف بوخوف أن عمليات مشتركة ناجحة مع مقاتلات ومضادات جوية قد تلغي بشكل كبير حملة القصف الجوي الجماعي بالقنابل الانزلاقية. وقال: "إذا لم تستخدم أوكرانيا الأنظمة الرئيسية بشكل جماعي، فلن يكون هناك تأثير كبير على الخطوط الأمامية".

"رصاصة كافية"

وقال المسؤول الأوكراني الكبير إن حزمة المساعدات الأمريكية التي من المؤكد أن توفر قذائف مدفعية، "لا تحتوي على حل سحري".
لكن أندري زاغورودنيوك، مدير مركز الاستراتيجيات الدفاعية ومقره كييف، قال إنه يعتقد أن المساعدات الأمريكية كانت "رصاصة كافية" لقتل الزخم الروسي، غير أنه اعترف بأن هذا لن يعالج سوى تحدٍّ رئيسي واحد يواجه أوكرانيا. فكييف تواجه تحدياً كبيراً آخر: القوة البشرية.

هل تستطيع كييف التعويض؟

قال لي: "أعتقد أن القوة البشرية قد تكون المفتاح لكيفية تطور الحرب سنة 2025".
وروسيا قادرة في الوقت الحاضر على حشد نحو 30 ألف جندي شهرياً، بحسب تقديرات أمريكية وأوكرانية. وهذا يكفي على الأقل لتغطية خسائرها الهائلة في ساحة المعركة.
اتخذت أوكرانيا خطوات لمحاولة تخفيف الوضع. في هذا الشهر، وقع زيلينسكي قانوناً يخفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عاماً، في حين أقر البرلمان الأوكراني مسودة قانون جديدة بشأن التجنيد الإجباري تهدف إلى تجديد قواته المنهكة والمتضائلة. وقال محللون إن حزمة المساعدات الأمريكية ستوفر بعض الوقت لمعالجة النقص في القوى البشرية.

تشاسيف يار تعتمد على التوقيت

قال المسؤول إن الذخائر الأمريكية التي من المرجح أن يتم تسليمها في الأيام والأسابيع المقبلة قد تساعد أيضاً في الدفاع بشكل أفضل عن البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا التي تعرضت لأضرار بالغة في الأسابيع الأخيرة، بعد نفاد الصواريخ الاعتراضية في كييف.
وستساعد صواريخ باتريوت في الدفاع ضد الهجمات الجوية الروسية البعيدة المدى، في حين يمكن أيضاً إرسال أنظمة دفاع جوي محمولة لمساعدة القوات على طول خط المواجهة حيث تهاجم المقاتلات الروسية بشكل متزايد المواقع الأوكرانية وتسوي المباني السكنية بالأرض.
وقال لي: "من العدل أن نتساءل عما إذا كانت هذه الذخيرة ستصل في الوقت المناسب لمساعدة أوكرانيا في الاحتفاظ بتشاسيف يار"، البلدة الشرقية الاستراتيجية التي تقع على إحدى التلال الواقعة على بعد 15 كيلومتراً غرب باخموت.
ورجح سيرسكي أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر قواته بالسيطرة على تشاسيف يار قبل التاسع من مايو (أيار)، وهو اليوم الذي تحتفل فيه موسكو تقليدياً بانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية.
ولفت قادة أوكرانيون إلى أن خسارة البلدة ستمنح القوات الروسية "السيطرة النارية" على المدن الاستراتيجية القريبة وتمنحها موطئ قدم يمكّنها من شن هجمات جديدة في عمق أوكرانيا.
ورداً على سؤال يوم الأحد عن المدة التي ستستغرقها الحرب وإلى متى ينبغي أن يمول الأمريكيون الدفاع عن أوكرانيا، اعترف زيلينسكي بأن جيشه "خسر المبادرة" في الأشهر الأخيرة.
وأضاف "منذ اللحظة التي نضع فيها أيدينا على أنظمة الأسلحة هذه، حسناً، من تلك اللحظة، يمكننا التحدث عن الجدول الزمني".