تنظيم "حزب الله" اللبناني. (أرشيف)
تنظيم "حزب الله" اللبناني. (أرشيف)
الثلاثاء 4 يونيو 2024 / 17:29

اقتراح إسرائيلي لمواجهة "حزب الله"

رأى الجنرال الإسرائيلي عميت ياغور أن حل معضلة تنظيم "حزب الله" اللبناني ليس ممكناً إلا من الحوار المباشر مع الدولة اللبنانية والجمهور اللبناني، وليس من خلال الأهداف العسكرية المتعلقة بالتنظيم.

 وقال  في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان "الحل ضد حزب الله: على إسرائيل أن تبدأ تحصيل ثمن من لبنان.. وليس عسكرياً"، أن إسرائيل اعتمدت استراتيجية "الاستيعاب والاحتواء" في مواجهة حزب الله بالساحة الشمالية في إسرائيل، وأقامت خطوطاً دفاعية كثيفة في تلك المنطقة بعد إخلاء السكان، متسائلاً: "ماذا يعني استهداف كبار عناصر حزب الله وآخرين بإطلاق النار على مصادر  الهجمات على إسرائيل وتدميرها، وإلحاق أضرار بالبنى التحتية المركزية لحزب الله في لبنان؟"
وأضاف ياغور أن استراتيجية حزب الله ناجحة على ما يبدو في تدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية بشكل متقطع في المنطقة الحدودية مع أقل عدد من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تقوم إسرائيل فيه بشكل متقطع بتدمير بنيته التحتية واستهداف أنشطة التنظيم. 

استراتيجية حزب الله

وتساءل الكاتب "ماذا سيحدث عندما تخفف إيران زمام الأمور وتسمح لحزب الله بتغيير الاستراتيجية، عندما يصبح تدمير البنية التحتية المدنية على الحدود الشمالية ممنهجاً وعدوانياً بطريقة لا تسمح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم، وعندما يخترق حزب الله الحدود الجغرافية ويضع المزيد من المناطق في مرمى النيران، وبالتالي ينتهك روتين حياة السكان الذين لم يتم إجلاؤهم من منازلهم ويزيد من خطر إصابة المواطنين الإسرائيليين".
وأكد الكاتب أن هذا يحدث الآن، وقرر حزب الله تغيير استراتيجيته "على ما يبدو بإذن إيراني"، مشيراً إلى أن السبب لا يهمه، ولكن السؤال الذي يستحق أن يطرح هو "لماذا لم تغير إسرائيل استراتيجيتها حتى الآن؟، وما هي الاستراتيجية التي يتعين عليها صياغتها في مواجهة استراتيجية حزب الله الجديدة؟"، لافتاً إلى أنه في الوقت الحالي، يتصرف حزب الله بعدوانية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في إسرائيل، في حين تستهدف إسرائيل عناصر التنظيم والأهداف العسكرية فقط، معلقاً: "هاتان لغتان مختلفتان تتحدث كل منهما في مساحة مختلفة".

استراتيجية جديدة

وأضاف أنه على إسرائيل في ظل هذا الوضع أن تبني استراتيجية جديدة في الساحة الشمالية تخاطب فيها إسرائيل بشكل مباشر مع الدولة اللبنانية، وسيكون خطاباً عسكرياً مدنياً لن يتم استخدام النار فيه، ويكشف الدولة ذات السيادة التي يختبئ حزب الله وراءها، ولتحقيق ذلك ستأخذ إسرائيل خطوات للبدء في تحصيل ثمن عام ودولي من لبنان. 

تعطيل الروتين المدني

الخطوة الأولى التي تحدث عنها الكاتب تتعلق بتعطيل الروتين المدني في لبنان، ولكن ليس بالنيران، بهدف تذكير اللبنانيين بأن حزب الله يجر لبنان إلى حرب غير مرغوب فيها، وتشمل تلك الخطوة تعطيل حركة الطيران المدني وحركة السفن والتجارة البحرية إلى لبنان، على أن يكون هناك طيران منخفض في كافة مناطق البلاد عدا المنطقة الجنوبية.

أما الخطوة الثانية فتتعلق بالجانب الدبلوماسي عن طريق إلغاء اتفاقيات الغاز أو تعليقها إلى أجل غير معلوم، وربما أيضاً التهديد بإلغاء اتفاقيات 1701 من جانب واحد.

شكاوى للأمم المتحدة

وأوضح الكاتب أن الخطوة الثالثة تتعلق بالجانب القانوني، وتتمثل في تقديم شكاوى رسمية إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي من قبل سكان الشمال ضد دولة لبنان بسبب إطلاق النار من أراضيها عليهم بدون سبب. 

حملة اقتصادية

ونصح الكاتب بأن تشن إسرائيل حملة اقتصادية – قانونية على الدول التي تتبرع للبنان، وذلك بهدف وقف التبرعات أو على الأقل تجميدها لحين توقف إطلاق النار.

تحرك عسكري

أما الخطوة الأخيرة فهي خطوة عسكرية، وهي الوحيدة التي يتم فيها إطلاق النيران على نطاق واسع وعدواني في كل مكان بلبنان تطلق منه النيران على إسرائيل، موضحاً أن كل تلك الخطوات ستجعل الخطاب العام في لبنان يتطور، ويحد من أنشطة حزب الله ويزيد من حدة الصراع الداخلي إلى حد كبير.