قوات من حلف الناتو (أ ف ب)
قوات من حلف الناتو (أ ف ب)
الخميس 25 أبريل 2024 / 11:04

الناتو يستعرض قواته ويستعد لحرب مع روسيا

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن قيام حلف شمال الأطلسي بتدريب حوالي 90,000 من قواته في أوروبا هذا الربيع "لحرب القوة العظمى التي قد لا تأتي أبداً: صدام بين روسيا والغرب"، والتي ستؤدي حتماً لعواقب كارثية محتملة.

 
وفي إستونيا، قفز المظليون من الفرقة 82 المحمولة جواً من فورت ليبرتي، بنورث كارولاينا، من الطائرات، إلى جانب جنود من كولشيستر جاريسون في إسكس، ببريطانيا، لشن عمليات "الدخول القسري". وفي ليتوانيا، وصل الجنود الألمان كلواء متمركز خارج ألمانيا بشكل دائم لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وعلى الطريق السريع "إيه 4" في شرق ألمانيا، اندفع نقيب في الجيش الأمريكي ونظيره المقدوني نحو "سوالكي" وهو المكان الذي يتوقع العديد من مخططي الحرب أنه سيكون نقطة اشتعال لحرب الناتو مع روسيا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
 
 

رسالة الناتو لروسيا

تقول الصحيفة إن كل هذا جزء مما يفترض أن يكون استعراضاً هائلاً للقوة من قبل الناتو، وهو الأكبر منذ بداية الحرب الباردة، والذي يهدف إلى إرسال رسالة حادة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن طموحاته يجب ألا تغامر خارج أوكرانيا.
 
لكنه أيضاً بحسب الصحيفة، معاينة لما يمكن أن تبدو عليه السيناريوهات الافتتاحية لصراع القوة العظمى الحديث. فإذا ذهب الناتو وروسيا إلى الحرب، ستندفع القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إلى دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا "الجناح الشرقي" لحلف الناتو، لمحاولة منع اختراق قوة روسية إليها.
 
أما الأسئلة التي تتمحور حول كيفية انتهاء الحرب، أو كم من الناس قد يموتون، فهي قصة مختلفة، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أنه خلال الحرب العالمية الثانية قتل عشرات الملايين من الناس، أما هذه المرة، فمن الممكن أن تكون المخاطر أعلى من أي وقت مضى، خصوصاً بعدما أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال نشوب حرب نووية عدة مرات منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
 

حرب إلكترونية

ومن ناحية أخرى، يضع مسؤولو الأمن القومي خططاً للحرب الإلكترونية أيضاً، بما في ذلك كيفية الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد هجوم إلكتروني محتمل على البنية التحتية العامة.
 
لكن الحرب البرية القارية الأوروبية بدت أكثر احتمالاً منذ أن شنت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
 
وقال العقيد روبرت ماكريستال، قائد فوج الفرسان 2، الذي يوجد مقره في فيلسيك، بألمانيا، بالقرب من الحدود التشيكية: "أعتقد أن ما وجدناه هو أن قيادتنا وسيطرتنا يجب أن تكون أكثر قدرة على البقاء.. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر قدرة على الحركة وتشتيت العدو".
 
الرحلة بين ألمانيا وبولندا، التي تهدف إلى اختبار مدى سرعة وصول الناتو إلى سوالكي، استغرقت وقتاً أطول مما كان متوقعاً، وذلك لأن روسيا تمتلك الأقمار الصناعية وطائرات التجسس بدون طيار التي تحتاجها للسيطرة في ساحة المعركة.
 
وبالنظر إلى المعدات والعتاد، فبالنسبة للعين غير المدربة، بدت جميع المركبات المدرعة ذات اللون الأخضر العسكري كما لو كانت تمتلك نفس مجموعة البنادق والمعدات التكتيكية. لكنها فعلياً مختلفة من ناحية الرشاشات التي علقت عليها وغيرها من الأسلحة التي تستخدمها.
 
 

سوالكي.. الخطوة الأولى

 
ويعتقد مسؤولون عسكريون غربيون أن منطقة سوالكي ستكون على الأرجح أول منطقة تحاول موسكو الاستيلاء عليها. ويمكن للقوات الروسية في كالينينغراد، بمساعدة روسيا البيضاء (بيلاروسيا) حليفة روسيا، التحرك، وعزل دول البلطيق إذا نجحت.
 
لذلك أقام الناتو تمريناً بالذخيرة الحية في منطقة تدريب بالقرب من سوالكي، حيث انضم 1800 جندي من سلاح الفرسان 2 إلى 2600 جندي من تسع دول أخرى لتأسيس ما سماه الجيش "الوجود الأمامي المعزز" لحماية الجناح الشرقي لحلف الناتو.
 
وفجرت القوات أهدافاً منبثقة واستولت على الأراضي، بينما قامت مروحيات أباتشي الأمريكية بتمريرات وأطلقت نيران تغطية، فيما قامت الطائرات المقاتلة البولندية إف-16 والإيطالية إف-35 بضربات جوية من ارتفاع أعلى.
 
وقال الكولونيل مارتن أودونيل المتحدث باسم الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا إن قدرة الناتو على "الجمع بين هذه الوحدات التي تبدو متباينة من دول مختلفة لإجراء شيء معقد للغاية هو ما يميزنا".