دبابة إسرائيلية في غزة (أرشيف)
دبابة إسرائيلية في غزة (أرشيف)
الأحد 5 مايو 2024 / 12:53

عواقب وخيمة تهدد إسرائيل.. إذا هاجمت رفح

تمضي إسرائيل في خططها للهجوم على رفح في جنوب قطاع غزة، متجاهلة تحذيرات حلفائها قبل خصومها، غير مدركة لخطورة العملية، وتبعاتها، ومآلاتها.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الهجوم الوشيك، قد يكون الأكثر خطورة، إذ يتطلب من الجيش الإسرائيلي حذراً كبيراً من حماس، خوفاً من تأجيج الغضب الدولي المتصاعد ضد إسرائيل، والإضرار بالعلاقات بين الدولة العبرية وحليفتها الأبرز، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب، ارتكاب أخطاء قد تتسبب في مقتل رهائن إسرائيليين يعتقد أنهم محتجزون في رفح.

مكاسب ومخاوف

ويرى المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب تامير هايمان، فوائد عديدة من دخول رفح، أولاها تدمير كتائب حماس، باستهداف أنفاقها المتاخمة للحدود المصرية، وحرمانها من تهريب الأسلحة.

ويؤكد أيضاً أن رفض دخول رفح، من شأنه أن يعطي فرصة لحماس، لاستعادة توازنها، وبناء قدراتها العسكرية من جديد، بما يمكنها من تشكيل تهديد أكبر على إسرائيل، والإقدام في المستقبل على هجوم مشابه لـ"7 أكتوبر(تشرين الأول).

ومع ذلك، لا يعتقد هايمان أن "الفوائد التكتيكية لهجوم رفح، ستفوق التكاليف، في وجود فرصة لتطبيع العلاقات مع السعودية وبناء شراكة إقليمية يمكن أن تكون بمثابة ثقل موازن لإيران".
ويؤكد هايمان، أن "الفوائد قليلة للغاية، خاصة إذا قورنت بالآثار السلبية".

مفاوضات حاسمة 

وتقول الصحيفة إن مسألة الهجوم على رفح تزيد حدة مع دخول مفاوضات الهدنة، مرحلة حاسمة، بضغط شديد من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق. وأكد وسطاء عرب أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، أرسل رسالة مفادها أن الاقتراح الحالي هو الأقرب حتى الآن لمطالب الحركة، لكنه أثار عدداً من التحذيرات.

 وسواء أمكن التوصل لاتفاق أم لا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو متمسك باجتياح رفح، لإراكه  أن التخلي عنه سيكلفه منصبه، ويحرمه من تحقيق النصر الكامل الذي وعد به عند اندلاع الحرب على غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ووفق الصحيفة، فإن دخول رفح، يضمن لنتانياهو تحقيق هدف إسرائيل الكامل من الحرب، أي تدمير حماس، وبالتالي، كسب أي انتخابات تأتي مباشرة بعد آخر يوم قتال، لكن، وفي نفس الوقت، سيدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ثمناً سياسياً باهظاً، في ظل تراجع التعاطف الدولي مع إسرائيل، بعد قتلها أكثر من 34 ألف فلسطيني على مدار  7 أشهر.  

عقوبات وحرمان 

ومن العواقب الأخرى المحتملة للهجوم دون الالتزام بشروط الولايات المتحدة، فرض واشنطن عقوبات على إسرائيل، تحرمها من المساعدات العسكرية لأول مرة، أو تخليها عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن، عند التصويت على أي قرارات تهم إسرائيل.
ويضع الهجوم أيضاً، العلاقات بين مصر وإسرائيل على المحك، ويعرض اتفاق السلام بين البلدين منذ 1979، لخطر شديد،  فرفح ملاصقة للحدود المصرية، وممر فيلاديلفيا، وأي معارك هناك، ستكون على مقربة من الجيش المصري على الجهة المقابلة من الحدود. 

وفي غياب ملاذ  آمن يقصده النازحون في رفح، فإن سيناء المصرية المجاورة ستكون وجهتهم الأولى، إذ بدأ الهجوم، واشتد القتال، وهو خيار ترفضه مصر بشدة، وسبق أن حذرت منه ومن تبعاته على القضية الفلسطينية، وعلى اتفاق السلام مع تل أبيب.

عزلة ونبذ

سيؤدي الهجوم المحتمل، إلى مجازر إضافية، تعمق مأساة الفلسطينيين، وتحوّل إسرائيل إلى دولة معزولة منبوذة، تطارد المحكمة الجنائية الدولية قادتها بسبب ارتكابهم جرائم حرب. 
وقال حسين إبيش، الباحث البارز المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "لقد انتهى العالم من الأعداد الكبيرة من القتلى الفلسطينيين"، وأضاف "إسرائيل ليس لديها مجال للتحرك".
وعلى الناحية العسكرية، فالمهمة معقدة، بحكم اكتظاظ رفح واستيعابها أعداداً من الفلسطينيين تفوق طاقتها، إلى جانب امتلاك حماس 4 كتائب في المدينة الصغيرة، وآلاف المقاتلين الذين فروا من الشمال، ومترو أنفاق واسعاً ومتجذراً في جوف رمالها. 

ويوضح آرون ديفيد ميلر، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "رفح صورة مصغرة لكل تحدٍّ وكل خطر وكل تعقيد في هذه الحرب، على إسرائيل أن تفكر ملياً فيما ستخاطر به، من أجل ما ستكسبه".