عناصر من الشرطة الفرنسية في محيط إحدى الجامعات (رويترز)
عناصر من الشرطة الفرنسية في محيط إحدى الجامعات (رويترز)
الخميس 25 أبريل 2024 / 14:08

قادة مؤسسات التعليم العالي الفرنسية يُطالبون بعدم استخدام الجامعات لأغراض سياسية

وسط تصاعد الجدل والتوتر في الجامعات الفرنسية على غرار نظيرتها الأمريكية، وجّه نحو 70 من قادة مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا نداءً عبر منصّات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للدفاع عن استقلالية الجامعات كمعاقل ديمقراطية راسخة، مؤكدين أنّ إبقاء الحوار حيّاً يتطلب حمايته من أيّ أغراض سياسية.

أخلت الشرطة الفرنسية بالقوة معهد العلوم السياسية في باريس بعد مسيرة مؤيدة للقضية الفلسطينية

وبات لا يكاد يمرّ يوم في فرنسا دون حدوث جدل سياسي واسع، فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني، حيث يتم تبادل الاتهامات للجامعات بالتساهل، وأحياناً على العكس بفرض الرقابة، بينما تتعالى أصوات الغالبية العظمى من الطلبة الجامعيين في فرنسا مُطالبين بوقف إطلاق النار في غزة.

وتُحاول الجامعات الفرنسية التي يدرس فيها مئات الآلاف من الفرنسيين والأوروبيين والأجانب، أن تظلّ مكاناً للنقاش والحوار بعيداً عن أجواء التوتر والعنف، حيث تكاد أوضاع الشرق الأوسط المأساوية لا تستثني أيّ مؤسسة جامعية في فرنسا في ظلّ مُناخ قلق من الكراهية بين مؤيدي كل طرف.

تحذير من العقوبات

وبينما ينفي مدراء الجامعات عدم اتخاذ ما يلزم لضمان عدم مُعاداة السامية، حذّر رؤساء مؤسسات التعليم العالي من أنّ ذلك يُعتبر جريمة، وأنّ لديهم عدّة أدوات تحت تصرفهم لا يتوانون في استخدامها، وهي إبلاغ النائب العام بموجب الفصل 40 من قانون الإجراءات الجزائية لتقديم شكوى، فضلاً عن اللجوء إلى التدابير التأديبية الداخلية للمؤسسات الجامعية.

وجاء في البيان المُشترك لقادة مؤسسات التعليم العالي، إنّه "وعلى عكس ما يقوله البعض من مسؤولي الجامعات، والذين تبدو معرفتهم بالشؤون الإدارية محدودة للغاية، والذين يجب عليهم هم أنفسهم إبلاغ النيابة العامة بالملفات التي يزعمون أنها بحوزتهم، فإنّ رؤساء الجامعات لا يتسامحون مُطلقاً مع العنف والتمييز مهما كانت طبيعته".

وتابع البيان، إنّه وفيما يتعلق بالرقابة المزعومة من قبل مدراء الجامعات، فإنّ الاتهامات الكاذبة تأتي بنفس القدر من الخطورة "إنّهم يتصفون باليأس عندما تتم مقارنة الرئيس بالمُتعاون مع النظام النازي. ومن الواضح أنّ الجدل هو مُلك مجتمعاتنا اليوم، وأن الأماكن والسياقات المخصصة للمناقشة المُستنيرة أصبحت نادرة على نحو متزايد".

تهديد للديموقراطية

واختتم رؤساء مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا بيانهم، بالقول إنّ هذا التطور الكارثي، الذي يبدو للأسف أن ديناميكياته تزداد سوءاً، يُثير قلقاً كبيراً بشأن الديمقراطية لأنّ الجدل المُتناقض يُشكّل في جوهره أحد أسسها. ومع ذلك، فإن الجامعة، التي تستضيف الآلاف من المؤتمرات العامة والندوات العلمية كل عام، هي واحدة من المؤسسات الفرنسية الوحيدة التي تُقدّم مثل هذا الإطار للحوارات والمناقشات".

يُشار إلى أنّه، وفي أحدث تطوّر من نوعه، أخلت الشرطة الفرنسية بالقوة مساء أمس الأربعاء 24 أبريل(نيسان) معهد العلوم السياسية في باريس بعد مسيرة مؤيدة للقضية الفلسطينية، حيث احتل المدرج الخارجي للحرم الجامعي نحو 60 طالباً وطالبة كانوا يقومون بحملات لصالح سكان غزة مُطالبين بإنهاء القمع ضدّهم، مما ساهم في خلق مناخ قوي من التوتر بين الطلاب والمدرسين والموظفين في المعهد الذي يُعتبر أحد أهم مؤسسات التعليم العالي الفرنسية، وتخرّج منه العديد من الرؤساء والوزراء والبرلمانيين والسياسيين.