الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الأحد 5 مايو 2024 / 13:25

بايدن يراهن على الوسطيين لتجاوز فخ احتجاجات الجامعات قبل الانتخابات

انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الديمقراطي الوسطي، الذي هزم عدداً من المنافسين الأكثر تقدمية، في الانتخابات التمهيدية في 2020، الاحتجاجات في الجامعات التي انتشرت في البلاد، قائلاً إنه لن يغير سياساته من حرب إسرائيل في غزة، ولن يحمي الاحتجاجات عندما تتحول إلى العنف.

رؤية البلاد تغرق في الفوضى يمكن أن تدفع شريحة واسعة من الأمريكيين إلى تغيير رأيهم.

وكتب أليكس غانغيتانو في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن هذه الكلمات كانت محسوبة. وقال بايدن إن للناس الحق في الاحتجاج، ولمح إلى غضبع على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكنها كانت إشارة واضحة إلى أن يعتقد أن الطبقة الواسعة من الوسطيين في البلاد تقف وراء نهجه مع الاحتجاجات، ولو وصفه الجمهوريين بعاجز، وفعل القليل لكبح الاحتجاجات المثيرة للانقسام.
فهل تنجح هذه المقاربة؟ ذلك أمر آخر.

أعاد التوتر الوطني أصداء 1968، عندما هُزم نائب الرئيس الديمقراطي هوبرت همفري أمام مرشح جمهوري ريتشارد نيكسون، كان يدعو إلى تطبيق القانون والنظام لإخماد الصدامات التي اندلعت احتجاجاً على حرب فيتنام.
ويلفت الكاتب إلى أن التقدميين الغاضبين من الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل وسط حمام الدم في غزة، غير مسرورين من بايدن، ربما لقوله إن الاحتجاجات لن تغير سياساته.

ساندرز

لكن الديمقراطيين، وبينهم تقدميون، أعربوا عن دعمهم لمقاربة بايدن عقب تصريحاته الثلاثاء. وقال السناتور بيرني ساندرز الذي صوت ضد المساعدات العسكرية لإسرائيل لشبكة سي إن إن الأمريكية عن بايدن: "إنه محق تماماًK لا نريد احتجاجات عنيفة، ولن نتسامح مع معاداة السامية، والإسلاموفوبيا والهوموفوبيا، ولا مع أي نوع من أنواع التعصب".
وفي الوقت نفسه، حذر ساندرز بايدن، ملمحاً إلى 1968 قائلاً إن الاحتجاجات قد تكون حرب فيتنام بايدن. ودعا الرئيس إلى تغيير المسار وإعادة النظر في سياسته في الشرق الأوسط. وقال: "آمل بشدة أنه من وجهة نظر سياسية ومن وجهة نظر أخلاقية، أن يتوقف الرئيس عن منح نتانياهو شيكاً على بياض، وآمل أن يفهم أن من وجهة نظر سياسية، فإن هذا لم يكن مفيداً. بل على العكس تماماً".

وكتبت النائب باميلا جيابال على إكس، دون ذكر تصريحات الرئيس "كل قادتنا يجب أن يخفضوا التصعيد، وأن يدعموا الاحتجاجات غير العنيفة وحرية التعبير، وأن ينددوا بالعنف والكراهية من كل نوع". لكن بعض التقدميين اتخذوا موقفاً آخر.

مخاطر 

ويرى الكاتب أن المخاطر مرتفعة على بايدن، على أبواب الانتخابات ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي يتوقع أن يكون الفارق فيها ضئيلاً جداً.
ومن غير الواضح إذا كان بايدن قادراً على الاعتماد على الناخبين التقدميين، والشباب في دعمه، حتى في انتخابات ضد ترامب.
وقال المسؤول السابق في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إيفان زابين، إن نهج بايدن مع الاحتجاجات، يجب أن يُفهم في سياق أنه في الوقت الذي يمكن أن يخسر بعض الأصوات بسبب تعليقاته، فإن هناك احتمالاً أن يكسب أكثر بسبب ما قاله.
وأضاف "الانتخابات هي لعبة أرقام، وفي سيناريو مثل هذا، يمكن أن يخسر صوتين في مكان ما، وأن يربح ثلاثة في مكان آخر".
وشأنه شأن ديمقراطيين آخرين، يقول زابين إن "من المبكر التكهن بتأثير الاحتجاجات ورد فعل بايدن على انتخابات نوفمبر".
ولطالما عول بايدن أثناء رئاسته على الناخبين الأكثر اعتدالاً، والذين يقول البعض، إنهم يمكن أن يغيروا رأيهم بسبب الاحتجاجات.
وقال مسؤول سابق في حملة بايدن في 2020 إن "رؤية البلاد تغرق في الفوضى يمكن أن تدفع شريحة واسعة من الأمريكيين إلى تغيير رأيهم".
وترامب، بدوره، يحاول أن يصور بايدن جزء اًمن اليقظة الفوضوية، أو أنه ضعيف جداً ليواجهها. في هذا السياق، فإن تعليقات بايدنرد على حملة ترامب والجمهوريين.
ومن المرجح أن تقتصر المعركة بين بايدن وترامب على سبع ولايات حاسمة، حيث يمكن لشريحة صغيرة من الناخبين، أن تشكل الفارق.
ودافع بعض الديمقراطيين عن مقاربة بايدن بوصفها طريقة لتمييز نفسه عن ترامب، الذي يقول بايدن إنه سيعيد البلاد إلى الفوضى.