حرائق في شمال إسرائيل بعد قصف من حزب الله (أرشيف)
حرائق في شمال إسرائيل بعد قصف من حزب الله (أرشيف)
الأربعاء 5 يونيو 2024 / 19:06

السيناريو المتوقع لهجوم حزب الله على إسرائيل

رغم تصاعد الحرب ضد تنظيم "حزب الله" اللبناني، فإن ما يحدث بحسب صحيفة "معاريف" ليس إلا جزءاً من سيناريو الحرب الشاملة معه، ونقلت عن الباحث تال باري رئيس قسم الأبحاث في مركز علما لدراسة التحديات الأمنية في شمال إسرائيل، كيف ستبدو هذه الحرب مع التنظيم.

ووفقاً لمعاريف، يقدر باري أنه حال اندلاع حرب شاملة، فإن العمق الإسرائيلي سوف يواجه قدراً من النيران لم يعرفه من قبل، حتى في حرب لبنان الثانية عام 2006، موضحاً أن القوة النارية الرئيسية لدى حزب الله هي "الصواريخ والقذائف"، التي تغطي كامل إسرائيل بقدرة إطلاق نار دقيقة.


صواريخ قصيرة المدى

ويقول الباحث الإسرائيلي، إن المنطقة التي ستتعرض بشكل كبير للنيران، هي كامل المنطقة الشمالية حتى خط حيفا، ولاستهدافها سيتم استخدام صواريخ قصيرة المدى بمختلف أنواعها، وبالتالي، في الأسبوع الأول أو الأسبوعين الأولين من الحرب، سيكون من المستحيل تقريباً أن تعيش تلك المنطقة حياة طبيعية.


ترسانة حزب الله

وبحسب تقديرات معهد الأبحاث الإسرائيلي، يمتلك حزب الله 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 80 كلم، و5 آلاف صاروخ وقذيفة يصل مداها إلى (80: 200) كيلومتراً، و5 آلاف صاروخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر أو أكثر، و2500 طائرة بدون طيار، ومئات الصواريخ المتطورة مثل الصواريخ المضادة للطائرات أو صواريخ من طراز كروز، وتشير التقديرات إلى أن حزب الله سيرسل عدة آلاف منها إلى إسرائيل يومياً.
ورأى الباحث أن حزب الله سيركز هجومه على "غوش داش" التي تُعد ذات قيمة كبيرة، لذلك ستكون هدفاً للتنظيم اللبناني باستخدام الصواريخ الدقيقة ومعظمها باليستية، لأنها سُتحقق له "صورة النصر"، ومن ضمن تلك الصواريخ "فاتح 110" التي يُمكن إطلاقها على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، أي من بيروت أو البقاع حيث تتواجد مراكز حزب الله وتشكيلاته الاستراتيجية ومنصات الإطلاق، موضحاً أن كل صاروخ فيه 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وذلك بالإضافة إلى صاروخ "بركان" الذي يستطيع الوصول أيضاً إلى غوش دان.

 


غزو الجليل

وقدر الباحث، أنه في سيناريو الحرب الشاملة، سيقوم حزب الله بمحاولة تنفيذ غزو في الجليل، على غرار 7 أكتوبر (تشرين الأول)، على الرغم من أنه لن يكون بآلاف المسلحين مثلما فعلت حركة حماس، لكن التنظيم اللبناني سيقوم بتنفيذ ذلك وتحديده كهدف كبير، وأوضح باري أن ذلك الغزو سيتم عن طريق تسلل عشرات العناصر المسلحة (إن لم يكن المئات) إلى المنطقة المستهدفة، وغالباً القوات التي ستعمل على تنفيذ تلك الخطوات قوات الرضوان.


طائرات مسيرة

وأوضح باري، أنه بالإضافة إلى التهديدات السابقة، هناك تهديد آخر يتمثل في المسيرات الانتحارية التي يمتلكها التنظيم، والتي سيستخدمها التنظيم بشكل كثيف في الحرب الشاملة.


هجوم وشيك

وتناول الباحث تقريراً لبنانيا نقل عن مصادر مقربة من حزب الله، أن رسائل دبلوماسية وصلت إلى بيروت مفادها أن إسرائيل على وشك شن هجوم واسع النطاق هذا الشهر، وقال إن نشر مثل هذا التقرير في وسائل إعلام مقربة من التنظيم اللبناني "مثير للجدل"، لأنه لا يُنشر هناك أي خبر لا يخدم الحزب.
وحذر باري قائلاً: "من الممكن أن يكون هذا المنشور بمثابة نوع من الإعداد المسبق لمبادرة مهمة من قبل حزب الله لتحويل إسرائيل إلى حرب شاملة، ولتحضير ذريعة التنظيم المسلح في سياق بدء الحملة، إنه شيء يجب الانتباه إليه"، مضيفاً أن ذلك من ناحية أخرى "حرب نفسية" وعلامة على أشياء يمكن أن تحدث قريباً.


استعدادات حزب الله

وقال إنه من المعروف إن حزب الله كان يريد الحرب مع إسرائيل قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن حماس لعبت بأوراقها،: وتابع: "في معهد الأبحاث، قمنا بتحليل الفترة التي سبقت الحرب، و أدركنا أن هناك تحضيراً مختلفاً وواسع النطاق لحزب الله يجري منذ صيف 2022، يحاول التنظيم اللبناني جر إسرائيل إلى صراع، وهذا ينعكس في مواقف مختلفة: أعمال قام بها نشطاء مسلحون على السياج، وإطلاق صواريخ في عيد الفصح 2023، والهجوم في مجدو، علاوة على ذلك، عندما تجولنا حول المنطقة الحدودية، رأينا أنهم يستعدون لشيء ما". وأشار إلى أن معهد الأبحاث تلقى إعلاناً داخلياً لحزب الله قيل فيه لعناصره أن يكونوا مستعدين للحرب، وكان ذلك قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وعلق باري على الوضع الأمني قائلاً: "نحن في مرحلة يصعب فيها معرفة التطورات، حزب الله يصعد بوتيرة ستؤدي إلى تدهور الأوضاعة، لذا فإن الوضع مائع للغاية"، وحتى لو كان هناك وقف لإطلاق النار مع حماس وأوقف حزب الله الهجمات، فلن تكون سوى مسألة وقت قبل لبمواجهة بين إسرائيل والتنظيم اللبناني.