مسؤول "حماس" في غزة يحيى السنوار.
مسؤول "حماس" في غزة يحيى السنوار.
الخميس 25 أبريل 2024 / 17:36

غضب أهل غزة على حماس يتصاعد

يتزايد غضب فلسطينيي غزة ضد حماس، متهمين الحركة المسلحة بالفشل في توقع الانتقام الشرس لإسرائيل على هجومها الذي شنته في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والذي أشعل شرارة الحرب المدمرة التي استمرت 6 أشهر.

المزيد من الناس يشعرون أن الحركة تتحمل بعض المسؤولية عن الألم

وتحكم حركة حماس غزة بقبضة محكمة، ولكن صحيفة "فايننشال تايمز" تقول إنه في الوقت الذي أدى فيه الهجوم الإسرائيلي إلى تحويل القطاع إلى أنقاض، وقتل عشرات الآلاف وجعل السكان على حافة المجاعة، بدأ السكان مثل نسيم – وهو موظف حكومي متقاعد – في التحدث علناً ضد الجماعة الإسلامية.
وقال نسيم لصحيفة "فايننشال تايمز" من مدينة رفح الجنوبية، التي تعج بالعائلات النازحة داخلياً من جميع أنحاء القطاع الممزق: "كان ينبغي عليهم توقع رد فعل إسرائيل والتفكير في ما سيحدث لـ2.3 مليون من سكان غزة الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه... كان ينبغي عليهم (حماس) أن يقتصروا على الأهداف العسكرية".
وذهب محمد، وهو مواطن آخر من غزة، إلى أبعد من ذلك بإلقاء اللوم المباشر على يحيى السنوار – زعيم حماس في غزة والعقل المدبر لأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في الدمار الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي في القطاع.
وقال محمد: "أدعو الله كل يوم أن يعاقب من أوصلنا إلى هذا الوضع...أصلي كل يوم من أجل وفاة السنوار". 

وكانت حماس تحكم مجتمعاً منقسماً في غزة حتى قبل الحرب، مع وجود قاعدة انتخابية كبيرة لا تزال تدعم منافستها فتح، التي طردتها من القطاع في عام 2007. ومنذ ذلك الحين، فرضت سيطرة قوية على غزة وسكانها، واعتقلت المعارضين ولم تسمح بمساحة كبيرة للمعارضة.

وأدى الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007 إلى خنق اقتصاد القطاع، مما جعل معظم سكان غزة يعتمدون على المساعدات.
وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر ، أعرب البعض في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي الأوسع عن دعمهم للغارة التي شنتها حماس عبر الحدود على إسرائيل باعتبارها ضربة لقوة الاحتلال، وقتل نحو 1200 شخص في الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.

استطلاعات

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في نوفمبر (تشرين الثاني) أن شعبية حماس في غزة والضفة الغربية المحتلة زادت عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر.

وفي غزة، ارتفع الدعم من 38%  إلى 43%، وفي الضفة الغربية من 12% إلى 44%.
ولكن بحلول شهر مارس(آذار)، انخفض هذا الدعم مرة أخرى بسبب ضراوة الانتقام الإسرائيلي وحجم الدمار والخسائر في الأرواح في غزة، وفقاً لدراسة أجرتها نفس المجموعة البحثية. 

وقال خليل الشقاقي، مدير المركز، إن تأييد حماس انخفض بنحو الربع ليصل إلى 34%، بحسب استطلاع للرأي أجري خلال الأسبوع الأول من شهر مارس(آذار). كما فقدت الحركة شعبيتها في الضفة الغربية، حيث انخفض الدعم من 44% إلى 35%.
وقال الشقاقي: "ليس هناك شك في أن الدعم لحماس يتراجع في غزة لأن المزيد  من الناس يشعرون أن  الحركة تتحمل بعض المسؤولية عن الألم الذي يعانون منه".

أراض قاحلة

وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية المحلية. وقد نزحت الغالبية العظمى من السكان، وأحياناً عدة مرات. وقُتلت عائلات بأكملها وتحولت مساحات من القطاع إلى أراضٍ قاحلة غير صالحة للسكن.
وتنتشر المجاعة والمرض في المنطقة، حيث تحد القيود الإسرائيلية بشدة من دخول الإمدادات الإنسانية، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

وحذر برنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع من أن غزة قد تدخل رسمياً في حالة مجاعة خلال 6 أسابيع.