طلاب في واشتطن يحتجون على العنف في غزة (أرشيف)
طلاب في واشتطن يحتجون على العنف في غزة (أرشيف)
الإثنين 6 مايو 2024 / 11:35

لماذا انتفضت الجامعات الأمريكية ضد ما يجري في غزة؟

قارن وزير العمل الأمريكي السابق روبرت ريتش، الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة، مع التي جرت في الستينات، فقال إنه أمضى الأسابيع الأخيرة محاولاً العثور على الأسباب التي تجعل الجامعات تتحرك.

لمس لدى الطلاب شعوراً عميقاً وحساً ملتزماً بأن ما يجري في غزة هو خطأ أخلاقي.

وأفاد الكاتب في مقابه مع صواحد: غضب أخلاقي حيال قتل عشرات الآلاف من الأشخاص الأبرياء-معظمهم نساء وأطفال- في غزة.حيفة "غارديان" أن الخلاصة التي خرج بها بعد لقائه طلاب وأساتذة في الجامعات المنتفضة هي أنه بينما حركات الاحتجاج تحفزها في كثيرٍ من الأحيان دوافع مختلفة وتجذب شرائح  تحمل مجموعة واسعة من الدوافع، فإن هذه الاحتجاجات تتركز على أمر وحيد، هو الغضب الأخلاقي لقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، معظمهم نساء وأطفال، في غزة.

وأكد أن تفسير هذه الاحتجاجات بأي شيء آخر ، أي معادية للسامية، أو للصهيونية أو لأمريكا أو مؤيدة للفلسطينيين، يعني إغفال جوهر ما يحدث ولماذا يحدث.

الرد على حماس

معظم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تحدث معهم وجدوا هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بغيضاً. كما يرون أن الحكومة الإسرائيلية الحالية مفلسة أخلاقياً، لأن ردها على هجوم حماس، كان غير متناسب.


يصب بعض المتظاهرين غضبهم على إسرائيل، والبعض الآخر على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو، والبعض الآخر على الرئيس الأمريكي جو بايدن، لفشله في الوقوف في وجه نتانياهو، ولإعطائه إسرائيل أسلحة إضافية، وما يعتبرونه رد فعل بايدن المتعجرف على الاحتجاجات.
ومثل أي حركة احتجاج، اجتذبت هذه التحركات عدداً قليلاً من الذين يققفوت على الهامش. وأضاف الكاتب "سمعت تقارير متفرقة عن معاداة السامية، رغم أني لم أشهد أو أسمع أي شيء يمكن اعتباره معاداة للسامية. في الواقع، هناك عدد كبير من المتظاهرين اليهود".

غير دقيق

وأضاف أن  وصف المحتجين بـ "مؤيدبن لفلسطين" غير دقيق. فمعظمهم لا يدعم فلسطين، لأنهم لا يعرفون ما يكفي عن تاريخ إسرائيل وفلسطين لإصدار أحكام أخلاقية.

وأكد أنه لمس لدى الطلاب شعوراً عميقاً وحساً ملتزماً بأن ما يجري في غزة هو خطأ أخلاقي، وأن الولايات المتحدة مشاركة في هذا الفجور.
ونقل عن كثيرين أنهم يخططون للامتناع عن التصويت في الانتخابات المقبلة في نوفمبر( تشرين الثاني) وهذا خطر واضح على حملة إعادة انتخاب بايدن، ويزيد  احتمالات وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة.
وأضاف الكاتب "عندما قلت لهم إن رفض التصويت لبايدن يعني فعلياً التصويت لترامب، أجابوا بأنهم لا يستطيعون بضمير حي التصويت لأي من المرشحين".
واستعاد التظاهرات المناهضة لحرب فيتنام التي شارك فيها قبل 55 عاماً. وقال: "روعتنا المذبحة غير الضرورية في فيتنام.  كنت غاضباً لأن العالم الأول، الأبيض والغني، كان يقتل الناس عشوائياً في العالم الثالث، ومعظمهم من غير البيض وفقراء. ولأني أمريكياً، شعرت أني متواطئ من الناحية الأخلاقية.شعرت بالغضب من مديري الجامعة الذين استدعوا الشرطة لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع، وبنادق الصعق، والاعتقالات الجماعية. وصب الرد الزيت على النار".
وأصبحت الحركة المناهضة لحرب فيتنام مادة للسياسيين اليمينيين مثل ريتشارد نيكسون، الذين يطالبون بتطبيق "القانون والنظام". كما أثار المشهد رعب العديدين من الطبقة العاملة من خارج الجامعات، الذين رأوا  الطلاب مدللين وأنانيين ومناهضين لأمريكا وغير وطنيين.

تظاهرات 1968

وتذكر  التظاهرات المناهضة للحرب في المؤتمر الديمقراطي في 1968 في شيكاغو، ووحشية شرطتها والحرس الوطني في إيلينوي،  التي وصفتها "اللجنة الوطنية لأسباب العنف ومنعه" في ما بعد، بـ "أعمال شغب بوليسية".
وأمضى أشهراً بعمل لدعم المرشح الرئاسي المناهض للحرب إيوجين ماكارثي. لكن المؤتمر الديمقراطي سمى هوبرت همفري. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1968، انتخبت أمريكا ريتشارد نيكسون رئيساً.
والأخطاء التي ارتكبت في وقت ما لها طريقة غريبة في الظهور مجدداً بعد جيلين، مع تلاشي الذكريات.