طلاب يتظاهرون في جامعة كولومبيا
طلاب يتظاهرون في جامعة كولومبيا
الثلاثاء 30 أبريل 2024 / 13:31

العنف ضد الطلاب ينذر باحتجاج مناهض للحرب في أمريكا

يتظاهر طلاب الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 مع اعتصامات وتجمعات ومسيرات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وبوقف استثمار جامعاتهم في إسرائيل.

حاولوا دفننا، لكنهم لم يعلموا أننا بذور

وبينما أدى بعض هذه التظاهرات إلى نزاع ساخن حول السياسة الخارجية، بما فيه الشهادات السيئة أمام الكونغرس لرؤساء الجامعات، فإن اعتقال أكثر من مئة طالب في جامعة كولومبيا هذا الأسبوع، أعاد تنشيط الحركة الطلابية وها هي تنتشر الآن في كل مكان.
وتقول جوان دونوفان، وهي عالمة مختصة بالحركات الاجتماعية، في مقال بصحيفة "غارديان" إن هذه الحركات تختار وتغير تكتيكاتها كي تتلقى استجابة من خصومها.

وفي غضون الأسابيع القليلة المقبلة، ستنتشر العشرات من مخيمات الاعتصام لأن الناشطين وجدوا تكتيكاً يلفت انتباه الإدارة في توقيت حساس، خلال الامتحانات النهائية والتخرج. 

وعام 2011، كانت دونوفان من منظمي حركة "احتلوا لوس أنجليس"، وكتبت أطروحتها حول انتشار شبكة الحركات الاجتماعية.

وكان نمو حركة "احتلوا" مدعوماً بوسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت آنذاك تكنولوجيا ناشئة تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب مع اختراع الهاتف الذكي القادر على استخدام التطبيقات وبث الفيديو.
وتعمد وسائل الإعلام إلى تعبئة التحركات، لذا فإن تغطية قمع الشرطة للاحتجاجات السلمية غالباً ما تجعل الاحتجاجات أكبر، وفي بعض الأحيان، قد يتحول الاحتجاج نفسه ليصبح القضية المركزية.
وبالنسبة للمتظاهرين المناهضين للحرب اليوم، فإن في حوزتهم كل البنى التحتية التي يحتاجونها لبث سردية حول معتقداتهم مباشرة إلى العالم، وعلى المستوى الفردي، فقد تدربوا على هذه اللحظة لسنوات من خلال الاعتياد على استخدام هواتفهم كأدوات سياسية.
وفي حين ألهمت حركة "احتلوا" والتقدم التكنولوجي الصحافيين الجدد لنشر الكثير من المحتوى الخام وغير المراقب عام 2011، فقد ولد خلالها الجيل "زد"، وهذا الجيل هو أكثر ذكاءً على الصعيد الرقمي من أي مجموعة من قبل، وفي كثير من النواحي، يتمتع شباب اليوم ببنية تحتية جاهزة لإحكام السيطرة على المؤسسات، ولكن المفتاح يكمن في قدرة الطلاب على مواصلة الضغط لضمان تحقيق أهدافهم.

ومن النفاق أن تكون الجامعات معقلاً للمعرفة، وفي الوقت نفسه تعمل حارساً على حرية السؤال، وهذه الجامعات لن تكشف عن علاقات معينة مع الجهات المانحة، بما في ذلك الشركات والحكومات. 

ويكافح الطلاب المحتجون اليوم لإيجاد تكتيك قادر على تصعيد مظلوميتهم إلى المستويات العليا في الادارة، حيث لا يكون لدى الطلاب ــ بل حتى لدى أغلب الموظفين وأعضاء هيئة التدريس ــ أي فكرة عما يدور في كثير من الأحيان.

والأهم من ذلك، أن الطلاب اختاروا وقتاً حرجاً، حيث لا يريد المسؤولون قدر الإمكان رؤية أي مشاكل مع اقتراب موعد التخرج.

وفي حين تنتهي كل التكتيكات في نهاية المطاف عندما يتعلم الخصوم كيفية مواجهة تحركات المتظاهرين، فإن الطلاب المتظاهرين يمتلكون اليد العليا الآن.

وإذا تمكن الطلاب من إيجاد طريقة لبناء الزخم طوال أشهر الصيف، فمن المحتمل أن تكون هذه المشكلة عاملاً رئيسياً في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

وينبغي أن تكون النتائج في جامعة كولومبيا مفيدة للجامعات الأخرى التي تواجه احتجاجات مماثلة، حيث يؤدي قمع الطلاب وتعليق انتسابهم إلى الجامعات، إلى احتجاجات أكثر استدامة ومشاركة أوسع. وينضم المزيد من الطلاب، ولو للمشاهدة فقط.

ومن خلال تعليق انتساب هذا العدد الكبير من الطلاب، لم يعد لدى هؤلاء ما يمنعهم من تنظيم صفوفهم ولفت الانتباه إلى المخيمات التي ظهرت في أنحاء الولايات المتحدة.
وتخلص الكاتبة إلى أن هناك بعض الحقيقة في شعار الاحتجاج الشعبي "لقد حاولوا دفننا، لكنهم لم يعلموا أننا بذور".